من يوم الكرامة إلى يوم الأرض

بقلم: أكرم عبيد

من يوم الكرامة إلى يوم الأرض

 لتتوحد كل قوى المقاومة الفلسطينية لردم هوة الانقسام لتحرير فلسطين كل فلسطين والأراضي العربية المحتلة ..!

 

ما أن ينهض شعبنا من كبوته ليثبت ذاته وهويته وانتمائه وحقوقه الوطنية تتلبد غيوم التآمر والخيانة عليه ليستهدف من جديد

وبالرغم من ذلك يحيي اليوم شعبنا الفلسطيني وكل شرفاء امتنا من قوى المقاومة والصمود ذكرى يوم الكرامة التي تترافق مع الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض الوطني الخالد

في يوم الكرامة كان قرار الصمود في مواجهة العدوان الصهيوني الذي تحطم على صخرة صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة غير متكافئة مع المجموعات الفدائية الفلسطينية المدعومة من بعض وحدات الجيش الأردني الباسل في الأغوار

وقد أسست هذه المعركة لفتح بوابة المشاركة العربية الشعبية في صفوف المقاومة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الصهيوني

 وفي يوم الأرض قررت جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم في المثلث والجليل والنقب تحدي سلطات الاحتلال الصهيوني لأول مرة بعد نكبة عام 1948  مواجهة سياسة المصادرة والتهويد والاستيطان العنصري الأسرلة التي استهدفت الوجود العربي الفلسطيني بشكل مباشر بعدما أدركت الخطر الجدي الذي يتهدد وجودها من وثيقة كينغ التي شرعت مصادرة الأرض وتهويدها واستيطانها واقتلاع سكانها حتى مقررات مؤتمرات هرتزيليا المتعاقبة والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها استهداف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة

لذلك ليس غريبا ولا مستغربا أن تتعامل سلطات الاحتلال الصهيوني مع ظاهرة يوم الأرض بالرصاص الحي وقتل المتظاهرين بعد محاصرة عدد من المدن والقرى الفلسطينية المحتلة في الجليل لكسر إرادة شعبنا المنتفض بعد إطلاق النار على المتظاهرين العزل وقتل ستة مواطنين وجرح العشرات واعتقال عدد كبير منهم

وبالرغم من هذه الجرائم الصهيونية المتكررة تحملت جماهير شعبنا الفلسطيني مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية للدفاع عن وجودها والتمسك بحقوقها في انتفاضة يوم الأرض التي شكلت نقلة نوعية في وعي المواطن العربي الفلسطيني الذي أدرك أن الأرض تشكل جذر الصراع الوجودي مع سلطات الاحتلال الصهيوني التي راهنت وما زالت تراهن على العامل الزمني والقوة والغطرسة لاقتلاع شعبنا من ارض وطنه في المثلث والجليل والنقب والساحل العربي الفلسطيني والقدس لكنها فشلت بعدما أصبحت انتفاضة يوم الأرض نموذجاً في تعميم ثقافة المقاومة والصمود ووحدة شعبنا المعمدة بدماء الشهداء في مواجهة سياسة الاحتلال والتمسك بالأرض والهوية والانتماء للأمة وخاصة بعد مشاركة أهلنا في دعم ومساندة إخوانهم في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى  وحماية المقدسات والدفاع عنها بعد سقوط البعض في مستنقع أوسلو الآسن والانقلاب على وحدة شعبنا بعد تغليب مصلحة السلطة على مصلحة الوطن التي لا تعلو عليها مصلحة بعد الرهان الخاسر على المفاوضات العبثية الفاشلة المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني برعاية الإدارة الأمريكية المنحازة للمشروع الصهيوني بشكل مطلق والتي تتعمد ترويض الوعي الشعبي الفلسطيني المقاوم الذي توحد في الداخل الفلسطيني المحتل ومخيمات الشتات في مقاومة الاحتلال

لذلك تعمد مجرمي الحرب الصهاينة استثمار الانقسام الفلسطيني والعربي لفرض مشاريعهم ومخططاتهم عبر البوابة الفلسطينية الحلقة الأضعف بعد مسيرة أوسلو الانقلابية لتحقيق أهدافهم وإطماعهم  الاستعمارية القديمة الجديدة وفي مقدمتها تكريس ما يسمى يهودية الكيان المصطنع وعاصمتها القدس كما يزعمون بعد التهام ما يزيد عن 60% من أراضي الضفة الغربية المحتلة لبناء وتوسيع المستعمرات وخاصة في القدس والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية بعد ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال لما يسمى التراث اليهودي الذي سيشكل مقدمة لضم المسجد الأقصى لهذا التراث المزعوم وهدمه لبناء ما يسمى الهيكل الثالث المزعوم وخاصة بعد بناء كنس الخراب الصهيوني على بعد ثلاثمائة متر من الأقصى

لذلك إن ما يحصل اليوم في فلسطين من عدوان مستمر على أبناء شعبنا تحت الاحتلال في مخيمات ومدن وقرى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر مرتبط بشكل جدلي بما تخطط له دوائر الاستخبارات الصهيو أمريكية وشركائها من الأنظمة الاستعمارية الغربية المتصهينة وعملائها الصغار في المنطقة لاستهداف محور المقاومة والصمود في مقدمته سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان وخاصة بعدما فشلت مخططاتها العدوانية الصهيوامريكية في حربي تموز على لبنان وقطاع غزة المحاصر حاولت استثمار ما يسمى الربيع العربي لاستهداف سورية حاضنة المقاومة من الداخل لكسر إرادة شعبها وقيادها المقاومة وإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني لتفكيك محور المقاومة كمقدمة لشطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لقلب معادلة الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع عربي إيراني لتحقيق أهدافها الاستعمارية القديمة الجديدة في إقامة ما يسمى النظام الشرق أوسطي الجديد لكن سورية صمدت بوحدة شعبها وجيشها وقيادتها بعد خمس سنوات من العدوان الصهيوامريكي الوهابي التكفيري وانتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم لتحقق الانتصارات تلو الانتصارات لتلقنهم درسا مهما في اصول الوحدة الوطنية المعمدة بدماء الشهداء الإبرار وفي المقاومة الصمود ومواجهة كل أشكال المؤامرة التي تحطمت تحت أقدام الشعب العربي السوري المقاوم وقواته المسلحة الباسلة وحلفائها .

