اكتب كلماتي هذه وأنا ارى أزيز الرصاص وأصوات القذائف في مخيم عين الخلوة ، لماذا هذ الصمت الذي يتعرض له هذا المخيم اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ، واسأل هل ما تقوم به مجموعات متطرفة اصبحت تنال من كرامة اهالي المخيم ، هو السكوت على الجريمة .
ابناء هذا المخيم الذين قاتلوا العدو الصهيوني وقدموا الشهداء وفي طليتعهم ناجي العلي وسعيد اليوسف وراجي النجمي وانور البقاعي ، يستجق ان يعيش ابنائه حالة الرعب والهلع ، ولكن الشعب الفلسطيني في المخيم والجوار أن يسمعوا يوميا اصوات الرصاص والقذائف و الموت.
وامام كل ذلك لا بد من التذكير بأن الشعب الفلسطيني في لبنان هو شعب ضيف كما قال الرئيس محمود عباس وكما اكد عليه كافة قادة منظمة التحرير الفلسطينية ، ولكن ما يجري من مجموعات متطرفة تخضع لقرارات خارج اطار فلسطين ، تفرض على جميع الفصائل والقوى الفلسطينية موقفاً متوازناً، أخلاقياً، ووطنياً، وقومياً لانهاء هذه الحالة الشاذة التي تعبث بأمن واستقرار المخيم ، وهذا يتطلب إجماع وطني بالرغم من وجود اجتهادات ومواقف لبعض القوى كان بعضٌ منها يغرد خارج السرب، كما يتطلب ضغط الشارع الشعبي في المخيم انطلاقاً من المصلحة الشعب الفلسطيني.
لذلك اقول إن مخيم عين الحلوة وفضاءه الفلسطيني كان ملاذاً آمناً للجميع، نتيجة تموضعه الجغرافي من مدينة صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة، ولكن ما نشهده اليوم ونحن نرى خروج الناس اثر الاشتباكات نحو مدينة صيدا ، هو محزن، ومؤلم ، في صورة كادت تكون مُطابقة لأهوال النكبة التي ما زالت تجرجر مآسيها على الشعب الفلسطيني في “دياسبورا” المنافي والشتات.
في ظل هذه الاوضاع نؤكد على ان المسؤولية الكاملة تقع على الفصائل الفلسطينية كما هي مسؤولية مشتركة مع الجيش اللبناني ، ونحن على ثقة بأن التفاهم الفلسطيني اللبناني هو اساس، لمواجهة المجموعات المتطرفة، بكل معنى الكلمة ، ويجب إزالة هذه المجموعات المتسترة بالدين ، التي تحاول كل مرة تفجير الأوضاع في مخيم عين الحلوة ، فيجب وقف إجرامها تجاه شعبنا ،وحرصا على المخيم والجوار وعلى الحياة الاقتصادية في المنطقة.
إن الشعب الفلسطيني البطل المعطاء يخوض نضالاً طويلاً ومديداً في مواجهة المشروع الصهيوني ليس فقط من أجل استعادة حقوقه الوطنية، بل من أجل عزة وكرامة هذه الأمة العربية، فأن هذا الشعب العظيم لا يستحق ما يتعرض له من مأساة وقتل ، لهذا نقول كفى ، اجتماعات المطلوب اليوم من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية ان تتحمل مسؤولياتها تجاه ابناء مخيم عين الحلوة، وتجاه أمن واستقرار المخيم وتجاه الأمن الوطني اللبناني من قبل جماعات متطرفة تفتعل الأحداث داخل المخيم، ويجب على القوى الفلسطينية أن تتوحد في موقفها لمحاصرة هذه الظواهر الشاذة عن النضال الفلسطيني، ولمنع حرف النضال الفلسطيني وأخذه إلى خيارات غير خياراته الوطنية. هناك مؤامرة تستهدف مخيم عين الحلوة، وهناك مؤامرة لتصفية هذه المخيمات لمصلحة المشروع الصهيوني، فيجب انهاء ذيول الاحداث ومعالجة
اسبابها باتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرارها، ونحن نثمن الجهود اللبنانية الرسمية والشعبية التي تبذل مساعيها من اجل طي هذه الصفحة الاليمة، لأن امن المخيمات جزء من امن لبنان.
في ظل هذه الظروف نرى ان على الجميع من قوى وفصائل ، أن يعملوا سوياً لإعادة الأمور كما كانت عليها في المخيم، و إنقاذ مخيم عين الحلوة، ومنع التطاحن الدموي في شوارعه ، وإعادته كما كان ملاذاً ومتنفساً آمناً للجميع، ونحن نضم صوتنا الى المعتصمين امام جامع الموصلي في صيدا من أبناء المخيم من شباب ونساء وفتيان وفتيات، رافعين شعار، كفى تدمير للمخيم .
ختاما : نقول كفاكم صمتا وسكوتا حرصا على مخيم عين الحلوة عنوان حق العودة بمعادلته الوطنية ، فإنقاذ شعبه وأبنائه وكافة مواطنيه، وعودته كواحة آمنة للجميع مسؤولية الكل الفلسطيني.
بقلم/ عباس الجمعة