وثيقة حركة حماس وقبولها بحدود 67

بقلم: أشرف صالح

تعتبر الوثيقة الجديدة لحركة حماس في الآونة الاخيرة هي نتيجة مراجعات فكرية قامت بها الحركة بعد مرور عشر سنوات من الإنقسام الفلسطيني دون أي إنجاز يتحقق على أرض الواقع . الوثيقة السياسية لحركة حماس تحمل عبر طياتها بنود كثيرة تتعلق بالجانب السياسي والعسكري ولكن من أهم ما جاء في هذه البنود هو قبول حركة حماس بحل الدولة ذات السيادة على حدود عام 67 والإعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بجميع أطيافه وتياراته المختلفة . والغريب في الأمر ان ما جاء في الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس هو نفس ما جاء في إتفاقية أوسلو قبل 25 عاما تقريبا . السؤال الذي يطرحه الجميع هل لدى اليهود إستعدادا لتحقيق مال جاء في الوثيقة وفي إتفاق أوسلو . وهل لا زلنا نطالب بأشياء بالنسبة لنا عادلة وبالنسبة لليهود مجرد حبر على ورق . هذه هي التخوفات الذي نعيشها دائما في مواجهة عدو شرس مثل إسرائيل . نحن نطالب بأبسط الحقوق وإسرائيل لا ترى أحدا أمامها على الإطلاق والسبب في ذلك حالة الإنقسام المستمرة الذي نعيشها سويا . وفي حقيقة الأمر وثيقة حركة حماس الجديدة لا تختلف عن ما جاء في مشروع حركة فتح منذ زمن طويل بغض النظر عن الإعتراف أو عدم الإعتراف بإسرائيل فعندما توقع البروتوكولات  والإتفاقيات تحت إشراف دولي لا يبقى سوا التنفيذ والإلتزام ما جاء به الإتفاق فلا يجوز لأحد حسب الإتفاقات أن يطالب بغير ما تم الإتفاق عليه بين جميع الأطراف . جميل جدا أن نرا تلك المراجعات الفكرية لحركة حماس في ظل الإنقسام لعل ذلك يسعى الى تغيير الواقع الصعب الذي نعيشه جميعا والأجمل من ذلك هو التوافق الفكري بين حركة حماس وحركة فتح لأن ما جاء في الوثيقة يجمع بين مشروع حماس وفتح سويا . لعل ذلك يكون الطريق الاقرب لأتمام المصالحة التي يتعطش لها الجميع منذ سنوات طويلة . فالمراجعات الفكرية تتيح الفرصة لإكتشاف الأخطاء السياسية والتغلب عليها وتقرب من وجهات النظر بين صناع القرار لتصب في المصلحة العامة .

بقلم/ أشرف صالح