الواقع الفلسطيني يخرج عن كل الحسابات السياسية،وان كان هناك حسابات سياسية فالدول والاشخاص والقادة يجب ان لا تخرج حسباتهم عن تلك القواعد الانسانية في حماية الشعوب وتامين حاضرها ومستقبلها ومستقبل ابنائها ، قد يكون الواقع الفلسطيني ومتلاطشاته ومتنافراته كما هي دول الاقليم قد جعلت الفلسطينيين في حالة تيه وما يصاحب ذلك من ظواهر تمس العمق الانساني لوجوده الوطني وما يجب ان تتوفر له حياة كريمة كفلتها الشرائع السماوية والقوانيين الوطنية ، لا نريد ان نكرر ما تكرر سابقا في مقالات متعددة تناولتها وتناولها غيري حول الحصار والظروف القاهرة التي يعيشها ابناء قطاع غزة من فقر وبطالة وتفشي الامراض بمختلف انواعها واهمها السرطان بانواعه وحالات العنوسة وحالات الطلاق وتفشي ظاهرة العقم ربما كله من الحروب التي واجهها الشعب الفلسطيني وما استخدم فيها من مواد مشعة وكيميائية ومخلفات تلك الحروب من دمار واسر شهداء تنكرت لهم سلطة رام الله وجرحى وتلوث للمياه والمنتجات الزراعية ، غزة بمحنها تلك انعكست على حالة الثقافة الاجتماعية وتفشي ظواهر الحرق والانتحار وقتل الابناء والصراع ضد الجوع فل نتخيل عندما تكون نسبة الفقر المدقع تتحاوز 40% والفقر تتجاوز تسبة 30% يعني ذلك ان نسبة 70% من الشعب الفلسطيني تعاني من الفقر في قطاع غزة ، اما موظفي حكومة السلطة في القطاع والذي يتجاوز عددهم 45% موظف وهم في حالة بطالة مقنعة منذ عام 2007 واثار ذلك على الحالة السيكولوجية وما هم محملين به من قروض بنكية فتكت بالكثير منهم ، هذه خريطة سكان قطاع غزة المنكوب الاجتماعية والثقافية والانسانية وفظل تخلي الجميع عنهم من سلطات اوسلو سواء في الضفة او غزة وفي واقع تملص ومشاحنات حزبية .
قد تكون المخيمات الفلسطينية في الضفة التي تعاني من اهمال السلطة ومسلط عليها انشطة امنية مختلفة وتعاني ما تعانيه ايضا اما اذا تحدثنا عن مخيمات الساحة اللبنانية التي يحرم سكانها من مزاولة 58مهنة ووظيفة وحرفة وتخلي السلطة والمنظمة عن مسؤلياتها تجاههم حيث اصبحت تلك المخيمات خليط وفريسة لاضرابات امنية وانشطة مختلفة فهي تعاني من الفقر وانهيار للبنية التحتية لها .
لوحة شاملة وقائمة يستهدف فيها جذور المشكل الفلسطيني في الداخل والخارج ، ولذلك ركزنا سابقا على وضع تساؤلات اين الرأس المال الوطني ان وجد..؟؟؟ بالتاكيد ان هناك فشل ذريع في تجيير الرأس المال الوطني وهو بحجم كبير لخدمة قضايا شعبنا كما يفعل الراس المال لاسرائيل وكذلك للدول التي تعاني من ازمات ، بل استطاعت السلطة ان تعربي ارانب كبار تحولت الى اقطاع سياسي بكل سلوكياته ومظاهره ، وقد نكتفي هنا على ماورد من ظواهر ... ولكن ايضا ما العمل امام هذه التحديات ..؟؟
