حكاية الشاعر توفيق زياد ويوم الأرض

 لا يمكن أن تمر ذكرى يوم الارض الخالد، دون استحضار دور الشاعر الراحل توفيق زياد (أبو الأمين)، الذي ارتبط اسمه بهذا اليوم، كأحد مهندسي مواجهة المخططات الاحتلالية في السيطرة على أراضي الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، فكان القرار بالإضراب العام، ومن ثم تحول مع القمع الإسرائيلي غير المسبوق، وما أسفر عنه من سقوط لستة شهداء في يومين وعشرات الجرحى، إلى يوم الأرض، ويحيي الشعب الفلسطيني ذاكراه في الثلاثين من آذار كل عام.

لقد ظل زياد مستهدفا من الاحتلال طيلة حياته، لقد رؤوا فيه واحدا من الرموز الأساسية لصمود الشعب الفلسطيني وتصديه لسياسة الحكومة وممارساتها.

عدد الاعتداءات التي تعرض لها بيته، حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية للناصرة، لا يحصى. وفي كل يوم اضراب عام للجماهير العربية هاجموا بيته بالذات وعاثوا فيه خرابا واعتدوا على من فيه.

قصته في يوم الأرض معروفة فعندما حاولت حكومة الاحتلال افشال اضراب يوم الأرض 30 اذار 1976 الذي قررته لجنة الدفاع عن الاراضي، اثبت لهم أن القرار قرار الشعب، والشعب أعلن الإضراب ونجح وكان شاملاً، فنظمت سللطات الاحتلال اعتداءاتها على المتظاهرين، واغتالت الشباب الستة وجرحت المئات، وهاجمت بيت توفيق زياد.

"سمعت الضابط باذني وهو يامر رجاله طوقوا البيت واحرقوه" تقول زوجة توفيق زياد.

يتكرر الاعتداء في اضراب صبرا وشاتيلا 1982 وفي اضراب سنة 1990 وفي إضراب مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994 وفي مرات كثيرة أصيب أفراد عائلته وضيوفه بالجراح جراء الاعتداءات.

وكان أفراد الأجهزة لأمنية التابعة لقوات الاحتلال ينفذون الاعتداء وهم يبحثون عن توفيق زياد شخصيًّا، حتى في الاضراب 1994 وتوفيق زياد يقود كتلة الجبهة البرلمانية، اطلقت شرطة الاحتلال قنبلة غاز عليه وهو في ساحة الدار، غير أنَّ أبشع الاعتداءات كان في ايار 1977 قبيل انتخابات الكنيست إذ جرت محاولة اغتياله، ونجا منها بأعجوبة.

وحتى اليوم لم تكشف شرطة الاحتلال عن الفاعلين، لكن توفيق زياد عرفهم واجتمع بهم واخبروه عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.عن موقع صحيفة "الأيام" الفلسطينية

 

المصدر: رام الله - يوسف الشايب -