بركة في مهرجان يوم الارض: السلطة الحاكمة تريد تفتيتنا للاستفراد بنا افرادا

حذر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني محمد بركة، من مؤامرات السلطة الحاكمة في إسرائيل، لتفتيت الشعب الفلسطيني بشتى السبل، "من خلال التحريض على الهيئات الشعبية والقيادات، وبث اليأس، ودعم العنف المستشري، واقتلاع أهلنا في النقب، واستمرار حصار بلداتنا التي تتحول الى كتل اسمنتية خانقة". وقال في خطابه في مهرجان الذكرى الـ 41 ليوم الارض الخالد، الذي اختتم المسيرة المركزية بدير حنينا إن" وحدة جماهيرنا تحت خيمة لجنة المتابعة، وتصعيد النصال، كفيل بأن نصد كل هذه المؤامرات."
وافتتح بركة كلمته موجها التحية لذكرى شهداء يوم الارض الستة، بقراءة أسمائهم، وشهداء الشعب الفلسطيني. كما وجه التحية للأسرى، من خلال عميد الاسرى كريم يونس ابن عرعرة. وتحية الى كافة المعتقلين، من المرابطين في المسجد الاقصى المبارك، وللمعتقل الإداري، ابن كابول محمد ابراهيم. كما بعث بتعازي المهرجان، لشهيد العلم اللذين قتلا بحادث طرق في رومانيا، أحمد دهامشة من كفر كنا، ومحمد جبريل من اللد.
وقال بركة، إن "قضية الأرض والمسكن، هي القضية الأساس، فنحن في الجليل والمثلث، لا نناضل ضد مصادرة الارض، لأنه لم تعد أراضي للمصادرة، بل نناضل من أجل استرداد الاراضي المصادرة، لتوسيع مناطق نفوذ بلداتنا التي تختنق بالحصار، لأنهم يريدونها كتلا اسمنتية، معسكرات للعمال في الاقتصاد الإسرائيلي، دون أن تتطور بلداتنا وتلحق بالتطور العصري."
وتابع بركة قائلا، "أما في النقب، فإن المعركة مختلفة، فهناك المعركة على قرانا وأهلنا الباقين على ما تبقى من أراض. على قرى يطلقون عليها مصطلح "غير معترف بها"، ولكن أنا اقول، إذا هذه القرى موجودة قبل أن ينوجد هذا الشيء الذي اسمه إسرائيل تحتاج الى اعتراف، أقول إن إسرائيل أقل شرعية من هذه القرى."
وقال بركة "نحن الآن بعد أكثر شهرين من هدم البيوت في قلنسوة وفي أم الحيران، التي استشهد فيها المربي يعقوب أبو القيعان، الذي حاولوا أن يقتلوه أكثر من مرة، بعد أن وجهوا له التهم والأوصاف، والآن اضطروا للاعتراف بحقيقة ما جرى. وبإسمنا جميعا، نطالب ليس فقط بفتح التحقيق لنعرف كيف قتل الشهيد أبو القيعان، بل نطالب بأن ينقلع عن المشهد السياسي كل المسؤولين المتورطين، وأولهم بنيامين نتنياهو ومعه غلعاد أردان، وقائد الشرطة روني أل شيخ، الذين اعتدوا على أبو القيعان بعد اغتياله."
وحذر بركة من خطورة القانون الذي يهدف لتسريع تدمير عشرات آلاف البيوت، قانون كامينيتس، ونحن نقول لهم، إذا كنتم تنوون تدمير 50 الف بيت، فعليكم أن تستعدوا لـ 50 الف معركة على كل بيت وبيت، فنحن لن نسلم أن تهدف بيوتنا وحياتنا.
وتوقف بركة عن مشهد العنف، وقال، "إن مشهد العنف المخزي الذي ينتشر في مدننا وقرانا، في الناصرة واللد وام الفحم وغيرها، أقول، آن الأوان لأن نقف جميعا نحن كمجتمع كشعب كأفراد وقيادات في وجه عصابات الإجرام التي تعيث فسادا في قرانا. لا يمكن أن نرى هذا المشهد المستمر والمتدحرج والمسيء الذي يذهب بشعبنا عن اهتماماته الأساسية لمواجهة السياسة العنصرية."
وتابع بركة قائلا،" يريدون الهاءنا ببعضنا ودس الفتن، يريدون تفتيت المجتمع بالعنف والخدمة المدنية، والتحريض على القيادات ودس الطائفية، والداعشية الإسرائيلية. ثم يقولون، ما حاجتنا لأعضاء الكنيست ولرؤساء السلطات المحلية، وما حاجتنا للجنة المتابعة، فهم ليسوا غيورين على مستقبل شعبنا عندما يقولون ذلك، إنما يقولون ذلك من اجل أن نصبح شعبنا بلا رأس، شعبا بلا قيادة، كي يستفردوا بنا افرادا، ويفترسوننا واحدا واحدا، فهذه هي المعادلة."
