تصدي المضادات السورية للطائرات الحربية الإسرائيلية هل تنبئ عن تبني سوريا وقوى المقاومة والممانعة لإستراتيجية الردع ضد إسرائيل ،
وهل بتنا أمام تغير في قواعد الاشتباكات بحيث تصبح الجولان والحدود الاردنيه مفتوحة أمام شن هجمات ضد إسرائيل من قبل قوى المقاومة
بعد القرار الاستراتيجي السوري بالتصدي للعدوان الإسرائيلي على مواقع سوريه المنطقة باتت مفتوحة على جميع الاحتمالات خاصة أن الرد هو بفشل زيارة نتنياهو إلى موسكو واجتماعه مع بوتن والرد الروسي أنه لا يمكن المقايضة على حزب الله وان وجوده في سوريا يكتسب شرعية سوريا
وفشلت الضغوط السعودية التي مارستها عبر القنوات الدبلوماسية لأجل سحب قوات حزب الله من سوريا
وان الضغوط الأمريكية على روسيا لأجل أن تضغط على سوريا لسحب قوات حزب الله من الأراضي السورية هي الأخرى فشلت
فهل بتنا أمام ربيع ساخن لحسم الصراع بالحرب بحيث أصبحت المنطقة أمام حرب إقليمية مباشره ضمن صراع المصالح بعد فشل الحرب بالوكالة على سوريا بتحقيق أهدافها
الغارة الاسرائيليه التي استهدفت مواقع سوريه ادعت أنها قافلة أسلحه لحزب الله هي ادعاءات غير مبرره للعدوان الإسرائيلي على سوريا وقد سبق للحكومة السورية أن تقدمت بعدة شكاوى لمجلس الأمن ضد الاعتداءات الاسرائيليه وتعديها على السيادة السورية واحتفظت الحكومة السورية بالرد على العدوان الإسرائيلي
لم يأت الرد السوري من فراغ وإنما لأدراك قوى المقاومة والممانعة للمخطط الذي بات يستهدف سوريا ويبيت للعدوان على إيران فوفق وسائل إعلاميه غربيه وعربيه أن الرئيس الأمريكي ترامب قرأ خريطة العالم العربي جيدا، الرجل بدأ مبكرا في تكريس تحالف عربي صهيوني جديد ضد إيران وسوريا ، والضحية هي ما تبقى من القضية الفلسطينية.
شكّل التصدي السوري النوعي للطائرات الاسرائيليه حدثا غير مسبوق في تاريخ الصراع الإسرائيلي السوري شغل الأوساط الصهيونية المختلفة ونظرت إليه على انه تطور دراماتيكي بما حمله من تفاصيل عسكرية ذات أبعاد متنوعة خاصةً لناحية الإعلان الصهيوني عن إطلاق صواريخ ضد الطائرات، كما كان لافتا تعاطٍ من نوع جديد على المستوى الرسمي من قبل العدو في موضوع الغارات على سوريا.
ليست هي المرة الأولى التي تنفذ فيها طائرات الاحتلال غارات في الداخل السوري حيث في السنوات الماضية نفذت عدة غارات استهدفت مواقع سورية كما أتت دعما للجماعات الإرهابية سواء ميدانيا أو لرفع المعنويات.
وليس هي المرة الأولى التي تعلن فيها دمشق أنها تصدت للطائرات المغيرة أو أسقطت طائرة معادية، حيث يمكن أن نعود إلى تاريخ 13 أيلول 2016 الذي حمل إعلان القيادة العامة للجيش السوري عن تمكن الجيش من إسقاط طائرة حربية إسرائيلية جنوب غرب القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع.
وقال حينها البيان “قام طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة الواحدة صباح يوم 13/9/2016 بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة، فتصدت وسائط دفاعنا الجوية وأسقطت له طائرة حربية جنوب غرب القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع، يأتي هذا العدوان السافر في إطار دعم العدو الصهيوني للمجموعات الإرهابية المسلحة في محاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة بعد الفشل الذريع الذي منيت به والخسائر الفادحة التي تكبدتها بريف القنيطرة.”
وقد أتى الإعلان عن إسقاط الطائرة حينها بمثابة تطور نوعي سواء في الموضوع العسكري أو في التحدي الموجه للعدو.
أما البيان الذي صدر اليوم فأعلن أيضا إسقاط طائرة معادية وإصابة أخرى عبر “وسائط الدفاع” وأكد العزم على الرد المباشر على أي اعتداء وهو ما حمل رسالة قوية اللهجة سواء في موضوع نية الرد المباشر أو في موضوع إعلان إسقاط الطائرة. وجاء الرد ليؤكد العزم السوري والإرادة الصلبة بوجه العدوان الصهيوني ورسالة تحد جديدة من القيادة السورية في دمشق التي تواجه حربا عالمية ناجمة عن سياساتها القومية العربية وتصديها للسياسات الأميركية الصهيونية ودعمها الدائم للمقاومة .
واللافت انه لم يحدد الجيش السوري نوع التصدي إن كان بصواريخ أو مضادات تجاه الطائرات بل أشار أن سقوط الطائرة جاء فوق الأراضي المحتلة. لكن من أعلن نوع التصدي هو جيش الاحتلال ومن أعلن اسم الصاروخ هو الإعلام الإسرائيلي . فالأوساط الاسرائيليه تحدثت عن استخدام صواريخ دفاع جوي سوري واعتبرت أن ما حدث يعد تطورا خطيرا بوجه إسرائيل من عدة نواح. وهذا الإعلان يعني استراتيجيا أن هناك حسابات جديدة عند أي تحرك للطائرات الاسرائيليه في أجواء سوريا.
