(الحلقة الثالثة والأخيره )
أكتب قناعتي لا يهمني أحد إلا الله ...ولن ألغي عقلي من أجل أن يقال أني وطني أو مع الشرعية.. ولا أجامل المعارضين لأكسب ودهم ولا أزوق كلامي حتى أنفي تهمة عن نفسي...هذا رأيي وقناعتي حتى لو كان نفس رأي الشياطين
وحاشى لله أن يكون الشيطان لي قرينا..
البداية أو النهايه....نعم ورغم أنها بدأت منذ ما يزيد عن نصف قرن.....إلا أنها توقفت في محطة تكاد تكون محطة النهاية إذا لم يتم إستدراك الموقف وبقوة...لان ما جرى يشبه قطارا ً أصابه حادث صدام مروع ، فتفككت مقطوراته بما تحمل من شعب كان في طريقه لموطنه والأمل يشدو به وهو سعيد عند وصوله لمحطة بعد أخرى حتى ما أن إقترب إلى محطته الأخيره ، والوطن ينتظر الأحبة الغائبين وإذا به يقطع الأمل بعد أن أصبح جل همهم لملمة بقايا القطار وإصلاحه وإسعاف ركابه المصابين بخيبة أمل...
وبكل صدق أقول ليس العيب في أوسلو... رغم أن أول عيب فيه أنه جاء بدون رأي الشعب الفلسطيني وتم فرضه كأمر واقع ...ورغم هذا فالعيب كان فينا نحن كمنظمة وفصائل
لأننا لو أحسنا إستخدام أوسلو ودققنا في كل نقطة وزاوية ووضعنا الأولويات قبل الثانويات ، ولو صبرنا لحسنا الشروط وجعلنا منه منطلقا لأي مستجد يأتي لاحقا ً ولأسسنا قواعد متينة يعتمد عليها لأجيال القادمة لتحقيق النصر المبين كما جاء في وعد الله...ولكن للأسف أصابنا الغرور وغرقنا في بحر الأوهام وها نحن نحاول الخروج ولو بأخف الأضرار.....
أوسلو...بما لها وما عليها....
بدأت مرحلة أوسلو..وقفز الجميع من حالة إلى حالة...
إبرام إتفاق سلام مع أسفل كيان وأحقر مغتصب دون شهود ولا قيود ولا قوة دولية تحمي هذا الإتفاق ..إتفاق منقوص لا بل مجحف ليس له علاقة بالثوابت ولا بالتعاقد الذي وقعناه نحن أبناء فلسطين مع فتح والمنظمة ووضعتا أرواحنا رخيصة مع قياده وثقنا بها من أجل تحرير فلسطين ..نعم كان هذا هو العقد والميثاق الذي دفعنا ثمنه دما ً وسجونا وتدميرا ً وكل شيء...وكانت النتيجه...( صفر )
سلام ولكن بلا سلام والثمن كان بداية رأس الإنتفاضة التي ما كانت إلا لدعم المنظمة التي تم ضربها في بيروت وإبعادها إلى الشتاااااات.... وهذا يعني أن تتوقف الإنتفاضة ..كيف...!!
بدأت حملة محمومة لتهدئه الشعب الفلسطيني الذي أوصل الكيان الصهيوني إلى حالة من الإحباط واليأس ولو استمرات لسنوات قليلة لرحل معظم الصهاينة مرغمين رغم ما حشدت إسرائيل كل جيشها لقمع الإنتفاضة ولكنها لم تستطع رغم القتل والتنكيل وتدمير البيوت..وشعبنا يطور إنتفاضته حتى وصلت لتكافل إجتماعي عظيم وتعود الشعب على البذل والعطاء وانتشرت ثقافه المحبة والأخوة والتكافل والإبداع
أستعاد شعبنا خلاله معنوياته وثقته بنفسه وربه....
فكان قرار منظمة التحرير بعد التوقيع على أوسلو بوقف الإنتفاضة .....
وتم محاصرة الجميع ماليا ً حتى توقفت المساعدات وتوقفت الرواتب عن جميع العاملين في الفصائل ومنظمة التحرير
وكأنه السيف الذي سُلط على رقاب الناس
فتم ما خطط له ووافق المنتفضون على وقف إنتفاضتهم تحت بند الثقة بالمنظمة وبأبو عمار كقائد ورمز للكفاح المسلح
وعقدت مجالس ومؤتمرات حركية ودار حوار وجدل ورفض وقبول ومراضاة واتفاق اجمع عليه الجميع بمن فيهم من كانوا معارضين.. ما عدا حماس والجهاد وهم خارج إطار المنظمة.... المفاوضات كانت سرية ولم يكن يعرف شعبنا شيء وحتى لو عرف فالمقاومة لم تكن لتتوقف لولا أن ياسر عرفات برمزيته هو من وقع ذلك..فشعبنا كان يدرك أن الطريق الأمثل لإنتزاع الحقوق لا يتحقق إلا من خلال إيلام العدو..وعندما أعلنت أوسلوا اسرع الوسطاء للضفة وغزة كي يوقفوا الإنتفاضة
وتوقفت بعد ان تم إقناع المقاومين الابطال أن العدو بدأ يرضخ جراء ضرباتهم الموجعة...
وقعت منظمة التحرير على الأتفاق وسارت الأمور كما أرادها الإسرائيلي وليس كما أرادها شعبنا....
والشعوب لا تظل نائمة أو مستسلمة الى الأبد ...
الان وإسرائيل واضحة وضوح الشمس في عدوانها وصلفها وقد ألغت أوسلوا عمليا ً وما عاد منه سوى إسم السلطة
لابل زد على ذلك العمل على توسيع الشقاق بين الشعب وقياداته ..فما الذي يجبر السلطة وهي التي تقود المنظمة
ما الذي يجبرها على المضي قدما إلى المجهول....!!
هنا ننصح القائمين على المنظمة خاصه المجلس الوطني الفلسطيني أن ينهض وبقوة وبشرف ويعيد تصحيح كل ما كان من تعطيل مؤسسات المنظمة وإعادة النشاط إليها من خلال إنتخابات توصل قيادات منها شابة ناضجة مُجربه ...
وتضع برنامجا وطنيا بإستراتيجيه واضحة المعالم
تأخذ بالحسبان كل الوضع... الدولي الإقليمي والمحلي
وتنشر كل ذلك على الشعب الفلسطيني من خلال ممثلين لهم قادرين على التواصل بين القواعد الشعبية والأطر القيادية
بإختصار ...على الشعب الفلسطيني أن يهيمن على المنظمة وليس العكس...وليكن ذلك من خلال ممثليه في المجلس الوطني كممثل للشعب حتى لا يقال...
أن القرارات تتخذ دون رقيب أو حسيب.ودون ذلك
فنحن نرى ما يجري من خلال مؤتمرات تحاول تعبئه الفراغ الحاصل جراء الوضع الفلسطيني والمخططات المتسارعة
لإنهاء القضية وحلها بما يضيع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
نتمنى أن نرى المنظمة تترجم عنوانها الممثل الشرعي والوحيد
وترسل رسالة لكل من يحاولون شطبها بالقول..
ها نحن هنا جاهزون لكل مطالب شعبنا في كل أماكن تواجده
هذه منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد على ثوابتها الوطنية
والله ولي التوفيق
بقلم/ منذر ارشيد