قال الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات، إنّ الأوضاع الحالية في قطاع غزة، بعد اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء قد تتدحرج للتصعيد، في حال كان هناك رد من قبل المقاومة الفلسطينية، من خلال عملية تؤذي إسرائيل وقياداتها.
واغتال مسلحون مجهولون الجمعة الماضية، الأسير المُحرر المُبعد لغزة مازن فقهاء، أحد قادات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس؛ فيما اتهمت الحركة إسرائيل بالوقوف خلف العملية، لوجود بصمات واضحة تُثبت ذلك.
وبين الخبير العسكري عريقات في حوار مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن حجم الجريمة وزمانها ومكانها، الذي يأتي في إطار مسلسل الاعتداءات اليومية، يؤكد أن إسرائيل وراء الاستهداف، وتريد أن تتدحرج الأمور، لكن بطريقتها، وليست عكس ما تريد.
وأضاف "لذلك الفلسطينيون درسوا الموضوع من كافة الجوانب؛ وبتقديري كان هناك تعقل في عدم سرعة الرد"؛ مُشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تريد السرعة في الرد، وتصعيد الموقف، لتحميل المسؤولية للفلسطينيين، خاصة في ظل الموقف الدولي الحالي، والقمة العربية.
عملية ردع
وتابع "التأخير والتأني لا يعني عدم الرد، ربما يأتي في زمانه ومكانه أقوى؛ بمعنى فعل فلسطيني، وليس رد فعل على الحدث"؛ لافتًا إلى أن إسرائيل في الاعتداءات الثلاثة على غزة الأخيرة، فشلت فشلاً ذريعًا، وسجلت اخفاقات مُتعددة، فإذا ما أرادت الذهاب لعدوان واسع، تريد انتصار أو تحقيق انجازات، وهذا صعبًا عليها الأن.
وأعتبر عريقات أن ما تقوم به إسرائيل، ربما يأتي ضمن عوامل الردع كما تظن؛ مؤكدًا أن الأخيرة تتطلع في هذه المرحلة لعلاقات مع دول عربية في ظل انعقاد القمة، ولا تريد أن تُصعد الأوضاع، لكن ذلك لا يعني إغلاق باب الاحتمالات.
وواصل حديثه "نحن أمام قيادة يمينة حمقاء مُتعجرفة، ارتكبت حماقات كثيرة في السابق؛ لديها أزمات تريد تصديرها؛ هناك خلافات في التحالف؛ ومن يتطلع لموقع نتنياهو يريد أن يدفع به نحو مزيد من فشله الأمني؛ بالتالي ليس لدى الاحتلال في العدوان، بقدر ما القدرة على تحقيق إنجازات".
وشدد الخبير العسكري على أن إسرائيل عدوانية، دائمًا وأبدًا تُثبت وجودها بالعدوان، سواء عبر اغتيالها للأفراد، أو مجموعات، أو عمليات القصف والتدمير، أو الاعتقال؛ موجودة بالقوة العسكرية، تحاول اثبات هذه القوة من خلال أشكال متنوعة في الاستهداف والعقاب للشعب الفلسطيني، سواء كان في غزة أو الضفة الغربية.
وتابع "في الضفة كل يوم شهيد تلو الشهيد، وفي غزة الشهيد مازن فقهاء؛ بالتالي اعتاد الشعب الفلسطيني على ثقافة الحقد والكراهية عند الإسرائيليين، إضافة للغدر وارتكاب الجرائم بحق الإنسانية؛ هذا جُله يؤكد أن الاحتلال لا ينفع معه سوى لغة القوة والردع.
أهداف عدم التبني
وأوضح عريقات إلى أن لعدم اعتراف إسرائيل بالوقوف خلف عملية اغتيال فقهاء أسباب عدة، أبرزها أنها تريد أن يأتي التصعيد من الفلسطينيين وليس منها هي وتحمل المسؤولية لهم حال أقدموا على الرد، إضافة لأنها تريد إثارة البلبلة والشكوك والظن والتفرقة داخل الساحة الفلسطينية, إن لم تتبناها، هذا يعني أن هناك من الداخل من اغتالوه.
وأشار الخبير العسكري إلى أن العقيدة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية تؤكد دائمًا وأبدًا على حفظ المعلومات واستخدامها في الزمان والمكان الذي يخدم إسرائيل وقضاياها، بالتالي هناك أكثر من عامل دعا إسرائيل ألا تتبنى.
واستدرك "لكن المؤشرات واضحة والبصمات، وما جاء في الإعلام الإسرائيلي؛ فبالأمس ما يسمى رئيس مجلس الأمن القومي قال (إذا ما كانت إسرائيل اغتالت الشهيد مازن فهي أصابت في ذلك)،؛ بالتالي هناك مُباركة وتحذير من خطر وجوده، وفرحة بعد اغتياله.
وأستطرد عريقات "واضح أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تقف خلف العملية؛ نحن نلاحظ ليس فقط في هذه الحادثة، هناك استفزازات لقطاع غزة منذ فترة طويلة، منها (استهداف بالطائرات بالتوغلات، بالقصف البري، بإنشاء جدار يُسمى بالعائق، بالاعتقالات..)، لتأكيد أن ذراعهم طويلة، ليس فحسب في سلاح الجو، بل في الأمن والاستخبارات".
ونوه إلى أن كل ذلك استدراج المقاومة في غزة والضفة للانجرار للمربع الذي يُريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كونه في أزمة ويُريد لفت الأنظار عن شخصه وزوجته، في قضايا الفساد المُتهم بها، لمحاولة تصدير الأزمات وإبعاد الأنظار، عبر تصعيد يريده بسقفه هو، بمعنى حرب بين الحروب، ليس عدوان واسع، لكن تهديد مستمر.