يؤسفني بل يزعجني ما ورد في تقرير نشر في دنيا الوطن الموافق الخميس 2322007م حول انشطة جمعية فتا ورئيسة مجلس ادارتها الدكتورة جليلة دحلان التي اطلق عليها اسم "" ام الفقراء "" لما تقدمه من خدمات انسانية واجتماعية للشعب الفلسطيني في غزة والمخيمات في الضفة والشتات والقدس ، وحقيقة فحوى التقرير وما تفذلك به اخوة محلليين سياسيين وكانهم من نسيج اخر يخرج عن نسيج معاناة اهلنا في القطاع ولا يعيشوا في اجوائه هذا التقرير من اعداد الاخ علاء الهجين واستضاف فيه كلا من الاخوة الدكتور ناجي شراب والاخ جهاد حرب ، ومع احترامي للاخوين اعتقد انهم فقدوا التقييم الحقيقي والفعلي لانمشطة جمعية فتا والدكتورة جليلة ومتهمين تلك الانشطة بانها تخدم توجه سياسي نافيين بانه لا يوجد عمل انساني بل مرتبط بعملية تلميع للاخ والقائد الوطني محمد دحلان والتي تجاوزت مواقفه الوطنية واطروحاته حلقات التشرذم والانفصام التي يتمسك بها غيره ، ولكن لي ان اسأل وبعمق علم الاجتماع التي بنيت عليه الدول والحكومات اليس عمل اي حكومة او دولة هو جوهره عمل انساني من توفير مظلة حماية للشعب بمختلف انواعها ..؟؟ وامام تلك الازمات في غزة وغيرها من يمليء مناطق الفراغ الذي يدفع ثمنها الشعب والتملص من مسؤلياتهم تحاهه..؟؟ اريد اجابه من معد التقرير والضيوف المحلليين ...!!!
كم انتابتني النشوى عندما نقلت الاخبار ان اما فلسطينية كانت عاقر انجبت تؤم للشعب الفلسطيني بزراعة انابيب قادتها الدكتورة جليلة وجمعية فتا .... كم من الامل كان في عيون اسر الشهداء عندما خففت الدكتورة جليلة عنهم عناء الحاجة وكذلك الاخ محمد دحلان .. اريد ان اسأل هؤلاء كم هي فرحة ابناء الشهداء عندما يتكفل الاخ محمد دحلان برسومهم الجامعية وخروجهم من حالة الاحباط والانكسار السيكولوجي امام زملائهم في الجامعة ..؟؟ كم هي سعادة الامهات والابناء عندما توفر مؤسسة فتا والدكتورة فرصة الزواج لعدد كبير من الفتيان والفتيات التي ظروفهم لا تسمح لهم بممارسة حياتهم الانسانية ..؟؟ كم هي دوافع الايمان عندما تكون مسابقة لحفظ القران الكريم لتعزيز ثقافة الايمان والاخلاق في المجتمع بدلا من تفشي الجريمة والسرقات وتناول المخدرات ... كثير وكثير من الانشطة ... هل يريد السادة المحلليين ان يبقى ابناء القطاع فريسة لتلك الظواهر ومؤثراتها على المجتمع .... !! شيء غريب وعجيب ..!! وتحت ترهات من خيالاتهم بانها تلمع وتمهد الطريق امام زوجها ...؟؟ وان كان كذلك اهو عيبا ...؟؟ في قاموسهم التحليلي ...؟؟!! واريد ان اذكر لكل من اغمض عينية واصم اذنية ان محمد دحلان قال عدة مرات انني لا اطمح بشيء سوى خدمة ابناء شعبي وان كان هناك مسقبلا يمكن ان يخرج منه الشعب الفلسطيني من حالة الضياع فالقرار للشعب الفلسطيني من سيكون له رئيسا وخادما له....... وياليت نرى طلائع ونخب تخدم المنكوبين والفقراء في غزة وغيره مثلما تفعل الدكتورة جاليلة والاخ محمد دحلان فالميدان مفتوح لكل من يريد ان يضحي من اجل شعبه ، وياليت القطط والارانب السمان تحذوا حذوا هذا السلوك الوطني والانساني للاخ محمد والدكتورة جليلة وعندها لن نجد متسول او محتاج ، علما بان مؤسسة فتا تتعامل مع مكونات الشعب الفلسطيني بدون نظرة فصائلية ، وعندما يتوفر النوذج الانساني والخدما تي للشعب قد نستطيع تناول قضايانا الوطنية والسياسية والاجتماعية بشعب لا يلهث وراء رغيف الخبز بل يخوض معركة التحرير بكل جوانبها وهو بصحة جيدة ومعافى من كل الظواهر القاتلة .
بقلم/ سميح خلف