الرد السوري،، وخيار المواجهة

بقلم: رضوان أبو جاموس

للمرة الأولى منذ سنوات تتصدي المضادات السورية للطائرات الاسرائيلية التي طالما أغارت على أهداف سوريّة أوْ ضدّ قوافل شحن أسلحة من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، بغض النظر عن صحة بيان الجيش السوري إنه أسقط طائرة إسرائيلية خلال العملية أو لم تسقط الا أن الحادث كان مفاجئاً لإسرائيل التي لم تتوقّع قيام المضادّات الجويّة السوريّة باعتراض الهجوم الذي شنّته المُقاتلات الحربيّة الإسرائيليّة على مواقع في عمق الأراضي السوريّة.

الصحافة الاسرائيلية علقت مطولا على الحادث وما رافقه من سماع دوي انفجارات في سماء شمال فلسطين المحتلة، التي تسببت بحالة هلع في غور الأردن ومنطقة القدس ومستوطنات الضفة بعد تشغيل صفارات الإنذار واعتبرته تطوراً خطيراً في نوعية الرد السوري الذي طالما آثر التزام الصمت، خصوصاً أن الجيش السوري منشغل بالاقتتال الداخلي وهو صاحب مقولة " الرد في الزمان والمكان المناسبين" .

وأشارت معظم الصحف الاسرائيلية أن ما حصل كان بمثابة حرب صواريخ حقيقية مع الجيش السوري، سواء فيما يتعلق بنوعية الرد أو بنوعية الصواريخ المتطورة جدًا التي ألزمت إسرائيل بتفعيل منظومة الدفاع ضدّ الصواريخ والمُسّماة (حيتس)، لاعتراض صاروخ كان في طريقه إلى مدينة القدس المُحتلّة.

ونقلت وسائل الإعلام العبريّة عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيليّ قوله إنّه لأوّل مرّةٍ من 6 سنوات تطلق المضادات السوريّة صواريخ على المقاتلات الإسرائيليّة، مشيراً إلى أنّ صوت الانفجارات الكبيرة التي سُمع دويها في أغوار الأردن والقدس وشمالي الضفة المحتلة ناتج عن سقوط بقايا متناثرة من صواريخ المضادات السورية وصواريخ "حيتس" الإسرائيلية .

وتُشير الدلائل والبراهين إلى أن تصعيد آخر من هذا القبيل يُنذر باندلاع مواجهة مؤكدة بين الجيش السوري، الذي يسعى لاستعادة جزء من هيبته المفقودة، والجيش الاسرائيلي الذي تًعود على توجيه عدوانه في أي مكان وضد أي دولة دون رد.

على الرغم من ضًرب الطائرات الإسرائيليّة المُهاجمة لأهداف داخل العمق السوري لم يكن المرة الأولى، الا أن تصدي المضادات السورية للمقاتلات الاسرائيلية هو الأول من نوعه، وهذا إن دل فإنما يدًل على قرب المواجهة المسلحة بين الجانبين، خصوصاً أنّ الجيش السوريّ ما زال يملك أفضل الدافعات الجويّة وأكثرها تقدّمًا، وعلاوة على أنّ المواجهة السورية-الاسرائيلية إن قُدر لها أنً تندلع فهي بحاجة إلى تخطيطٍ سوري مسبق وقرار شجاع .

الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير (رأي اليوم) خلال لقاء على اليوتيوب وصف " تصدي الصواريخ السورية للطائرات الاسرائيلية المعتدية بالقرار الكبير الذي لم يأتي الا بعد حصول سوريا على ضوء أخضر وبالتنسيق مع روسيا وايران ومن شأنه أن ينهي زمن العربدة والاذلال وقد تجر تل ابيب الى مصيدة الحرب".

واتفق مع الأخ عبد الباري أن المواجهة بين الجانبين ربما باتت أقرب من أي وقت مضى، خاصة مع وجود تحولات كبيرة في ميزان القوة لصالح النظام السوري وحلفائه وفق تقارير دولية، مما دًفع الجيش السوري لإعادة ترميم قدراته الدفاعية تحسباً لمثل هذه الأحداث.

التقديرات الاسرائيلية تُشير إلى وجود ما يبعث على الخوف من إقدام الجيش السوري على تكرار عملية إطلاق صواريخ إضافية على أي عدوان جديد قد تنفذه الطائرات الاسرائيلية ضد أهداف محتملة في العمق السوري، باعتبار أن خطوة كهذه من شأنها إعادة الاعتبار لمكانة الجيش السوري المنهكة جراء الحرب الدائرة مع المعارضة السورية .

بقلم/ رضوان أبو جاموس