سؤال قد يكون من قبيل المداعبة او النكته يتم تداوله وخاصة بين فئة موظفي السلطة ، وقد يكون لاثارة مهزلة تصبح فيها التارجيديا عنوان لحياة اسرة وقبل الدخول في تفاصيلها المليودرامية .... ليش راتبك مقطوع عنوان لاكثر من رواية وقصة وحجة ومبرر، قد تكون الثقافة الوطنية ولالتزام والمسؤليات الوطنية عاجزة متلعثمة مترددة في الاجابة على هذا السؤال ... وتبقى الحقيقة انها حياة اسر واطفال وشيوخ ومرضى والتزامات اسرية قام بها الفاعل مساعدا عزرائيل لانهاء وتشرد اسر وتحول في مسيرتها الاجتماعية والعلمية والانسانية في عملية هدم مجتمعي وبشكل غير مألوف وغير طبيعية قام بها الفاعل بدون ادنى ضمير او حس وطني او مسؤليات وطنية تلزمه بها مواقعه الاعتبارية تجاه شعبه...
لم نسمع او نرى او نقراء ان نظام او رئيس او رئيس مؤسسة قام بعملية مجزرة للموظفين في الدول او السلطات التي تحترم مواطنيها او لديها قانون او حتى في حالات الاحتلال كشعب الفلسطيني الذي اصبح مذعورا ليس من سلوكيات الاحتلال وجتياحاته وعملياته بل اصبح مذعورا من فئة من السلطويين ومن بني جلدته تخوفا وتحسبا من قطع مصادر معيشتهم ...
ليش راتبك مقطوع ...؟؟!!
قد تكون كل الحجج والمبررات لمثل تلك السلوكيات غير مقنعة وخاصة ان الراتب حق انساني ووطني بحكم المواطنة فضلا على ان قطع الارزاق من قطع الاعناق ... وقد يكون القتل المعنوي اشد قهرا من القتل المادي .
لم نسمع عن اي سلطة قطعت رواتب مناهضيها او معارضيها او من خرجوا عن القانون .... وهناك اليات ونصوص تحاسب وتعاقب بعيدا عن الراتب ان كان هناك ذنب .... الا في حالتنا الفلسطينية التي تدفع رواتبها من صندوق الضمان الاجتماعي للدول المانحة اي اموال ليس من خزائنهم ان كان في السابق لديهم خزائن.
قد يصاب الانسان بالحزن بل بالقهر والشعور بالظلم من ظاهرة " دفع الثمن" التي تتبعها السلطة ويتبعها رئيسها وان كانت تلك الظاهرة لها اصول ممن سلف ولانها ثقافة واحدة ثقافة الاقصاء ثقافة قطع الراتب لكل من يعارض او من يخالف او لمجرد استقراءات او استنتاجات او ما يجول بداخله او لصداقة مع شخص ما او نسب مع عائلة ما ولي امرها معارض، اتذكر في اوائل الثمانينات دفع الكثير من الكوادر واسرهم ضريبة الاتهام بارنشقاق وما هم بمنشقين سوى انهم منتقدون لسلوكيات هذا القائد او ذاك او منتقد للمنهجية السياسية .... حينها لم تكن سلطة ولا نظام اساسي يحكم ولا قانون بل مزاجيات هذا المقرب او ذاك من ضباط اجهزة ومتنفذين حول ابو عمار والحاج مطلق اما اليوم وفي ظل قطع الرواتب بشكل جماعي وفي ظل سلطة لها قانون اساسي وواجبات والتزامات واعتراف من كثير من الدول ..ز هل من اللائق قطع راتب هخذا الموظف او ذاك بدون توفير اسس الدفاع عن نفسه.... هو نفس السلوك القديم الجديد وكل ما في الامر ان عمليات قطع الراتب سابقا كانت بشكل فردي اما اليوم بشكل جماعي .....
ليش راتبك مقطوع...؟؟؟
قيل متجنحين ويتبعون القيادي محمد دحلان وفي نطاق الخلاف تدفع الاسر ثمن عدم قبول الراي الاخر وبالتالي ينسف اي اسس لمقومات سلطة لها مسؤلية وطنية ومطلوب منها توفير مظلة حماية اجتماعية .... الا اذا اعتبر المتنفذين ان من فصلوا وقطعت رواتبهم ليسوا من اب وام فلسطينية واجداد فلسطينيون ... اي طعن في المواطنة وبدون اي وجه من اوجه القانون كنيابة وقضاء ومحامي دفاع اي نسف لجميع السلطات الثلاث وهي الفوضى والمشاع بعينه .... قيل هؤلاء يعترضون على اوسلو وقيل انهم دعاة الكفاح المسلح والبندقية والتجربة ... فئات ثلاث تمثل الروح النضالية والقاعدة النضالية الصلبة المطلوب تدميرها ...!! ويبدو ان التنسيق الامني يعمل في احشائنا وارزاقنا منذ عقود وليس الان فقط...؟؟!!
بعد غياب خمسة شهور عن غزة .... اتى الاصحاب والاصدقاء لزيارتي الخوف الرعب يزلزل كيانياتهم وتخوفا من قطع الراتب .... قلت لهم لهذه الدرجة قالوا نعم هناك كتبة التقارير ولجنة مراقبة ومتابعة المتجنحين واباع دحلان تعمل ليلا نهارا في مدينة الزهراء .... البعض اغلق دكانه او اغلق صفحة الفيس تخوفا من احتكاك اوسلام او لقاء مع احد من اتباع دحلان او تعليق او اعجاب ..... انه الرعب بعينه والخوف بعينه عندما تتحول السلطة الى عدو وسيف على رقاب العباد .... ليس هذا بهين انه ضرب النسيج الاجتماعي والثقافة الوطنية والعلاقات الاجتماعية وبمد اكثر انه انهيار للاسر التي قطعت رواتبها والكارثة من اي جهة انها السلطة التي تعلن مسؤليتها عن هذا الشعب المقهور المذعور ..... وفي النهاية :: ليش راتبك مقطوع...؟؟!!
سميح خلف