الأونروا ترتكب مجزرة ومحرقة عقول بحق طلاب فلسطين

مجزرة مروعة ومحرقة للعقول ترتكبها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بحق طلاب فلسطين، وذلك من أجل إرضاء إسرائيل عبر التغيير في المناهج الدراسية فيما يتلاءم مع مخططات الاحتلال التي تهدف لتجهيل الطلاب الفلسطينيين بتاريخهم الوطني ومدى الظلم الواقع عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأمام هذه الجريمة النكراء الهادفة التي تمس بوضوح بالثوابت الوطنية وتشوه التاريخ والجغرافيا والثقافة الفلسطينية وتستهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، عبرت قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني عن رفضها لأي تعديل من قبل "الأونروا" على المنهاج الفلسطيني، وحذرت في ذات الوقت من ردات الفعل الغاضبة .

وشهدت بعض مدن قطاع غزة، اليوم الأربعاء، وقفات احتجاجية غاضبة على قرار "الأونروا" بطمس الهوية الفلسطينية من المناهج من خلال حذف خارطة فلسطين والرموز الوطنية والمساس بالثوابت، ونظمت اللجنة الشعبية للاجئين، وقفة احتجاجية أمام مقر مكتب مدير التعليم بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، رفضاً لتغيير المنهاج التعليمي وطمس الهوية الوطنية منه.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتب عليها: "التعليم خط أحمر، ولا للمساس بالثقافة الوطنية، ومن حقنا ترسيخ المفاهيم في عقول الأجيال القادمة، مطالبين "الأونروا بالالتزام بالرؤية الوطنية للمنهاج التعليمي".

هذا ورأى أمين سر اتحاد موظفي"الأونروا" في غزة يوسف حمدونة، وفق التقرير الذي أعدته،"وكالة قدس نت للأنباء"، أن "الأونروا تعمل على شطب كل ما يتعلق بالقدس وفلسطين والاحتلال من المنهاج الفلسطيني في مدارسها والتي نؤكد أنها تعديلات مرفوضة ولن يتعامل المعلمون معها".

بينما قالت آمال البطش نائب رئيس اتحاد موظفي"الأونروا"، إن"ما تُحاول الوكالة فرضه فيما يتعلّق بتغيير المناهج يُمثّل محرقة عقول، ومسح لذاكرة أطفالنا".

من جانبه، وصف مدير عام مخيمات قطاع غزة بدائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية مازن أبو زيد، المخطط الذي تحاول من خلاله وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تغيير المناهج الفلسطينية بـ" الأمر الخطير جداً"؛ لأن فيه مساساً بالهوية والتاريخ الفلسطينيين".

تكريس لوجود الاحتلال الإسرائيلي

وكانت مخيمات وسط قطاع غزة قد شهدت في وقت سابق فعاليات احتجاجية على محاولة وكالة الغوث تعديل المنهاج الفلسطيني وطمس الهوية الفلسطينية.

وحذر واصف أبو مشايخ رئيس مجلس أولياء الأمور بالمغازي وسط القطاع من الأخطار في تعديل المنهاج الدراسي من قبل وكالة الغوث، مشددا أن الهدف من وراء ذلك هو طمس الهوية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الهدف من هذه التعديلات حذف ومحو كافة الرموز والمعالم الوطنية الفلسطينية وضرب الأساس الفلسفي والقيمي والوطني للمناهج، وعلى رأسها حذف خريطة فلسطين ومسماها أيضا، وترسيخ وجود الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية.

وقال احمد الرفاتي من أولياء الأمور بمخيم المغازي، أننا نعمل سنتواصل مع الجميع بكافة الوسائل المتاحة لدينا ومن خلال أيضا خطباء المساجد نتواصل مع الجميع من اجل شرح الموضوع وكيفية اتخاذ القرارات المناسبة بحق هويتنا وثوابتنا الفلسطينية .

كذلك حذرت دائرة اللاجئين في حركة المجاهدين الفلسطينية من مغبة القيام بتغيير المناهج الدراسية للمدارس الفلسطينية التابعة لوكالة الغوث والهادفة بطريقة أو أخرى إلى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية في مناهج التعليم الأساسية، واعتبرت الدائرة إرسال إدارة الأونروا نشرات خاصة تدعو فيها لحذف وتعديل بعض المرتكزات الوطنية في المنهاج الدراسية مساهمة في تثبيت تكريس الاحتلال لأرضنا الفلسطينية وتدمير ثقافتنا الوطنية واقتلاع هويتنا الممتدة لأعماق أعماق التاريخ .

إجراءات عقابية

و أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، أن وزارته متمسكة بالمنهاج الفلسطيني الذي أعدته ولن تسمح بأي تعديل علي المنهاج من قبل وكالة الغوث.

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي، قد عبرت عن رفضها القاطع لأي تعديل أو تغيير على المناهج الفلسطينية، والذي أشيع بأن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تحاول القيام به.

وقالت الوزارة في بيان لها، أنه وحسب القانون الدولي فعلى الوكالة تطبيق منهاج الدولة المضيفة، وبهذا فإن الوزارة ستتخذ إجراءات عقابية ضد كل من يحاول تغيير المناهج أو التلاعب بها، معتبرة أن أي محاولة لتغيير المنهاج الفلسطيني تعد اعتداء على فلسطين، واستهدافا وطمسا وتذويبا للهوية الوطنية، معلنة أنها ستقوم بخطوات عقابية ضد "الأونروا" إن ثبت ذلك.

