انطلقت ظهر اليوم الأربعاء، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، بمنطقة البحر الميت جنوب غرب عمّان، أعمال الدورة العادية الـ28 للقمة العربية وسط حضور غير مسبوق من القادة والزعماء العرب.
وبدأت أعمال القمة التي يترأسها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بكلمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رئيس الدورة الـ27 للقمة العربية، سلم بعدها الرئاسة إلى العاهل الأردني الذي القى كلمة افتتاح أعمال القمة الجديدة.
ويحضر أعمال القمة، الأمين العام للأمم المتحدة؛ ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛ والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي؛ والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي؛ ورئيس البرلمان العربي؛ والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي؛ والمبعوث الشخصي للرئيس الأميركي؛ إضافة إلى مبعوث الحكومة الفرنسية.
الرئيس الموريتاني: العالم يجمع على إدانة الاستيطان والتمسك بحل الدولتين
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في كلمته: كلنا ثقة ان رئاسة الاردن الشقيق لدورة القمة 28 تعلق عليه آمال شعوبنا العربية المتطلعة لتحقيق الاهداف التي تأسست من اجلها الجامعة قبل اكثر من 70 عاما.
واضاف، ان موريتانيا عملت خلال رئاستها على تعزيز التعاون والتنسيق بين الاشقاء العرب لإسماع صوت امتنا والدفاع عن قضاياهم العادلة في المحافل الدولية لافتا الى ان العالم اجمع على ادانة الاستيطان في فلسطين حين صادق مجلس الأمن على ادانة الاستيطان.
وعن مؤتمر باريس اعلن عن تمسكه لحل الدولتين لإحلال السلام مطالبا بعدم اتخاذ أي قرارات احادية الجانب، مشيرا الى حل الدولتين الذي تبلور اثر جهود ومباركة المجتمع الدولي.
واشار الى الاخطار التي تواجه الامة العربية في مجال الحرب والسلم وتحقيق الاستقرار نتج عنها تدمير للبنية التحتية واوضاع انسانية صعبة وأثرها على الأمن القومي العربي.
ولفت الى ضرورة تحصين الشباب الذين يشكلون ثلثي السكان من اشكال الانحراف التي تهدد السلم والأمن، لافتا الى ان موريتانيا عملت على ترسيخ الحوار والطيف السياسي والمشاركة السياسية وتأسيس مجلس أعلى للشباب، مشيرا الى ان عملية التنمية تتضمن مشاركة المرأة للنهوض في المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
واشار الى ضرورة العمل على حماية الدول العربية لمصالحها الحيوية وتعزيز التضامن العربي لتحقيق التطلعات المطلوبة والرخاء الاقتصادي وبذل مزيد من التعاون والتصدي بحزم لأي تدخل اجنبي في الشؤون العربية.
ودعا الى ضرورة العمل على توسيع فرص الاستثمار بين الدول العربيةـ واعطاء اولوية العمل داخل الفضاء العربي للعامل العربي.
الملك عبد الله الثاني: لا سلام في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن اسرائيل تستمر في توسيع الاستيطان، وتعمل على تقويض فرص السلام، حيث لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التي تعتبر القضية المركزية للشرق الأوسط من خلال حل الدولتين.
وأوضح العاهل الأردني أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، تعتبر مسؤولية تاريخية تتشرف الاردن بحملها نيابة عن الأمتين العربية والاسلامية، مؤكدا مواصلة دور الأردن للتصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القادم، والوقوف في وجه التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
وشدد على ضرورة العمل يدا واحدة لحماية القدس، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها.
وأوضح العاهل الأردني أن المملكة تستضيف أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ من السوريين، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعلها أكبر مستضيف للاجئين في العالم، وتتحمل كل هذه الأعباء نيابة عن أمتنا والعالم أجمع.
وشدد العاهل الأردني على دعم كافة الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، وتحقيق مستقبل واعد لشعبـيهما الشقيقين، مؤكدا أهمية وضع حلـول تاريخيـة لتحديـات متجذرة، مما يجنبنا التدخلات الخارجية في شؤوننا، والخطوة الأولى لترجمة ذلك، هي التوافق على أهدافنا ومصالحنا الأساسية، بدلا من أن نلتقي كل عام، ونكرر مواقف نعلم جيدا أنها لن تترجم في سياساتنا.
أبو الغيط: ما زلنا ننتظر الشريك الحقيقي للسلام
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن اليد العربية ممودة للسلام وما زالت تنتظر الشريك الحقيقي لذلك.
وأضاف أن إسرائيل تواصل مصادرتها للأراضي والإمعان في الاستيطان، الأمر الذي يشكّل عائقا أمام فرص السلام، رغم أن هناك إدارة أميركية جديدة تحدثت عن جهود تبذل لإعادة إحياء عملية السلام.
وأكد أبو الغيط أهمية القرار الأممي بإدارنة الاستيطان، كما أكد أهمية مؤتمر السلام الذي عقد مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس، والذي أكد على ضرورة إنهاء الاحتلال.
