ولأني أمقت فلسفة القتل ...!

بقلم: حامد أبوعمرة

منذ فترة الصبا ،لم أكن حاذقا في أي لعبة من الألعاب ، و التي يعتبرها الكثير من أقراني وسيلة للترفيه ،ولقتل الوقت في نظرهم ...حاولوا مرارا ،تعليمي تلك الألعاب حتى يكون هناك انسجامٌ في مثل تلك الجلسات ،لكن بلا جدوى ،ولكني كنت على مهارة في كرة القدم ،يبدو لعشقي لجغرافية الأرض، وكرويتها وتضاريسها ، هو أحد الأسباب في إقبالي على ممارسة تلك اللعبة الشهيرة آنذاك...! عموما ليست القضية في عدم اتقاني ،على التعلم في الألعاب الأخرى ، أو في التأخر الإدراكي لها بسبب عدم المقدرة على الاستيعاب ،أو الفهم ، لكن حينها ...يبدو لأنه لم تأخذني الميول الشخصية أو الدافعية لمثل تلك الممارسات ...فكنت اجلس بينهم لكني لم أكترث بما يفعلون فلم تبهرني لعبة النرد ولا الشطرنج أو غيرها ...وما أن كبرت اكتشفت بأن المشكلة كانت ،بيني وبينهم ،هي اختلافٌ في فلسفة القتل ولو لقتل الوقت...! فهم كانوا دوما يريدون اقتراف ذلك لكني كنت أقول في قرارة نفسي... أنهم يقتلون الإبداع ،والفكر ،والرقي ، يقتلون الطموح ويحاصرونه كما تحاصر التنظيمات أو الحزبيات عقولنا العفنة فنتعنت في الصراع لقيادة القاطرة الشعبية كرهينة ،وحتى ولو انحرفت عجلات تلك القاطرة عن القضبان ...واليوم قد ترسخت في حناياي تلك المقولة ، والتي أوجهها ،لذاك الوقت الذي يريد أصدقائي قتله بدم ٍ بارد ٍ ، مستذكرا ما قاله هابيل ولما كان يوعظ أخاه: لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك ...!

بقلم /حامد أبوعمرة