نظرا لانني من هواة البحث، كنت اوثق كل شيء اقوم بالبحث عنه، ومعظمه كان في مجال تخصصي هندسه الكمبيوتر وهندسه الكهرباء باللغه الانجليزيه. ولقله عدد الصفحات كان من الصعب علي ان اجد دار نشر للكتب العلميه في الدول الاجنبيه تقوم بنشر ما اكتبه خاصه انها كنت تدقق بشده في اللغه وعدد الصفحات والمحتوى. كنت احيانا اجد مخرج لما اكتبه كاوراق عمل في المؤتمرات العلميه او المجلات العلميه. اضف انني كنت انشر ما اكتبه في مكتبه تقوم باعطاء اي شخص حق نشر اي كتاب وبيعه بشكل ذاتي (self publishing) وهي دار النشر الامريكيه Lulu.com.
عندما كنت اعمل مدرسه جامعيه بخارج قطاع غزه، كنت ايضا من هواه كتابه مذكره للماده التي اقوم بتدريسها باللغه الانجليزيه واقوم بتوزيع المذكره مجانا في بدايه الفصل لمساعده الطلاب في الدراسه. اذكر انه نصحني زميل ان اختزل جزء من وقتي لكتابة المذكرات بالكمبيوتر بدل خط اليد، فقلت له لا يوجد عندي وقت. وحتى الان زملائي في الخارج يستخدمون مذكراتي للتدريس ولم اعترض على ذلك، فالعلم اسمى من اي احتكار.
عندما حضرت مصر في احد المرات، زرت معرض الكتاب فيها. تفاجأت ان المعرض مليء بدور نشر مصريه وغير مصريه، الا انها لا تنشر الا باللغه العربيه. سالتهم ان كان لديهم استعداد لنشر اي من كتبي باللغه الانجليزيه، فقالوا لي لا ينشرون الا باللغه العربيه وعلي ان اترجم ما كتبته. استغربت كثيرا، فالاصل ان نترجم كتاباتنا للغه الانجليزيه وليس العكس. وحسب ما فهمت عن سياستهم ان دار النشر اما ان تطالب الكاتب تحمل تكلفة الطباعه وتقوم الدار بالتوزيع فقط، وهنا الكاتب يحصل على الارباح ويعطي دار النشر نسبه وهي تكلفة التوزيع لدار النشر وهو امر صعب على اي كاتب. اما الاحتمال الاخر ان تتولى دار النشر الطباعه وهنا يحصل الكاتب على 10 % من الارباح نهايه العام، وهو الامر الذي يناسب جميع الكتاب. وبموجب العقد يجب ان لا يتعاقد الكاتب مع اي دار نشر اخرى لخمس سنوات.
بحثت عن شيئ مما كتبته باللغه العربيه. فكرت بارسال كتاب لي كتبته من ست سنوات اسمه "تاريخ فلسطين واسرائيل عبر العصور". ارسلته لدور نشر عربيه بالايميل وشد انتباه الكثير منهم ، ومع اول عرض للنشر في دار نشر مصريه وقعت العقد مع دار النشر على ان تتولى هي طباعته وتوزيعه. وحسب ما فهمت سينشر في يونيو 2017.
عرضت كتاب لي عن اختراق الكمبيوتر اسمه "Hacking of computer network" لدور النشر العربيه فكان يصلني الرد من بعض دور النشر انه يجب ان اعمل على ترجمته للعربيه. استغربت ورفضت ترجمته لانه كافه المصطلحات بالانجليزيه في عالم الكمبيوتر فما الجدوى من ترجمته.
ثم فكرت بنشر اهم مقالاتي حول مكافحه الفساد في كتاب واسميته "فساد وافساد .. بيان للراي العام". مع اول عرض لنشر الكتاب قبلت توقيع العقد مع دار نشر مصريه على ان اغير اسمه الى "الفساد في قطاع غزه" لانها ترى انه انسب للكتاب حيث يتحدث في اغلبه عن تجربتي مع الفساد الذي يطال المواطن الغزاوي في قطاع غزه والخارج. كما وافق على ان ينشر كتابي الاخر باللغه الانجليزيه بالديجتال حتى يرى اذا هناك طلب عليه، واذا وجد ان هناك طلب سيطبعه على ورق. وهو كتاب بعنوان " Hacking of computer network" . وحسب ما فهمت سينشر الكتابان في يونيو 2017.
هذه اول تجربه لي مع دور نشر مصريه، واتمنى ان تلتزم دور النشر وتقوم بالفعل بنشر كتبي، لانه بموجب العقد لا استطيع ارسال الكتب لاي جهات اخرى لنشرها لمده خمس سنوات.
ولدي الكثير من الكتب باللغه الانجليزيه التي الفتها في مجال هندسه الكهرباء والكمبيوتر واحاول ايجاد دور نشر تقبل بنشرها باللغه الانجليزيه. وارى انني لو قمت بطباعه المذكرات التي قمت بتدوينها بخط اليد للمواد العلميه التي قمت بتدريسها على الكمبيوتر، بالفعل ممكن ان تجد مبيعات وسط طلاب العالم. لكن اتسائل هل يجب ان اترجمها للعربيه ام اطبعها بالغه الانجليزيه. ولو ترجمتها للغه العربيه، هل اجد من يقبل نشرها ؟؟
الان من هذا الملخص اردت ان اصل انه من الواضح انه يوجد مشكله مع اللغه الانجليزيه في عالمنا العربي . والسبب الرئيسي ان القاريء عندما يذهب للمكتبات يبتعد عن الكتب المكتوبه باللغه الانجليزيه خاصه اذا كاتبها كان عربيا. وانا اوجه وزاره الثقافه ووزارة التربيه والتعليم في فلسطين والدول العربيه انه يجب ان تقوم بتحفيز دور النشر لنشر كتب باللغه الانجليزيه لان كافة المواد العلميه تكون مكتوبه باللغه الانجليزيه ولا معنى لبيعها باللغه العربيه.
سهيله عمر
[email protected]