لاجئ ما بين رصاصة وما بين واقع

بقلم: محمد حجاج

قالت صحيفة ذي تايمز البريطانية إن ما يقارب ثلاثون آلاف طفل لاجئ يهيمون على وجوههم في لبنان دون رفقة، واصفة إياهم بأنهم "مطروحات بشرية" من حرب "مخزيّة" ما بين اطراف يصنعون اقواسهم من ضهرهم....

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء إلى أن العديد من أولئك الأطفال منهم يتامى تراكمت عليهم آثار الصدمة من الصراع الدائر في مخيماتهم مع محنة المنفى، معتبرة أن ما يحدث لهم "ليس من القانون الطبيعي للأشياء".

ولعل هؤلاء الأطفال تنطبق عليهم مقولة المؤرخ الإغريقي القديم هيردوت ومفادها أنه "في زمن السلم يدفن الأبناء آباءهم، وفي وقت الحرب يدفن الآباء أبناءهم". أما الخطر الذي يحدق بهم في شتاء هذا العام في فيتمثل في أن ما من أحد سينتبه إلى أن هؤلاء الأولاد والبنات الذين هجرهم الطريق للعلم وللتطوير ستُكتب لهم الحياة أم سيقضون نحبهم، بحسب الصحيفة.

وترى الصحيفة أن فصائلهم وتنظيماتهم يمكنهم مساعدة هؤلاء الأطفال بعد أن ساهمت بخراب مستقبلهم ونفي املهم في الحياة الكريمة .

وتقول الصحيفة "لما كان التمويل من مصادر مثلا الامم المتحدة والممولين الدوليين  غير منتظم في الغالب، وطالما أن في لبنان الكل يئن تحت وطأة ضغط اللاجئين، اضطر الآباء أو أولياء الأمور إلى سحب أطفالهم من المدارس ودفعهم إلى العمل، ودُفعت الفتيات دون سن 13 عاما إلى الزواج لتقليل عدد الأفواه التي هي بحاجة إلى إطعامها داخل الأسرة، وبات التسول أمراً مألوفا، بل هناك تقارير تتحدث عن ظاهرة بغاء وسط الأطفال".

فليس من الغريب والحالة هذه -تقول ذي تايمز- أن يتواصل تدفق النازحين من مناطق في سوريا ايضا يُفترض أنها ملاذات آمنة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولكن تفاجئو انه هروبهم من القتل ليجدو انفسهم في ميمعة الاشتباكات والخلافات الفلسطينية الفلسطينية.

فالعائلات في حالة فرار بل تُعرّض أطفالها للخطر، ليس بحثاً عن رخاء بل عن كرامة أيضا. وبحسب الصحيفة، فإن ثمة جانبا أخلاقيا لاستضافة هؤلاء الأطفال الذين تقطعت بهم السبل في مكان ما داخل هذه المخيمات. وأضافت أن الجمعيات الخيرية ظلت تقدم المساعدات الغذائية وفراش النوم للاجئين في المخيمات ، غير أن الأطفال هناك بحاجة للحماية والتعليم والبيئة الآمنة أكثر من حاجتهم إلى مكان جاف كمأوى.

وحثت الصحيفة البريطانيين على إيواء "الأطفال اللاجئين" في منازلهم وتقديم العون المالي لهم وختمت ذي تايمز افتتاحيتها قائلة إن أمام هذه العائلات فرصة "استثنائية" في هذا الزمن "المظلم" عليها أن تغتنمها، "إنها فسحة أمل لجيل ضائع"

واختتم مطالعتي

من هذا المقال "لاجئ ما بين رصاصة وما بين واقع يهتف باسمه وينادى بشعاره بينما هو ضائع بحد ذاته ..

بقلم/ د. محمد حجاج