طوبى لماجدات فلسطين اليوم 8 آذار وكل يوم

بقلم: سامي إبراهيم فودة

احتفاءً باليوم العالمي للمرأة سيدة الأرض ونور الفضاء وذرة التاج وزهرة الربيع وخنساء عصرها وجنة الرحمن ونبض الحياة وروح الأمل المتجدد فينا والذي لا ينضب عن العطاء والحب الدافئ المتواصل الذي يغمر القلوب ويشرح الصدور ويبعث على التفاؤل في النفوس,والذي يأتي عيدها الربيعي الفواح بشذا أريج المسك والياسمين وعبير اللوز وشقائق النعمان في شهر مارس آذار من كل عام,حيث يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في مشارق الأرض ومغاربها كلاً على طريقته الخاصة بإقامة الاحتفالات للتضامن والتآزر مع المرأة في نضالها المشروع,من أجل نيل حقوقها المسلوبة وتحقيق أهدافها النبيلة,والإشادة بقيمتها العظيمة ومكانتها المرموقة وبدورها الريادي والطليعي في ساحات الشرف وميادين النضال والثورات الشعبية,كونها شريكة رئيسة تمثل نصف المجتمع ومؤثرة في أحداث التحول الاجتماعي والتغير الثوري ضد سياسة الظلم والاضطهاد والقمع وتعنيف المرأة.....
نقف بكل فخر واعتزاز أمام عظمة وشموخ وكبرياء المرأة العربية عامة والفلسطينية خاصة بهذه المناسبة العطرة ونستذكر مراجع كتب التاريخ وموسوعات النضال"مصطلح نضال المرأة"المؤرخة في سجلات البطولة والمجد والشرف على مر العصور والأزمان,إلا وتجد للمرأة الفلسطينية المناضلة أم الأبطال خير جنود الأرض سجلاً حافلاً بدورها النضالي والكفاحي,وقد ذكرها التاريخ وأشاد بدورها الطليعي والريادي حيث سجلت حضورها في صفحات المجد ولتاريخ وسطرت أروع الملاحم والبطولات الفدائية في ميادين القتال والنضال جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف إلى جانب الرجل بكل جدارة واقتدار وتقدمت الصفوف والمواقع في مواجهة الاحتلال الصهيوني وضربت المثل الأعلى لكل نساء العالم في دروب النضال والكفاح ....
فالمرأة الفلسطينية المناضلة الجريئة الصبورة الشجاعة أم العظماء والحكماء والعلماء والقادة والرؤساء والأغنياء والفقراء صانعة المعجزات ومفجرة الثورات ومنجبة المناضلين والمناضلات مفخرة الأمهات ومربية الأجيال ومصنع الرجال,مؤمنة بعدالة قضيتها إِيماناً عميقاً بتحقيق حقوقها,فهي الشهيدة والأسيرة والجريحة والطريدة والمقاتلة وأم الشهيد وزوجة الشهيد وأم الأسير وزوجة الأسير وأخت الشهيد والأسير,فهي الممرضـة والطبيبـة والمهندسـة والمعلمـة والعاملـة والقاضيـة والكاتبـة والشاعرة والمحاميـة والسفيـرة وربـه البيـت...
فقد تحملت المرأة الفلسطينية بكل ثبات وإرادة وصمود لا تلين مسؤوليات الأسرة الفلسطينية بالنهوض بأعباء مسؤولياتها والقيام بدوها الإنساني والاجتماعي والمعيشي على أكمل وجه وخاصة في ظل غياب رب الأسرة, ولم يفت كل ذلك من عضدهن ولم تتوقف عن مواصلة مسيرتها النضالية والإنسانية ولم تكن يوماً في منأى عن التضحية والفداء إلى جانب إخوتها الرجال في مواقع المواجهة,بل لازالت المرأة الفلسطينية هي المخزون الاستراتيجي ونواه المجتمع شامخة شموخ الجبال الرواسي في تقديم فلذات أكبادهن لترسيخ جذور بقاء المقاومة الفلسطينية متوهجة في شعلتها في وجهه العدو الصهيوني....
بهذه المناسبة العظيمة في يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار كل عام لابد وان نستذكر في هذا المقام الرفيع الأخوات الماجدات "الأسيرات العربيات والفلسطينيات"القابعات في غياهب السجون فقد كانت المرأة الفلسطينية المناضلة في دائرة الاستهداف منذ أن وطأ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967وقد أشارت الإحصاءات أن الاحتلال الإسرائيلي قام باعتقال ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية طالت جميع الفئات العمرية المختلفة في حملات الاعتقالات للنساء الفلسطينيات وكانت أكبر حملة اعتقال قد جرت خلال الانتفاضة الأولى حيث وصل عدد حالات الاعتقال إلى 3000 أسيرة فلسطينية حتى تاريخ 6 أشباط وقد بلغ عدد الأسيرات الموزعات على السجون 56 أسيرة بينهن 16 قاصر أقل من 18 عاماً والقائمة هنا تطول بذكر أسمائهن
طوبي للمرأة العربية والفلسطينية المناضلة في يوم المرأة العالمي

بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة
[email protected]