ألقى الكاتب الصحفي راسم عبيدات بدعوة من الدكتور زكريا القاق محاضرة لمجموعة من طلبة جامعة القدس في كلية هند الحسيني ضمن مساق القضية الفلسطينية عن نشأة وتطور حركة القوميين العرب وانطلاقة الجبهة الشعبية،حيث اشار بأن تأسيس حركة القوميين العرب كان رداً على نكبة عام 1948 والهزيمتان العسكرية والسياسية التي منيت بها الأنظمة العربية وما نتج عنها من تشرد عدد كبير من شعبنا وطرده لخارج وطنه الى دول الطوق،وقد شعر الشباب الفلسطيني بهول وحجم الهزيمة وأرادوا ان يقدموا شيئاً ما رداً على تلك الهزيمة ،وينتقلوا من مرحلة الحيرة والتردد الى مرحلة الثأر والإنتقام ،الثأر من الذين خانوا وسلموا فلسطين وانصب جام غضبهم على نور السعيد وغلوب باشا والملك عبد الله الاول ،وقد رفعوا شعار وحدة تحرر ثأر،ولم تكن الحركة تمتلك وعي سياسي و فكر سياسي في تلك المرحلة،ولكن حركة القوميين العرب كفكرة وإطار تنظيمي شكلت ظاهرة مميزة في الفكر السياسي الفلسطيني،سعت لتحقيق الوحدة العربية،ولكن هذا المشروع الوحدوي لم يتحقق نتيجة للتدخلات الاستعمارية وتخلف وتبعية الأنظمة العربية للقوى الاستعمارية وفشل مشروع التحرر الوطني القومي بقيادة البرجوازية الفلسطينية.كما قال
شكلت كتائب الفداء العربي بداية تشكيل حركة القوميين العرب،وتكونت من التقاء ثلاث مجموعات أغلبها طلابية تريد العمل لفلسطين والرد على النكبة والهزيمة منها المجموعة السورية بقيادة جهاد ضاحي والمجموعة المصرية بقيادة حسين توفيق وعبد القادر عامر والمجموعة اللبنانية بقيادة الدكتور جورج حبش،حيث التقت لاحقا معا وانتخبت لجنة تنفيذية قومية فيها جورج حبش ووديع حداد وهاني الهندي وصالح الشبل وحامد الجبوري وغيرهم،وعلى الصعيد التنظيمي كانت مجموعة تقوم على السرية التامة،وهي تشكيلات شبه عسكرية،قامت بالعديد من العمليات العسكرية في أكثر من بلد في الأراضي المحتلة وضربت مصالح صهيونية وغربية استعمارية في مصر وسوريا ولبنان .وخاضت نضالات ضد مشاريع حلف بغداد والمعاهدة البريطانية – الأردنية ومشاريع التوطين،ورفعت شعار (نفذ ثم ناقش)،ولكن مبادئها التنظيمية اعتمدت على المركزية المرنة والقيادة الجماعية والقيادة للأكفأ والقيادة في صف الجماهير وغيرها.
في عام 52 تشكلت برئاسة الدكتور جورج حبش "هيئة مقاومة الصلح مع إسرائيل" وخاضت نضالات ضد المشاريع الإستعمارية في المنطقة وبالذات مشروع جونستون لإسكان اللاجئين الفلسطينيين في سيناء السيطرة على مياه نهر الأردن من قبل إسرائيل.
بقيت حركة القومين العرب متماسكة وملتفة حول القيادة،وانتشرت في معظم الأقطار العربية،وأصبحت لها وزن كبير في الشارع الفلسطيني،حيث انضم اليها الاف من المواطنين الفلسطينيين والعرب،وقد برزت الخلافات بين قيادة الحركة بشكل كبير بعد قيام الناصرية فهناك جناح كان يدعو الى حل الحركة وتذويبها في الحركة الناصرية منهم نايف حواتمه ومحسن ابراهيم،ضمن ما يسمى بالحركة الثورية العربية الواحدة،وهناك من رأى بعدم حل الحركة،لكون الناصرية تنظيم برجوازي صغير،وهو غير مؤهل للسير بالحركة الثورية حتى النهاية،وقد مثل هذا التيار جورج حبش ووديع حداد،وقد اتهم تيار حواتمه – محسن إبراهيم التيار المؤسس بالحركة بأنه تيار يميني وغير قادر على التحول نحو حزب يساري ثوري.
الفترة من عام 64 وحتى 66 عصفت الخلافات بالحركة وبالتالي الحركة بدأت تتجه الى حركات قطرية بدل الحركة الأم،وفي عام 64 تشكلت لجنة فلسطين بدل إقليم فلسطين وما عرف بشباب الثأر بقيادة الدكتور وديع حداد ونفذت أولى عملياتها في 2/11/1964 ،وسقط فيها اول شهيد للحركة خالد أبو عيشه،وفي 25/1/1966 تشكلت مجموعة أبطال العودة والتي وقف على رأسها كادر عسكري منهم الحاج فايز جابر ووديع حداد وصبحي التميمي،وقامت بأول عملية لها داخل فلسطين،حيث استشهد فيها ثلاثة من أعضائها سعيد العبد سعيد ،رفيق محمد عساف ومحمد اليماني،وأسر فيها اول اسير للحركة سكران سكران، هاتين الحركتين العصب الرئيسي لحركة القوميين العرب – فرع فلسطين يضاف لها مجموعة من الشباب الناصريين وجبهة تحرير فلسطين بقيادة احمد جبريل شكلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،ولكن الخلافات عصفت بالجبهة نتيجة التحول من حركة برجوازية صغيرة الى حزب ماركسي – لينيني، فالجماعة التي يترأسها احمد جبريل،لم تستوعب موضوعة التحول وخرجت من الجبهة في تشرين اول 68 ،وشكلت الجبهة الشعبية – القيادة العامة، في حين استمرت الخلافات بين التيار الذي يدعي أنه يساري ويريد القفز وحرق المراحل والانتقال الى حزب يساري ،وبين من يقولون بأن التحول من حركة برجوازية الى حزب يساري ممكن، ناهيك عن الخلاف من الناصرية ومن منظمة التحرير، وواضح بان عملية شق التنظيم،لم تكن مبرراتها موضوعية وجوهرية،بل لها أسباب ذاتية وشخصية ،وان غلفت بغلاف الخلاف الفكري السياسي التنظيمي،وواضح بان حركة فتح وكذلك سوريا كانت معينة بإضعاف الجبهة الشعبية،وليعلن الفريق المنشق عن تأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22/2/1969 . وهناك انشقاق محدود حدث في عام 72 رعته المخابرات السورية باسم الجبهة الثورية،ولكن سرعان ما اندثر وعاد اغلب فريقه الى الجبهة الام.
والجبهة الشعبية منذ انطلاقتها عقدت سبعة مؤتمرات وطنية أرست وأقرت فيها وثائقها واستراتيجياتها السياسية والتنظيمية والنظام الداخلي وبرنامجها وخطها ونهجها السياسي وهويتها الفكرية .
حيث عقد المؤتمر الوطني الأول في اب 1968 والثاني في شباط 69 والمؤتمر الوطني الثالث في اذار 72 والرابع في 28- 3/5 /1981 والخامس في شباط 1993 والسادس في تموز 2000 والسابع في أواخر 2013 .