وقال بركة، إن "من حق الناس أن تنتقد قياداتها، وأن تسعى الى التصويب وأن توجه، لكن أنا أدعو شعبنا ان لا ينجر إلى هذه اللغة، لغة صهيونية سلطوية نعرف متى بدأت، واكر اليوم الذي بدأت فيه بعد اكتوبر 2000، حينما حاولوا دس اسفين بين الشعب وقيادته، ليفترسونا واحدا واحدا. إن لجنة المتابعة هي الخيمة التي تظلل كل أبناء شعبنا، فيمكن ان تنتقد وأن تقول وأن تصوب وأن توجه، ولكن ليس مسموحا لأحد أن يتطاول على خيمة الوحدة الوطنية لشعبنا."
وتابع بركة قائلا،" إن الوحدة التي أنجزت في القائمة المشتركة هي جزء عضوي واساسي من وحدة شعبنا، وشدد على ضرورة استمرار القائمة في اي ظرف". وحذر من خطورة التحريض على النواب المشتركة، والاعتداء السافر على النائبين أيمن عودة وأسامة سعدي يوم العدوان على أم الحيران، وقال إن ذلك الاعتداء كان اعتداء على شعبنا كله. وقال، "تنتظرنا اياما صعبة، بعد الملاحقات السياسية، وحظر الحركة الإسلامية وحزب التجمع. ويواصلون سن القوانين العنصرية، والآن قانون منع الأذان، وأنا أقول أن الاذان سيواصل يصدح لدى شعبنا، والقانون سيداس بأقدام شعبنا. أما قانون الاقصاء، فإن النواب العرب يكتسبون شرعيتهم من شعبهم وليس من رضى السلطة الحاكمة.ط
وختم بركة قائلا، "إنهم يريدون وصم نضالنا بالارهاب، كما يظهر مما يسمى "قانون مكافحة الارهاب"، ونحن نقول، إن الارهاب هو الاحتلال والاستيطان وحصار غزة، وحصار القدس، وهدم البيوت، والملاحقات السياسية، فهذا هو الارهاب الصهيوني، أما نضالنا فهو نضال عادل. ونحن نسعى الى تطوير نضالنا وأداءنا نحو مستقبل افضل رغم كل السياسات العنصرية، ولهذا نحن بصدد نقلة نوعية كبيرة في عمل هيئاتنا وفي عمل لجنة المتابعة العليا. عاش يوم الارض عاشت جماهيرنا العربية، عاش شعبنا الفلسطيني، عاشت دولة فلسطين وعاصمتها القدس، التي ستقوم رغم أنف الأميركان والصهاينة والعملاء العرب.

وشارك آلاف من فلسطينيي الداخل في مسيرة وحدوية مركزية ببلدة دير حنا، إحياء للذكرى 41 ليوم الأرض، و التزاما بقرارات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بهذا الخصوص.كما انضمت مسيرتا عرابة وسخنين لمناسبة ذكرى يوم الأرض، إلى مسيرة دير حنا.
وتقدم المسيرة قيادات وكوادر الحركات والأحزاب الوطنية ونواب من القائمة العربية المشتركة في الكنيست ورؤساء سلطات محلية وشخصيات إجتماعية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء ولافتات كتب عليها شعارات تمجد ذكرى يوم الأرض والشهداء وتضحياتهم.
وهتف المتظاهرون "نموت وتحيا فلسطين"، "ما منهاب إسرائيل أم الإرهاب"، "أرض المل لأصحابها مش لبيبي وكلابه".
وافتتح المهرجان بوقفة حداد على أرواح الشهداء وقراءة سورة الفاتحة، ومن ثم صدحت حناجر الحضور بالنشيد الوطني الفلسطيني.
وتولى عرافة المهرجان الشيخ حسين راشد، حيث رحب بالجماهير العربية وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والمهجر، وعائلات الشهداء والأسرى وإلى "كل مناضل حر يدافع عن أرضه وحريته".
وأضاف الشيخ راشد: "تمر علينا هذه الذكرى وسط تشريعات عنصرية، وإخراج الحركة الإسلامية عن القانون وملاحقة التجمع واعتقالات إدارية وحتى محاولة إسكات الأذان".      
وألقى كلمة البلد المضيف رئيس مجلس دير حنا سمير حسين قال فيها: "في هذا اليوم النضالي المجيد نوجه تحيتنا لأبناء شعبنا في الداخل والشتات، تحية إجلال وإكبار للشهداء، 41 عاما مرت ولا زلنا نناضل ضد الهجمة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني".
واضاف حسين أن المجتمع العربي بالداخل يواجه هذه المخططات والتشريعات بتجديد العهد والوفاء للأرض، والتأكيد على تصديه لهذه المشاريع رفضا مخططا التشريد والتهجير والاقتلاع، متمسكا بالثوابت الوطنية رافضا أي مساومة والتفريط ولو حتى بذرة تراب ومتجذرا بالأرض.
واشار إلى أن إحياء ذكرى يوم الأرض "يأتي وسط تعاظم سياسة التهويد والهدم والتشريعات العنصرية وخاصة قانون الأذان الذي سيبقى يصدح عاليا".
