ثمة مواقف وسلوكيات محيرة للسيد عباس بل قد تدعو للغثيان ، ولا ندري على ماذا يعول ..؟؟ او ماذا ينتظر ...؟؟ في حين يجمع الجميع بان اي اطروحات سياسية من ادارة الرئيس ترامب لن تكون في صالح الفلسطينيين او تحقق لهم الحد الادني من برنامجهم المنخفض في اصوله وباقامة الدولة على حدود ما قبل الخامس من حزيران .
مؤتمر باريس الذي كان يعول علية لم يكن الا تظاهرة تخلو من اي قرارات او ضغوط وانتهى كما انتهت مؤتمرات سابقة ولقاءات وبانورمات يعشقها الرئيس ولم يكلف نفسه ولو لساعات من الزمن للبحث والتأمل بمدى صلاحية وايجابية ومفعول نشاطاته الخارجية على واقع القضية الفلسطينية اذا ما نسبنا ذلك ابانه يطير في الهواء بدون الارتكاز على قاعدة انطلاق وهبوط من قاعدة صلبة ..لم تعد موجودة بواقع فلسطيني مشتت منقسم يعاني من ازمات وطنية واجتماعية وثقافية ومعيشية وانقسام في البرنامج السياسي والامني بين الضفة وغزة وبرامج متعددة لفتح التي يقودها ... فلم تعد فتح وحدة واحدة ولها برنامج واحد وتنظيم واحد ومؤسسات واحدة .
يخطيء عباس اذا اعتقد وكما صور له السحيجة بعد حفلة المقاطعة بانه جدد شرعيته في فتح لينطلق منها مادام هناك الالاف الفتحاويين خارج التمثيل وخارج الاطر فاعتقد مؤتمرات القاهرة وباريس وغزة والقادم في امريكا وما سياتي من مؤتمرات اضافية توضح وتبين ان ثقل فتح الشعبي ليس في جعبة رئيسها وتحت تصرفه وكما تخيله ايضا انه امتلك القرار الحركي وحر التصرف فيه كما حضرت سيناريوهات ما يسمى المؤتمر الحركي السابع في المقاطعة .
قد لا يفهم الرئيس ومن هم محيطين به... وممكن ان حالة الفهم يصيبها الغباء الذي لا يكترث وصولا الى حالة اللامبالاة لقراءة معطيات الواقع الفلسطيني ، الا يدرك عباس بان فتح بزخمها الشعبي وهي ما يعول عليها انها خارج سيطرته ..؟؟ ام يعول على الاجهزة الامنية الموالية والتنسيق الامني المقدس .. وهل هذا يكفي ...؟؟ ام مازال يعول على اكتساب شرعيته من الجامعة العربية ..؟؟ معتبرا الشعب الفلسطيني صفر على الشمال مغمضا عينية وساددا اذنية للقوى الفلسطينية ايضا الرئيسية حماس والجهاد والشعبية والديموقراطية ومطالبهم الوطنية ...؟؟؟
دحلان خصم قوي في داخل المعادلة الفتحاوية وما طرح من مبادرات داخلية ووطنية .... حماس تسيطر على جزء رئيسي واصيل من بقايا الوطن ولها ايضا نفوذ لا يستهان به في الساحات الخارجية .... الجهاد طرح مبادرته لجمع الصف الفلسطيني ... الشعبية والديموقراطية لهما مطالب اصيلة ايضا صوب تعديل البرنامج السياسي ..... المخيمات الفلسطينية لها مطالبها الوطنية في كل مكان وكان ابرزها مخيم عسكر وبلاطة وجنين والدهيشة وجنيين في ارهاصات لانتفاضة شعبية على السلطة وعلى الاحتلال ... قابل عباس واجهزته بالعصا والارهاب والقرارات التعسفية كل ذلك .... هل يعتقد عباس انه يمثل المكون والايقونة الفلسطينية ..؟؟!!! بالقطع لا بل تحول لدكتاتور صغير لدى ادارة مردخاي منسق الشؤون المدنية في جيش الاحتلال .
سيقابل عباس المبعوث الامريكي للسلام ... وفيما بعد سيقابل الرئيس ترامب ..... اي اوراق سيحملها عباس الضعيف المنهك المشتت الذي يبتعد عنه شعبه وقواه الوطنية والاسلامية ...... ماذا سيقول لترامب اذا وجه له سؤال .... انت تمثل من في الشعب الفلسطيني ...؟؟؟ واذا قيل له ماذا عن مؤتمرات القاهرة وباريس وتركيا وطهران ... ماذا عن حماس التي تعدل من ورقتها وبرنامجها السياسي لتتعاطى مع المبادرات الدولية من مركز قوة ...... ماذا لوقال له ترامب انت خالي وفارغ اليدين ...؟؟ لا ادري ماذا سيجيب السيد عباس...
ما قبل تنصيب ترامب على البيت الابيض وما بعده .... علقت ايادي كثيرين من فتح في الهواء ولم يستجيب لكل النداءات الصادرة سواء من القاعدة الشعبية او من القاهرة لوحدة فتح .... وكانت فرصة لحركة قوية ..... وفضل مؤتمر سابع امني بامتياز .... جمد كل اللقاءات في القاهرة والدوحة واثينا وموسكو وبيروت لتجديد الشرعيات الفلسطينية ...؟؟؟!!
وعن اي مشروع سياسي يتحدث عباس في ظل التهتك الفلسطيني .... ماذا سيقول لترامب ...؟؟؟ ربما يعتقد ان جولات ماجد فرج واطروحاتها الامنية هي بديلا عن الطرح السياسي والوطني للقضية الفلسطينية .... امريكا التي تقول انها ترعى الديموقراطية في العالم .. هل تعتقد انه ستقدم امتيازات واطروحات بناءة لرئيس فاقد شعبه ...؟؟؟ ام نحن سائرون الى تنفيذ ما ستطرحه امريكا ونتنياهو لنتلقى النتائج والتنفيذ والاغلب توقيق ما وجد من استيطان وحل اقتصادي وروابط مدن في الضفة ..!! قد تكرسها الانتخابات البلدية التي قررها عباس في الضفة .... اما غزة التي تكثر الاحاديث حولها هل يكفيها انفتاح المعابر وميناء ومطار لتشكل شكل الدولة مع حسابات امنية وازمنية ...؟؟؟
اسئلة كثيرة ..... وحالة تيه وضعف يفرضها الرئيس .... وهل ستقبل اسرائيل وترامب بشريك ضعيف لرسم وتنفيذ برنامج سلام في المنطقة ...؟؟ لا اعتقد ذلك .... بل اضاعة مزيد من الوقت .... والعبث اكثر فاكثر في انهيارات اخرى سواء في الضفة او غزة ...... ولكي يكون الباب مفتوحا لخيارات شعبية قد تستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه ... وخارج الكلاسيكيات والاطروحات التي تفرضها قوى اصبحت مصابه بالكساح وفقدانها مركزية الفعل والانجاب ...
بقلم/ سميح خلف