قال الرئيس البوسني الصربي ملادين ايفانيتش إنه "يفضل صنع السلام عاجلا قبل آجلا" حاثا على انهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ فترة، مشيرا الى خبرته الخاصة في قيادة دول مقسمة اثنيا، والتي لا تزال تحاول التعافي من نير الحرب الدامية.
وقال الرئيس البوسني ردا على سؤال حول المجازات التي يجب أن تتعلمها اسرائيل من تجربة البوسنة في نزاع عميق الجذور كهذا، إنه "على الطرفين أن يجدا هدفا مشتركا لتحقيق السلام". ولكن بحسب ايفانيتش فإن التحدي المركزي يكمن في زيادة مستوى الثقة بين الشعبين اللذين اعتبرا أحدهما الآخر طوال سنين أعداء.
وأضاف ايفانيتش في مقابلة مع قناة i24news الاسرائيلية أنه في البوسنة "كل جانب يؤمن ويعتقد أنه الضحية محملا المسؤولية للجانب الآخر"، ويشير الى التحديات الكامنة في عملية بناء الثقة بعد صراع أليم وفظيع كهذا.
وقد عرفت منطقة البوسنة حصتها من العنف والتراجيديا والمأساة. فالبلاد منقسمة بحسب تقسيمات اثنية طائفية منذ الحرب الأهلية الاثنية التي أدت لتقسيم يوغوسلافيا بين 1992-1995.
واعتبرت البوسنة مرشحا محتملا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي في العام 2003، وقد قدمت أوراق ترشحها مرة أخرى في 2016، لكن هذه الدولة الصغيرة لم تنجح حتى الآن بهذه المهمة في ظل مناكفات سياسية بين الخصوم من الصرب، الكروات، والمسلمين البوسنيين، والتي أدت الى عدم إنجاز العديد من الاصلاحات الضرورية.
ويؤكد ايفانيتش ردا على سؤال حول سبب كونه "قوميا جدا" أنه "بما أننا دولة صغيرة محاطة بالكثير من المجموعات الاثنية المختلفة، فهذا يجعلك حساسا تجاه هُويّتك".
ويرى ايفانيتش أن جيله لن يكون جزءا من الحل لأنه بالكاد يستطيع الحفاظ على الوضع الراهن كما هو والابقاء على الهدوء لسنوات قليلة.
واعتبر أن تثبيت الوضع الراهن لمدة "عشرين سنة على الاقل" قد يكون عاملا مساعدا قبل حلّ وتفكيك فتيل النزاع كليا، مشيرا الى أن الوقت أمر حيوي في عملية السلام.
ويبدو أن المهمة لايجاد حل دائم ستُلقى على الجيل المقبل، والذثي ستُلقى عليه مهمة "الحل أو تقسيم البلاد بكل بساطة"، على حد قوله، مشيرا الى أن استراتيجية مشابهة قد تكون من مصلحة اسرائيل والفلسطينيين على حد سواء إن كان الحديث عن حل دولة واحدة أو دولتين.
وفي بلاده هو يبدو متفائلا بأن الوضع الراهن سيبقى في محله ولن تندلع حربا في البوسنة بالمستقبل القريب بسبب نزع السلاح على وجه الخصوص. اذ أنه بحسب قوله "لا يوجد لدينا أسلحة بعد الآن. وهناك موجة كبرى من نزع السلاح والقادة ليسوا أقوياء جدا" ما يوحي بتبدل القادة بشكل دائم. ويوضح أن الزعماء ليسوا أقوياء بما فيه الكفاية لخوض حرب يستطيعون حسمها في صالحهم، لذلك يفضلون عدم خوضها من أصله.
ويؤكد ايفانيتش "مستقبل البلاد بين أيدي الجيل المقبل، ولكنهم لا يعيشون سوية بالفعل، بل يعيشون جنبا الى جنب. لن يكون الأمر سهلا بهذه الحال". لكنه أضاف "ورغم ذلك لديهم فرصة أفضل من جيلي لتحقيق السلام".
ولا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس طلب البوسنة والهرسك للانضمام الى الاتحاد، وتعتبرها "مرشح محتمل".
