ما هي الرسائل التي أراد منفذوا عملية اغتيال المقاوم مازن فقهاء من إرسالها لفصائل المقاومة بقطاع غزة، وهل هي معادلة جديدة يريد أن يفرضها الاحتلال على قطاع غزة.
فسياسة" الاغتيالات الهادئة"، أو كما وصفها محللون أمنيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي أنها "اغتيالات جبانة"، طرحت العديد من التساؤلات على طاولة المقاومة في غزة عن كيفية الرد، وذلك بعد أن فرضت المقاومة معادلتها وقوتها على الاحتلال حيث بات يخاف من الذهاب لمواجهة أو حرب جديدة.
فالشارع الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة خاصة، عبر عن حالة غضب عارمة، وطالب فصائل المقاومة بان تقوم بضرب المحتل الإسرائيلي بالصواريخ وكذلك إعدام عملاء الاحتلال، كل هذه التساؤلات رصدها تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، للوقوف على الأبعاد لجريمة اغتيال فقهاء.
واغتيل القائد في القسام مازن فقهاء مساء أمس الجمعة بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين قرب منزله في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم "إن الشرطة عثرت على جثة الأسير المحرر مازن فقهاء بوجود 4 رصاصات في رأسه بمنطقة تل الهوى."ولفت إلى أن الأمن فتح تحقيقاً في الحادث.
إسرائيل تنتظر وتراقب ردود الفعل
وحول الغضب الشعبي وردات الفعل على اغتيال فقهاء، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفي إبراهيم: "إن الأسئلة والتحليلات والمزايدات والمطالبات الكبيرة من المقاومة والغضب والحزن يعم قطاع غزة، وهل الرد بالصواريخ من غزة هو الرد العملي على اغتيال الأسير مازن فقهاء؟ ليس من الحكمة الرد بطريقة عاطفية، والقضية ليست فزعة عرب واستبقاء الأحداث وجلب ردود نحن في غنى عنها، هذا متروك للمقاومة وتقديراتها وقدراتها وإمكاناتها على عملية الاغتيال، العملية مخيفة وقاسية وصعبة ومربكة للجميع".
وأضاف إبراهيم، والحكمة هي الصبر وعدم الاستعجال والتكهنات والمطالبات والمزايدات، الشهيد مازن فقهاء ليس الأول ولن يكون الأخير فهي معركة طويلة ومعركة العقول والعمل بصبر وسرية هي الوسيلة الأجدى للرد على مثل هذه الاغتيالات، إسرائيل تنتظر وتراقب ردود الفعل، ونحن نترقب وننتظر.
حادثة الاغتيال لا تدل على قوة أو جرأة
المطلعون الأمنيون يعون حجم المصاب الجلل، ولهم تقديراتهم، خاصة أن الدلائل تشير لأصابع الاحتلال بتنفيذ جريمة اغتيال فقهاء، وذكر مصدر أمني أن حادثة الاغتيال تؤكد بشكل قاطع أنها دليل ضعف في دولة الكيان، مؤكداً أن الاحتلال لجأ لمثل هذا الأسلوب لأنه يخشى الإعلان أنه يقف خلف عملية الاغتيال.
وعلق المصدر وفقا لما نشره موقع "المجد الأمني" من تحليلات أطلعت عليها، "وكالة قدس نت للأنباء"، على حادثة اغتيال القائد مازن فقها بالقول: "حادثة الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو الصهيوني لا تدل على قوته أو جرأته كما يحاول البعض أن يصور ما حدث، لأن الصورة مختلفة لدى من يقرأ الواقع بتمعن".
وأضاف: "ها هي إسرائيل بكل غطرستها وجبروتها ترسل (عملائها أو جنودها) في جنح الظلام لتنفذ "اغتيالاً نظيفاَ" دون أن تترك ما يدل عليها وهي ترتعد من أن تكتشف المقاومة دليلاً واضحاً يثبت أنها تقف خلف هذه العملية.
وأوضح المصدر أن منظومة الأمن في القطاع تعي حجم الجريمة التي أدت إلى استشهاد المجاهد/ مازن فقهاء "أبو محمد" والرسائل التي أرادها المهاجمون.
الحرب الأمنية الصامتة ورسائل لأطراف المعادلة
وأضاف، أن العدو يحاول فرض معادلة جديدة عبر الحرب الأمنية الصامتة، نتيجة فشله في التحكم في قيادة المعادلة الميدانية العسكرية التي كسرتها المقاومة في الفترة الأخيرة.