وتعهد أبو الغيط بأن يعمل على تنشيط دور الجامعة العربية في مختلف القضايا، وترتيب أوضاع الدول العربية وإعادة اللحمة بين الجميع في ظل حالة الضعف والانقسام التي يعيشها العرب، حيث إن هناك لاجئ عربي واحد بين اثنين من لاجئي العالم، الأمر الذي يدعو إلى التصدي لذلك، والاستمرار في مواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا وليبيا واليمن والصومال والعراق.
وأشار إلى أن هناك دولا توظف المذهبية والطائفية الذي ترفضها الجامعة العربية، كما أن هناك مساعٍ لترتيبات جديدة للمنطقة دون موافقة الدول الأعضاء للجامعة، مبينا أن الوضع العربي الحالي ليس مؤهلاً بعد في الدخول في ترتيبات طويلة الأمد.
فكي يؤكد ضرورة تقديم الدعم المستمر للقضية الفلسطينية
من جانبه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ضرورة تقديم الدعم المستمر للقضية الفلسطينية، بكافة أبعادها.
وأوضح أن الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، يحتل أولوية لدى الاتحاد الأفريقي، مشددا على ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية، لما تشكله من ضرر وخطورة على حياة شبابنا وأخلاقهم.
العثيمين: القضية الفلسطينية هي رأس قضايا الأمة
إلى ذلك قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، إن القضية الفلسطينية هي على رأس قضايا الأمة، حيث تستمر المساعي الإسرائيلية لتهويد القدس وتتصاعد سياسة الاستيطان ما يتطلب إرادة دولية لتحريك عملية السلام ووضع حد لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس.
وأكد العثيمين، على أن المنظمة ستواصل العمل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه في وجه الاحتلال.
وأشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي صوت جامع للأمة وشريك مناضل لنصرة جميع أبناء العالم العربي وهي تربط الشعوب بقلب العالم العربي والإسلامي.
غوتيرس: حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن الامن والسلم
وأكد الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، أن حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية هو الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والسلم من أجل حياة كريمة .
وشدد في كلمة امام القمة العربية، على ضرورة وقف اية خطوات احادية امام حل الدولتين، معبرا عن تفهمه ليأس الشعب الفلسطيني .
وعبر الامين العام للأمم المتحدة عن الأمل في مستقبل جديد للمنطقة من أجل حل مشاكلها عبر الحوار.
وعبر في ختام كلمته عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجامعة العربية، مؤكدا على الاهمية لإقرار المسؤولية لصون شعوبنا.
رئيس البرلمان العربي يحذّر من خطورة ما يتعرض له الأمن القومي بسبب الاحتلال
وقال رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، إن البرلمان هو صوت الشعب العربي وهو المؤسسة التشريعية والتنظيمية لجامعة الدول العربية، واصبح أكثر قوة بأداء صلاحياته لتفعيل الدور التشريعي العام ليحقق التكامل والتكافل الاقتصادي والعمل على ترسيخ العمل المشترك، ودعم القضايا العربية في المحافل الدولية.
وأضاف أن الدور الذي يقوم به البرلمان لتعزيز التواصل مع الهيئات المختلفة، مهّد الطريق لنقل رسالة الشعب العربي للمحافل الدولية، تعزيزا للموقف العربي.
وأشار السلمي إلى البرلمان أصدر وثائق عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ووثائق خاصة بالفقر والمرأة والشباب والبيئة.
وحذر رئيس البرلمان العربي من خطورة ما يتعرض له الأمن القومي بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن مبادرة السلام العربية أثبتت للعالم أن العرب دعاة سلام، وأن إسرائيل غير مستعدة للسلام، مشيرا إلى أن الضمير العالمي لن يقبل بأن يبقى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
السيسي: نسعى للتوصل إلى حل شامل وعادل لتلك القضية
من جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ان مصر تسعى للتوصل إلى حل شامل وعادل لتلك القضية، يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقدمت كل نفيس وغال في سبيل دعم الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال والمعاناة التي يمر بها هذا الشعب الشقيق.
وأضاف السيسي خلال كلمته، أن ذلك يأتي من منطلق مسؤولياتها تجاه القضية وتجاه أمتها العربية والإسلامية، كما تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية، لاستئناف المفاوضات الجادة الساعية إلى التوصل إلى حل عادل ومنصف، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفق الأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وجدد التزام مصر الكامل بمواصلة السعي نحو التوصل إلى حل القضية الفلسطينية يستند إلى موقف الدول العربية الساعي الى إرساء السلام في تلك البقعة الغالية، انطلاقا من مبادرة السلام العربية، وبما يعزز من الاستقرار في كافة أنحاء المنطقة والعالم، ويساهم في بدء عملية تنمية حقيقية، تلبي طموحات الشعوب العربية وتطلعاتها لعيش حياة كريمة مزدهرة.
أمير قطر: لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة
بدوره دعا امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المجتمع الدولي الى رفض اقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع اسرائيل، مؤكدا ان توحيد الصف الفلسطيني ركيزة اساسية لإزالة الاحتلال.
وشدد "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، مؤكداً على ضرورة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفقاً لاتفاقات الدوحة والقاهرة".
ودعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تقوم بإنجاز المهام الدستورية لاستعادة الوحدة، حتى يحقق الشعب الفلسطيني حريته المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية.
واعتبر الأمير تميم أن الاستيطان يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة، داعياً في الوقت ذاته لوقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