 لذلك تعمدت الإدارة الأمريكية المتصهينة وشركائها وأدواتها التدخل المباشر في الوضع الداخلي الفلسطيني لتعزيز الانقسام الفلسطيني وقطع الطريق على المصالحة الوطنية الحقيقية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه آلة الحرب العسكرية الصهيونية .

وفي كل الأحوال وبمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالد التي تترافق اليوم مع انتصارات الجيش العربي السوري والعراق واليمن على العصابات الوهابية التكفيرية المتصهينة بالإضافة لصمود وصلابة مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية امام المشاريع والمخططات الغربية العدوانية وخاصة تويع الاتفاق النووي مع السداسية الدولية وكسر الحصار الظالم على شعبها المقاوم هذه العوامل التي شجعت الباب الفلسطيني المقاوم علة انطلاقة الهبة الشعبية المباركة التي دخلت شهرها السادس لا بد لشعبنا داخل الوطن المحتل ان يعتمد على نفسه وعلى محور المقاومة والصمود لتطوير هذه الهبة المقدسة ولا ينتظر الدعم من سلطة معازل اوسلو التي اعلنت تمسكها بالتنسيق الامني مع سلطات العدو الصهيوني على حساب شلال الدم الفلسطيني النازف وحرق ابائه احياء والمساس بمقدساته وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك من قبل مجرمي الحرب الصهاينة .

 وبالرغم من ذلك اصرت قيادة السلطة وضع كل امكانياتها الامنية من اجل حماية قطعان المستوطنين والمستوطنات بالرغم من تفلت البعض من الشرفاء المقاومين في الاجهزة الامنية التي يفتخر قادتها بإحباط اكثر من مائتي عملية واعتقال اكثر من مائة شاب من المقاومين كما قال الصغير ماجد فرج .

 لكن الشباب الفلسطيني المقاوم والماجدات الفلسطينيات استمروا في تطوير اساليب هذه الهبة الشعبية الفلسطينية من اجل ان تتحول الى انتفاضة شعبية ثالثة ستتكفل بردم هوة الانقسام وكنس سلطة اوسلو واجهزتها العميلة ليتمكن شعبنا من استعادة م. ت . ف الى خطها الوطني المقاوم وتمثيل شعبها المقاوم بشكل حقيقي داخل وخارج الوطن المحتل وضمان استمرار المقاومة والانتفاضة في مواجهة العدو الصهيوني المحتل حتى تحقيق كامل اهداف شعبنا الوطنية المقاومة في التحرير والعودة الى فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس والأراضي العربية المحتلة.

لهذه الاسباب فإن قيادة سلطة معازل اوسلو بقيادة الرئيس المنتهية ولايته في رام لله وبعد فشلها في تحقيق أي انجاز حقيقي لشعبنا لا بد أن تحترم خيار شعبنا وترحل لان السلطة أصبحت عبء كبير على كاهل شعبنا وعقبة في مسيرته الكفاحية ولا بد من حلها والعودة لخيار المقاومة والصمود بعدما أصبحت السلطة على حساب الوطن وخاصة اننا اليوم على أبواب عقد قمة عمان الذي يراد منه تشكيل غطاء لمسار سياسي خطير للموافقة على عقد مؤتمر إقليمي يضم عدد من الدول الغربية والعربية والكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية من أجل تصفية القضية الفلسطينية وحقوف الشعب الفلسطيني تحت شعار ويافطة حل القضية الفلسطينية وانهاء الصراع مع العدو الصهيوني .

لذلك نحن اليوم أمام استحقاق كبير أما السلطة في معازل أوسلو او فلسطين الوطن كل فلسطين؟ وهذا المأزق يحتاج بصراحة إلى معالجة الوضع الفلسطيني من خلال مراجعة وطنية شاملة وفي مقدمتها رفع الغطاء الفلسطيني المقاوم شعبيا وفصائليا عن هذه السلطة المنهارة وخاصة  من قبل الفصائل الفلسطينية المشاركة في مؤسسات م ت ف غير الشرعية وفي مقدمتها الجبهة الشعبية والديمقراطية وشرفاء حركة فتح  لإعادة بناء م ت ف على أسس سياسية وتنظميه مقاومة وإعادة تفعيل مؤسساتها بمشاركة الجميع من الفصائل  والقوى والشخصيات الوطنية ولجان حق العودة والمنظمات الشعبية وغيرها لإعادة الاعتبار للميثاق الوطني وتشكيل المرجعية الوطنية المقاومة بعد إعادة انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني بشكل ديمقراطي وبمشاركة الجميع من الفصائل والقوى واللجان والهيئات الشعبية والشخصيات الوطنية في الداخل والخارج وعلى قاعدة التمثيل النسبي وإعادة صياغة البرنامج السياسي بأهدافه الإستراتيجية في مقاومة الاحتلال من اجل العودة للأصول في مقاومة الاحتلال إلى جانب قوى المقاومة والصمود لاستعادة كامل حقوقنا الوطنية والقومية المحتلة في فلسطين وكل فلسطين والأراضي العربية المحتلة .

بقلم : أكرم عبيد
akramobeid@hotmail