اللافت في حادثة العدوان الإسرائيلي على سوريا
– إعلان إسرائيل لأول مرة عن شن غارات داخل سوريا وسابقا لم يكن يعلن أو يتبنى ذلك
– إعلان أوساط الاحتلال نوع الصاروخ انه سام 5 (S 200)
– ما ذكره المحلّل العسكري في “القناة 20″ نوعام أمير أن طائرات سلاح الجو التقطتها الرادارات السورية أثناء تحليقها فوق أجواء الكيان. وقال أن سوريا أحدثت في هذه الحادثة تغييراً دراماتيكياً بقدرتها على كشف نشاطات سلاح الجو”. وأضاف أن كسر المعادلة بهذا الشكل يمكن أن يبعد بشكل واضح نشاطات سلاح الجو والجيش “الإسرائيلي”.
– إعلان الإعلام الإسرائيلي أن إطلاق الصاروخ تجاه الطائرات شغّل منظومة حماية السماء التابعة للجبهة الداخلية التي قامت بتفعيل الصافرات بشكل أوتوماتيكي مما اجبر الاحتلال الإسرائيلي على إعلان شن الغارات رسميا.
– قول صحيفة ” The Jerusalem Post” أن منظومة صواريخ “آرو” (السهم) مخصصة في الأصل لاعتراض الصواريخ البالستية، وفي هذه المرة استخدمت ضد صواريخ قصيرة المدى أرض جو. وفي ذلك تكون قد تحدثت عن مواجهة حصلت بين “سام” و”السهم”.
– قول صحيفة “The Jerusalem Post” إن استخدام منظومة صواريخ “آرو” لحماية الطائرات الإسرائيلية خلال غاراتها داخل سوريا من صواريخ “سام” يعد “ثورة في هذا المجال” وان الجيش الإسرائيلي استخدم لأول مرة منظومة صواريخ “آرو” للدفاع الجوي لحماية طائراته العاملة “خلف خطوط العدو”.
– قول إعلام إسرائيل أن الصواريخ المعترضة التي أطلقت على الطائرات هي صواريخ قديمة ولا يستخدمها تشكيل الدفاع المتطور الذي أحضره الروس معهم إلى الشرق الأوسط، وتساءل احد الخبراء الإسرائيليين “ليس واضحاً كيف كانت ستنتهي الحادثة في حال تم تشغيل منظومات متطورة ومحسنة”.
وبحسب المحلل العسكري في موقع ‘يديعوت أحرونوت’، رون بن يشاي، وفي القناة الثانية، روني دانييل، فإن إطلاق الصاروخ السوري المضاد للطائرات S 200 يدل على “تزايد ثقة النظام السوري بنفسه”.
وأكد محللون عسكريون إسرائيليون عديدون أن إعلان “إسرائيل” عن شن طيرانها الحربي غارات في سورية نابع من صاروخ من طراز SA5 باتجاه الطائرات الحربية وان الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت الصاروخ بواسطة صاروخ ‘حيتس’ وانه سقط في الأراضي الأردنية قبالة منطقة القدس.
موقع “صوت إسرائيل” نقل عن جيش الاحتلال القول إن الصواريخ السورية لم تشكل خطرا على الطائرات المغيرة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لم تكن سلامة المدنيين الإسرائيليين أو طائرات القوة الجوية الإسرائيلية في خطر في أي وقت.”
ما يمكن قوله وفق التحليلات أن تفعيل التحالف مع إسرائيل الذي توج بالغارة الاسرائيليه على مواقع سوريه يؤشر إلى استعجال في عقد المؤتمر الإقليمي الذي تنوي إدارة ترامب لعقده لدول الاعتدال العربي بحضور إسرائيل تحت عنوان ما تدعيه محاربة الإرهاب
زيارة ولي ولي العهد السعودي لأمريكا وإعلانه عن أن إيران تدعم الإرهاب والتي قد تكون الغارة الاسرائيليه ثمرة هذا التنسيق السعودي الأمريكي ،
خاصة وان إسرائيل باتت متخوفة من حقيقة التسريبات الاعلاميه عن منح قاعدة بحريه لإيران في سوريا والتي تؤكد معلومات عن شروع إيران في بناء القاعدة البحرية
لا شك أن امتناع المعارضة السورية لحضور جلسات حوار استانه مع ما رافق ذلك التفجيرات التي استهدفت العاصمة دمشق آخرها تفجير قصر العدل هو ضمن سياسة التصعيد والاستهداف الذي يستهدف سوريا بهذا التصعيد بالعمليات الإرهابية والتي تعد الغارات الإسرائيلية من ضمن مخططات التصعيد
الرد السوري على الغارة الاسرائيليه كانت بمثابة المفاجاه والرد يحمل رسالة إنذار بتفعيل محور المقاومة لإستراتجية الردع ضد إسرائيل والمحور المتحالف مع إسرائيل ،وان الرسالة تحمل أن سوريا لم تعد لتقف موقف المتفرج على الاعتداءات الإسرائيلية ، وأن محور المقاومة يقف إلى جانب سوريا ويدعم مواقفها ، وأن جميع الجبهات ستصبح مفتوحة بما فيها جبهة الأردن والجولان ولبنان في مواجهة إسرائيل والتحالف لدول الإقليم المتحالف مع إسرائيل ،
بالمحصلة أن الرد السوري تغير في إستراتيجية الردع السورية وقواعد الاشتباك فهل تفتح إسرائيل على نفسها أبواب الصراع المفتوح على مصراعيه بحيث تصبح الحدود مفتوحة لحرب استنزاف جديدة وفق قواعد اشتباك يفرض قواعد لعبتها محور الممانعة والمقاومة
المحامي علي ابوحبله