وختم رئيس المجلس قائلا: "تواصل الحكومة الإسرائيلية سياساتها العنصرية، والمتمثلة بقتل أبناء شعبنا بدم بارد، سواء في القدس، الضفة الغربية، وغزة، ورهط، وكفركنا، وأم الحيران، فلتكن ذكرى يوم الأرض رمزا لوحدتنا ونضالنا ضد الصهيونية التي تريد اقتلاعنا من أرضنا، فكل بقعة من أرضنا بدائرة أطمعا التهويد والاستيطان، فلنبقى شوكة في حلق المحتل تجمعنا الكوفية وعدالة القضية حتى نيل الحرية والاستقلال".     
وتحدثت جليلة أبو ريا، ابنة الشهيد رجا أبو ريا، نيابة عن عائلات الشهداء قائلة: "عندما نادت الأرض لبى الشهداء نداء أمهم الأرض، صعد أبي إلى علياء السماء ليروي الأرض بدمائه، تاركا أربع بنات وحيدات، يطل علينا ككوكب دري من ملكوت العلياء تحرسنا قرب عتبات الرخام وتعايدنا كل عيد، وعندما يأتي آذار وكأن البهاء ينثر أهازيج الورود".
وأضافت: "تحدى بالحجر بندقية القناص لتستقر الرصاصات في رأس والدي، عشنا آلام الأيتام في غياب المعيل، وما كان يعزينا سوى إنه مات شهيدا، رغم غيابه إلا أنه يعيش بيننا، دائما نسمع صوته وفي المنام يحدثنا لكن نستيقظ على واقع موته واستشهاده".
وتابعت: "دماء الشهداء روت الأرض وأنبتت الشجر والزيتون والزعتر، دماء الشهداء سالت ليعيش شعبنا، وهنا أستذكر كلمات اعتاد والدي الشهيد أن يرددها، أفديك بدمي يا أرضي، فالدم ميثاق عهدا للأرض، لنا الشهادة وجنات الخلد، ولكم الحياة لتكملوا المسيرة، أما أعداء الحياة فموتوا بغيظكم، هنا باقون على أرضنا".        
اما رئيس اللجنة القطرية ورئيس بلدية سخين، مازن غنايم، فقد وجه التحية لجماهير يوم الأرض وقال: "ها نحن نلتقي في مناسبة وحدوية، نحيي ذكرى الشهداء الذين هبوا للدفاع عن أرضنا، هي محطة فارقة في حياة شعبنا، نحن نمر في أحلك الظروف في مواجهة السياسات الإسرائيلية، فأخطر ما نواجه بهذه الأيام تجاوز قضايا الحقوق، وإنما قضية وجود وسط تصعيد وعدوان على كافة أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع غنايم: "قضيتنا وحقوقنا لن تموت ما دام فينا حيا، لا زلنا أمام تحديات كبيرة في قضايا الأرض والمسكن، والحقوق، نحن في معركة وجود نتصدى من خلالها لمحاولات المؤسسة الإسرائيلية استهداف وجودنا الوطني وهويتنا وثقافتا العربية الفلسطينية من خلال التشريعات العنصرية".
وأنهى حديثه قائلا: "يريدوننا بدون هوية وطنية ويسعون إلى تسريع عمليات الهدم عبر قانون كامينتس، بعد أن حوصرت البلدات العربية ومنعت من التوسع وحرمت من مسطحات النفوذ والأرض للتوسع والعمران، فيما نواجه وباء العنف الداخلي الذي بات يهدد النسيج الاجتماعي، الأمر الذي يلزمنا بوحدة الصف والبقاء على العهد والوفاء للشهداء'.
الصحافي جدعون ليفي تحدث بكلمته باسم معسكر اليسار الاسرائيلي، قائلا: "لست غريبا بينكم وأنا لست ضيفا، اشارككم إحياء مراسيم ذكرى يوم الأرض وأبدي انفعالي من الحشود والمشاركة والحضور البارز للجيل الشاب والنشء، فنكبة الشعب الفلسطيني ما زالت متواصلة بفصول ومشاهد مختلفة من مجزرة كفر قاسم لمجازر ودير ياسين ومجازر الاحتلال ويوم الأرض والحروب على غزة".
وأضاف: "ليس من السهل أن تكون فلسطينيا بالضفة الغربية المحتلة أو حتى بالداخل، فأنتم تواجهون قضايا وجودية ومخططات الهدم والتشريد والقوانين العنصرية والدفاع عن وجودكم من خلال العمل السياسي المشروع والعمل البرلماني للقائمة المشتركة".
  وتأتي الذكرى الـ41 ليوم الأرض إحياء لذكرى الشهداء الستة الذين سقطوا فيه برصاص الشرطة الإسرائيلية، وهم: خير ياسين من عرابة، الذي كان أول من سقط من شهداء يوم الأرض، عشية الإضراب أي في التاسع والعشرين من آذار/ مارس، وخضر خلايلة وخديجة شواهنة ورجا أبو ريا، من سخنين، ومحسن طه من قرية كفر كنا، ورأفت زهيري من مخيم نور شمس الذي استشهد في المظاهرة التي شارك فيها يومها في الطيبة بالمثلث.

المصدر: دير حنا - وكالة قدس نت للأنباء -