ناقش مجلس جامعة الدول العربية، في دورته العادية السابعة والاربعين بعد المائة، المنعقدة اليوم الأحد، على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة الجزائر، آخر الترتيبات والتحضيرات الخاصة بعقد القمة العربية العادية المقبلة المقررة في العاصمة الاردنية عمان يوم 29 الجاري.
ويبحث المندوبون على مدى يومين التحضير لاجتماعات الدورة الوزارية على مستوى وزراء الخارجية العرب المقررة الثلاثاء المقبل، وتتصدر القضية الفلسطينية اعمال المجلس، إضافة إلى مجمل تطورات العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وقال مندوب الجزائر في الجامعة العربية السفير نذير العرباوي، في كلمته الافتتاحية إن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات الجامعة، سيما في ظل انسداد الأفق واستمرار الاحتلال الاسرائيلي في ممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
واكد أنه يتوجب حث المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، لكي يتحمل مسؤولياته التاريخية والقانونية، وإرغام الاحتلال على الانصياع للشرعية الدولية وانهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، إن الدورة الجديدة لمجلس الجامعة تتضمن 28 بندا، تتناول مجمل قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي صدارتها القضية الفلسطينية وتطوراتها، والأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن والعراق، ومكافحة الإرهاب، وإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة في الأردن.
وأضاف بن حلي في تصريحات على هامش الاجتماع، ان مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، سيلقي كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب يتناول فيها جهود الأمم المتحدة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي 2334 الرافض للاستيطان، ونتائج مؤتمر باريس للسلام.
وأوضح أن مجلس الجامعة سيناقش بندا جديدا مقدما من دولة فلسطين بشأن موضوع "نقل البعثات الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس المحتلة"، كما سيناقش بندا جديدا حول تقرير لجنة الحكماء التي شكلها الأمين العام للجامعة العربية المعنية لملف نزع أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط.
وترأس وفد فلسطين في الاجتماع: سفير فلسطين لدى مصر، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، وضم كلا من: مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية المستشار أول فايز ابو الرب، والمستشار أول مهند العكلوك، والمستشار تامر الطيب، وسكرتير أول جمانة الغول، وجميعهم من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.
وطرح الأزهري، خلال كلمة له في ثاني أيام مؤتمر العين السخنة المشاركة به عشرات الشباب الفلسطيني من قطاع غزة، العديد الخطوات والإجراءات التي من شأنها القضاء على ظاهرة التطرف في المنطقة، والتي تركت أثار سلبية وخطيرة، وأفقدتنا الكثير.
وبين أن الخطوات تبدأ بإخماد نيران الفكر المتطرف بكافة تسمياته الذي ظهر بصور قبيحة، يلي ذلك اطفاء نيران التطرف الالحاد (المضاد) الذي ظهر في السنوات الأربعة الأخيرة بشكل كبير، وبعدها إعادة بناء الشخصية الوطنية، وبعدها الحضارة، كي نستطيع تقديم شيء علمي منطقي واضح للعامل.
ورحب الأزهري بالمشاركين في المؤتمر، القادمين من فلسطين الراغبين بالمعرفة؛ مؤكدًا أنه يأتي في سياق العلاقات المصرية الفلسطينية التاريخية المتراكمة، حتى وصلت لهذا المؤتمر، الذي ستسخر الدولة المصرية له كافة الإمكانيات اللازمة، لتعزيز ما هو قائم من مودة وتعاون.
وأكد أن تجديد الخطاب الديني، يحتاج لتقديم شيء من التجديد، الذي يأتي عبر التركيز على بعض القضايا المهمة، ومن ثم تقديم اطروحات من المُجددين؛ بغية الاشتباك مع الواقع وفهمه وتحليله.
ونوه الأزهري أن الوطن العربي مليء بظواهر التطرف، ومنها (داعش)، التي تقدم نموذج لفهم الدين يملأ العالم رعب، ويقدمه في غاية القبح؛ مُضيفًا "بالتالي كان لا بد من تقديم اطروحة عاجلة وهي اطفاء نيران الفكر المُتطرف".
وشدد على أن أهم وأول واجب متراكم علينا جميعًا كيف نقدم طرح علمي مؤصل واسع يفكك ويفند نيران الفكر المتطرف؛ مُشيرًا إلى وجود حوالي "25 تيار متطرف" في العالم، تدور حول "40 مفهوم فكري"، منها : الحاكمية، التكفرية، الخلافة، الوطن "كما قال"..
وجدد الأزهري تأكيده على أهمية بناء وصناعة الشخصية الوطنية، لأن التيارات باتت تعرض الوطن لقصف مركز؛ لذا نريد ثبيت واحياء معالم الإنسان المصري والفلسطيني والليبي والعراقي الذي يمر بظروف سيئة منذ نحو ربع قرن وغيرهم، لاجتياز الأزمات القائمة.
ولفت إلى أهمية فهم الشرع الشريف، ومن ثم إدراك الواقع، وفهم من أين ينبع التطرف، هل من جماعات، أنظمة، دول، أجهزة دولية..، وفهم ذلك يتم من خلال فهم الواقع؛ وحسن الربط بين الشرع والواقع، حتى نصل لنتائج عملية علمية صحية ومنطقية ومقنعة.
