قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين "إننا ننظر لكل ما يتعلق باقتحامات المسجد الأقصى بعين الخطورة، فما تقوم به إسرائيل عبر حكومتها وتوفير الحماية للمقتحمين اليهود عبر الشرطة يعني مشاركتها في هذه الاقتحامات بغض النظر إن أتت من المتطرف غليك أو غيره".
وأضاف الشيخ حسين في حديث لـ"القدس العربي" اللندنية "طالما تسمح حكومة الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى فنحن نعتبره عدوانا على المسجد ونحذر منه بشكل متواصل، لأن هذه الاقتحامات تمس مشاعر المسلمين وتؤثر على الاستقرار وعدمه في القدس والمنطقة بشكل عام". واعتبر أن أي تحرش أو اقتحام للمسجد الأقصى المبارك هو عدوان ليس على الفلسطينيين وحسب وإنما على كافة المسلمين في العالم لأن المسجد الأقصى هو إسلامي وليس للفلسطينيين فقط وبالتالي فإنه يمس مشاعر كافة المسلمين أينما وجدوا".
وأكد الشيخ حسين أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو محل اهتمام السلطة الفلسطينية وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية وكل من يهمه أمر الأمن والاستقرار، وكل من يهمه إبقاء الموضوع الديني بعيداً عن التجاذبات السياسية في فلسطين والمنطقة عامة.
وفي هذا السياق وسياق قبر السيد المسيح، جاءت زيارة وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي للمسجد الأقصى، أول من أمس، وكان في استقباله وفد من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ممثلا بالدكتور ابراهيم ناصر الدين مساعد المدير العام والمدير المالي، والشيخ الدكتور واصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة، والشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك، وجميع مدراء ومسؤولي الأوقاف وقضاة المحكمة الشرعية في القدس.
وعبر الزعبي عن مدى سعادته بهذه الزيارة التاريخية للمسجد الأقصى المبارك التي جاءت في إطار قدومه مكلفا ومنتدبا من قبل الملك عبد الله الثاني بن الحسين، صاحب الرعاية والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس لتدشين ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس، وأضاف "أتيت إلى هنا وكلي شوق وكلي محبة لفلسطين وأهل فلسطين والقدس وأهل القدس من مختلف أديانهم ومشاربهم واصولهم".
الى ذلك وفي خطوة اعتبرت خطيرة وغير مسبوقة، ينوي عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك من حزب الليكود، تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد رئيس حزبه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يطالب فيه بالسماح لأعضاء الكنيست بدخول الحرم القدسي، أو "جبل الهيكل بالنسبة لغليك واليهود".
وحاول طوال عشرة أشهر فهم سبب قرار نتنياهو والشرطة، ووفقا لأي صلاحية منع دخول النواب الى الحرم وعقد سلسلة من اللقاءات مع المستشار القانوني للحكومة ومع المستشار القانوني للكنيست، فقالا له إن المنع الذي فرضه نتنياهو لن يجتاز اختبار المحكمة العليا.
ودعا غليك ممثلي الشرطة الى الكنيست. فقال قائد لواء الشرطة في القدس إنه لا يكمن أي خطر أمني في دخول النواب الى المكان. وزعم غليك أن "النواب يمنعون من دخول الحرم القدسي منذ أشهر طويلة، وبشكل مخالف للقانون. هذا يتعارض مع قوانين اساس حرية الحركة وحرية العبادة، ويتعارض مع قانون حصانة النواب وقانون الأماكن المقدسة. كل المستشارين القضائيين وقادة الشرطة يبررون موقفي. ولكن للأسف يرفض رئيس الحكومة التحدث معي في الموضوع منذ اشهر طويلة".
وأضاف "لقد بعثت برسالة الى نتنياهو أبلغته فيها بأنني سأضطر للالتماس الى المحكمة لكن هذا لم يساعد. لا يمكن تحمل هذا التمييز. كنت أرغب جدا في انضمام النواب العرب إلى الإلتماس لكنهم ليسوا مستعدين للتعاون معي في موضوع المسجد الأقصى. ورئيس الحكومة لا يستطيع إصدار أمر للشرطة يتعارض مع القانون. وعلم أن المحامي ابيعاد فيسولي حول الى غليك مسودة الالتماس، وسيتم تقديمه الى المحكمة في مطلع الأسبوع المقبل".