وطمأن المصدر المسئول شعبنا بأن الأجهزة الأمنية ومقاومة شعبنا بخير، وتعملان معاً كتفًا بكتف لإنجاز ما يرغب فيه شعبنا في الوصول للعملاء والخونة وذلك في فترة قريبة بإذن الله.
وأضاف أن معادلة الحرب الأمنية الصامتة مؤقتة سنتجاوزها بسرعة معاً، ناصحاً المواطنين إلى عدم الالتفاف للإشاعات حول عملية الاغتيال وتجنب ترويجها، وأخذ المعلومة من مصادرها الرسمية المعروفة.
واوضح، أن الاحتلال بهذه العملية الجبانة يحاول ارسال عدة رسائل لأطراف المعادلة، فالأولى لشعبه بأنه ماضٍ في تصفية حساباته مع من أسماهم "المخربين" ممن أوجعوا الاحتلال ومغتصبيه، والأخرى لنشطاء العمل المقاوم في الضفة أن الاحتلال قادر على الوصول لهم في أي مكان، والرسالة الأخيرة لحركات المقاومة في غزة أن يد الاحتلال طولى تضرب متى تشاء وقتما تشاء في أي مكان تشاء.
وأشار أن مستوى سخونة رسالة الاحتلال عالية، وعلى المقاومة وقادتها أن يعيدوا معاييرهم، ولا بد أن تعاد برمجتها وفق هذا المؤشر الخطير، بأن اقدام الاحتلال على هذه الفعلة قد خرق اتفاق مسبق بين المقاومة والعدو الصهيوني عبر الوسيط المصري، بعد العدوان على قطاع غزة عام 2014م، فهل سقطت التهدئة باغتيال فقهاء؟"
مصادقة خطية من نتنياهو
ويرى الدكتور عدنان أبو عامر الباحث بالشأن الإسرائيلي، أن عملية الاغتيال لم تكن تمر دون موافقة من نتنياهو، وكتب في عدة تدوينات على شبكة التواصل الاجتماعي، اطلعت عليها "وكالة قدس نت للأنباء"، قائلا:" إن اغتيال مازن فقهاء، من ضمن استثناءات وضعناها سابقا لتدحرج الأمور، لما هو غير مرغوب من طرفي المواجهة، مما توجب من بعض الأوساط الابتعاد عن إعطاء توجهات قطعية بنفي وقوع أي مواجهة..إسرائيل عدو، والاستثناء معها هو القاعدة، أو ليس الحرب خدعة؟"
وأضاف أبو عامر، "ويستعصي على أحدنا أن يفهم أن اغتيال شهيد بوزن مازن فقهاء، مر بدون مصادقة خطية من نتنياهو، وهو يعلم تبعات هذا السلوك الممعن في تحدي غزة وأمنها!، وحين تحدى مازن فقهاء الدولة الأقوى بالمنطقة! اقتحمت المخابرات الإسرائيلية منزل عائلته بطوباس، فاتصل عليه الضابط من هاتف والده، وهدده بالقتل! فرد عليه: إن كنت رجلا، أنتظرك في غزة!.
العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أكدت أن جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء من تدبير وتنفيذ الاحتلال الاسرائيلي وان "العدو هو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة".
وأضافت كتائب القسام في بيان عسكري: "نقول باختصار.. إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة (الاغتيال الهادىء) سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة".
وأضافت عهدا نقسمه "أمام الله ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافىء حجم اغتيال شهيدنا القائد أبي محمد وإن من يلعب بالنار سيحرق بها."
ونعت الكتائب الشهيد القائد في القسام مازن محمد فقهاء (أبو محمد)، (38عاماً) ابن مدينة طوباس بالضفة الغربية، والمحرر إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، والذي اغتيل بعملية إطلاق نار في مدينة غزة مساء الجمعة 24 جمادى الثاني 1438 هـ الموافق 24/03/2017م.
دور كبير وباع طويل للشهيد الفقهاء في التخطيط والإشراف على عدد من العمليات النوعية البطولية كان أبرزها عملية الرد على مجزرة حي التفاح (عملية اغتيال القائد العام الشهيد صلاح شحادة)."
وأوضحت أن "الشهيد قدم لدينه ووطنه من جهده ووقته وعقله وسنين عمره حتى لقي ربه ونال الشرف الذي سعى له منذ بداية مشواره."