وأكدت الوزارة أن ما تم تناقله يشير إلى استهداف البعد الوطني في المناهج بما يتساوق مع مخططات الاحتلال التي تشوه وتحرف المناهج، داعية الوكالة إلى توضيح موقفها والتوجه فورا لجهة الاختصاص في الوزارة وعدم الاستجابة لضغوطات الاحتلال لأن مناهجنا هي رمز سيادتنا ولن تسمح أبدا باستهدافها وتشويهها.

نشرات خاصة

وكانت الرئاسة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في عَمّان أرسلت للمقر الإقليمي في قطاع غزة نشرات خاصة تحتوي على تفاصيل لحذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها من الصف الأول حتى الرابع في الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري، على أن يتم بالمرحلة الثانية لاحقاً والتي تستهدف المرحلة الإعدادية والثانوية.

وشملت المواضيع التي تنوي "أونروا" تعديل بعض موضوعاتها أو حذفها مواد: التربية الإسلامية، الرياضيات، التنشئة الوطنية، واللغة العربية، لصفوف المرحلة الأساسية.

محاولات طمس جريمة النكبة

من جهته دعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وكالة الغوث، إلى عدم التورط في محاولات طمس جريمة النكبة.

وعلق خالد على نوايا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تحت ضغط الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل إدخال تعديلات على مناهج التعليم في السلطة الوطنية الفلسطينية بقوله :تعتزم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إدخال تعديلات على مساقات تعليمية في المنهاج التعليمي الفلسطيني من الصف الأول حتى الرابع الابتدائي.

وتشير المعلومات إلى نوايا وكالة الغوث محو الخارطة عند التعريف بحرف (ط) في كلمة فلسطين ومحو بعض المدن الفلسطينية من الخارطة كذلك وحذف نشاط ليوم الأسير وأية إشارات للاحتلال الإسرائيلي ومنع استخدام جدار الفصل العنصري والمستعمرات في المنهاج الفلسطيني .

والوكالة تخطط كما يبدو لإجراء 53 تعديلا على المنهاج في مساقات اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات والمواد الاجتماعية والعلوم واللغة الانجليزية، وهي تغييرات تمس بوضوح الثوابت الوطنية وتشوه التاريخ والجغرافيا والثقافة الفلسطينية وتستهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية.

شطب خريطة فلسطين والقدس

يذكر أن دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس، حصلت على محضر اجتماع لورشة عمل خاصة كانت قد عقدتها ما يعرف بـ "وحدة تطوير المناهج" في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في كل من غزة والضفة في أكتوبر من العام الماضي.

ويظهر في المحضر الذي حصلت عليه الدائرة من مصدر خاص، وعدداً من التعديلات المقترحة التي ناقشها المجتمعون في المناهج التعليمية لطلاب مدارس "الأونروا" في غزة والضفة، في المواد الدراسية مثل اللغة العربية، والإنجليزية، والمواد الاجتماعية، والتربية الإسلامية، والرياضيات، والعلوم.

وورد ضمن المحضر بأن المبرر وراء هذه التعديلات هو أن الطريقة الجديدة "للأونروا" في التعامل مع القضية قد تمت الموافقة عليها من قبل دائرة التعليم التابعة للأمين العام، وذلك بعد (التعبير عن القلق) بخصوص نوعية ومحتوى نصوص الفصل الأول من قبل المجتمع، والأكاديميين الفلسطينيين، وما وصفوه "أصحاب المصلحة الخارجيين".

وجاء في المحضر الذي اطلعت عليه "وكالة قدس نت للأنباء"، بأن "الأونروا" مطالبة بتصدير منهج محايد، فبعد مراجعة للنصوص تم تحديد حوالي 55 موضوع يتعلق بالحيادية، والعدوانية، والجنس، في 65 صفحة، وهو ما يشكل 3,3% من الصفحات كلها، شملت هذه المواضيع أمثلة كالخرائط التاريخية لفلسطين والتي لا تستخدم في سياق تاريخي، وكذلك استخدام الأسماء التاريخية للمدن الفلسطينية، في سياق غير تاريخي، كما تم استخدام صور متعلقة بالاحتلال وجدار الفصل العنصري، والمساجين السياسيين والدبابات وهدم البيوت.

وعلى سبيل المثال يوصي المحضر باستبدال كلمة فلسطين التي وردت ضمن الإشارة لخريطة فلسطين للتوضيح إلى أن لفظ الياء بعد الطاء، مستخدماً -المحضر- سيناريو بديل، وهو أن يكون التعديل باستبدال كلمة فلسطين بكلمة يقطين "مثلاً" مع حذف الخريطة، وفي مثال آخر استبدال الجملة التي تقول "القدس عاصمة الدولة الفلسطينية" بعبارة "القدس هي مدينة مقدسة لكل الديانات الإبراهيمية.

ويبين المحضر نصاً محاولات سعي الوكالة الدولية "الأونروا" من أجل استبدال كلمة وخريطة فلسطين في كل مناهجها التربوية، والعمل على طمس كافة أشكال الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من خلال حذف عدداً من الصور في المنهاج الدراسي تمثل اعتداءً من جنود، وآليات الاحتلال على المدنين من بعض المقررات الدراسية، وذلك تحت بند "نبذ العنف".

ويوضح المحضر كذلك عدداً من التعديلات التي تسعى "الأونروا" لتغيرها تحت توصيف "المبرر" أو في سبيل ما يعرف بالـ (الجندر/الاختلاط)، من مثال ذلك كتاب اللغة العربية لصف الرابع صفحة (4-5) حيث ورد التعديل نصاً كالتالي: (استبدال صور لزفاف يظهر فيها رجال يحتفلون .. بصورة يظهر فيها رجال ونساء في حفل الزفاف).

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -