صرت أمّاً منذ زمن ليس ببعيد. صِرت أمّاً للمرّة الأولى حين ارتبطتُ برجُلٍ حقيقي. فالفتاة تتحول بعد الزواج إلى أمٍّ قبل أن تُنجِب، أم تعتني بعُشِّها وتفاصيلِه. تتعلّم مع زوجِها كيف تعتني بنفسها وبه وبكل مكونات البيت. يُهيِّئا المكان معاً ليكون مسرحاً للحب ومن ثم استقبال الجمهور أو الضيوف الذين سيصبحون أصحاب هذا البيت بل ويتربعون على عرشه.
صِرتُ أمّاً للمرّةِ الثانية مع أوّل وردة نبتة بداخلي فكانت "سلمى" بفضل الله هي الأمل والنحلة التي تصنع لحياتنا مذاقاً عسلياً نقياً خالصاً.. نحلة دؤوب بين دُماها ومُقتنياتها في البيت وعلى الرّمل وفي السيارة. دائما تمنحنا أكثر من الاحساس الذي لدينا.
صِرتُ أمّاً ثالثةً وكأن سلمى كانت من رحيق الحب الأول والتجربة الأولى تُحضّر لقصة عشق أخرى .. وجاءَ "يوسف" ليطرح علي مفهوماً مختلفاً بعض الشيء للأمومة.. مفهوماً ساحراً يُدغدِغُ أنوثتي وقلبي، شعوراً أكثر عُمقاً ونُضجاً. لقد حرّك مشاعري مرة أخرى. باختصار كل طفل جديد هو حب جديد.
وكل طفل يعيد معه دائماً ذكرياتَ ومواقفَ وظروفَ عديدة تجعلني أسجِدُ لله أن يحفظ لي أمي.. أقبّل يدها وجبينها على عطائها غير المحدود. كلما عشت أكثر أحبك أكثر يا وردة الروح وروح الروح وأحبك أكثر يا أبي وأكثر واكثر. واسأل نفسي هل سأكون مثلك يا امي؟ كانت أمّاً لنا فقط... طموحها نحن وسعادتها هي نحن وبيتها ونومها ورحلتها ومشوارها وعملها هو نحن ونحن فقط!!!! اليوم كم تتغير الأمهات وتزداد انشغالاتهن لكن يبقى الحب راسخا وثابتاً والحضن دافئاً ومضاعفاً.. فالغياب رغم وحشَتِهِ إلا أنه يصنع اهتماما مضاعفاً..
هنيئاً للأمهات الجدُد والقُدامى... وهنيئاً للراغبات رغبتَهُن في الجنة.. فالأمومة ليست فقط طفل بل احساس كامل بالرحمة!
بثينة حمدان