مصر نادتنا فلبينا نداها ... وتسابقنا صفوفا في هواها (محمد عبد الوهاب)
النيل العذب هو الكوثر ... والجنة شاطئه الأخضر (أحمد شوقي)
إن هذا البلد العظيم " مصر" يعتبر في قاموس الخلود والإبداع، أهم أبجدية في قاموس الحضارة بشقيها المادي والمعنوي، فعلى الصعيد المادي ما زال النيل يعزف ترنيمة العطاء بلا توقف، وما زالت الأهرامات تجسد عبقرية الإنسان العظيم في وادي النيل وعلى الصعيد الروحي والمعنوي فإن حوض النيل كان محطة للأنبياء منذ فجر التاريخ وكان دربا وما زال معطراً بأنفاس الأنبياء والأولياء والصالحين فلولا هذا البلد على خارطة الأرض لبقي العالم يتخبط في جاهلية العمى والضلال ورغم كل الانتكاسات والكبوات فما زال حوض النيل حصانا جامحا في ميدان الإبداع والعبقرية، وإن الباحث الموضوعي الحيادي لا يسعه أن يقفز جاهلاً أو متجاهلاً لحضارة مصر العربية هبة النيل كما سماها المؤرخ الروماني "هيرودوث" وإننا نرفع القبعة لمصر العظيمة لأنها من عبق الحضارات الإنسانية على مر العصور وإن السفينة في خضم الطوفان والأمواج تحتاج الى الربان القادر الذكي حتى تصل الى بر الأمن والأمان . وإن منطقة الشرق الأوسط ما زالت تتخبط في بحر من الدماء والدموع وحين البحث عن الربان لا مجال الا التوجه نحو النيل لكل ما فيه من مفردات العبقرية والإبداع، حتى يجنب السفينة مخاطر الغرق في ثورة الأمواج الهوجاء، لقد قال في فلسفته الخالدة نجيب محفوظ ان عدو الانسان هو اليأس وان مصر العروبة هي نقيض اليأس والإحباط فهي الأمل والرجاء في زحمة التخبط والضياع والتمزق وستبقى تلهج بالدعاء والصلاة حتى يعود الربان الى سفينته والماء.
بقلم/ د.حنا عيسى