مصر ... ومواجهة الارهاب الأسود

بقلم: وفيق زنداح

جريمة نكراء ... وفعل مشين ... وقلوب سوداء ... وأيادي ملطخة بدماء الأبرياء ... وعقول فاقدة للتوازن والصواب ضاق بها استقرار مصر وزيادة معدل نمو اقتصادها ... ضاق بهم المشاريع الاستثمارية وتعددها ... ضاق بهم الدولة المصرية المتماسكة بمؤسساتها وأجهزتها وارادة فعلها ... ضاق بهم شعب مصر العظيم بتماسكه ووحدته والتفافه حول قيادته ... ضاق بهم وحدة المسلمين والأقباط بأرض الكنانة ... كما ضاق بالإرهاب والإرهابيين نجاح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة وما سوف يترتب على هذه الزيارة من ايجابيات .
يوم اسود ارتكبت فيه مجزرتين ... سفك فيهم دماء الابرياء من الأطفال والنساء ... الذين يعيشون فرحة عيدهم ويبتسمون للحياة بكل أمل ... ويتضرعون للمولى عزوجل أن يحفظ مصر وأهلها ووحدة أرضها .
جاءهم القتلى المأجورين ... الارهابيين ... من يسفكون دماء الابرياء ... بقلوبهم الحاقدة وعقولهم المنحرفة والمريضة ... ومنطلقاتهم البائسة والتكفيرية ... جاء القتلى الارهابيين بنواياهم السيئة ... التي يملئها الحقد والكراهية للإنسانية ... وللوطنية المصرية ... وللديانات السماوية ... باستهدافهم لكنيسة مار جرجس بطنطا ... والكنيسة المرقسية بالإسكندرية حيث سقط العشرات من الشهداء والجرحى من الابرياء الامنين .
جريمة تقشعر لها الابدان ... ويلفظها كل ذي عقل وضمير ... جريمة ارهابية تفوق بفعلها وحقدها كل ما يمكن أن يتصوره الانسان ... بأن يقوم أحد بقتل الابرياء داخل أماكن العبادة من خلال فعل جبان لا يتسم بالرجولة ... ولا يعبر عن أي هدف يمكن أن يسجل ... الا هذا الانحطاط الاخلاقي والقيمي وهذه الدونية التي يتسم بها هؤلاء القتلى المأجورين الارهابيين .
مصر العربية والتي تواجه الارهاب الاسود بكل عزيمة وقوة من خلال وحدة شعبها وقوة اجهزتها ومؤسساتها وارادتها القوية والضاربة بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار مصر وشعبها .
مصر التي تجاوزت الكثير من العقبات والتحديات ووصلت من خلال قواتها المسلحة وأجهزتها الامنية وادارتها السياسية الى خطوات متقدمة تم من خلالها القضاء على الكثير من البؤر الارهابية والتجمعات التكفيرية بجبل الحلال بسيناء وحتى عبر كافة المحافظات داخل الاراضي المصرية .
ضاق بهؤلاء الفئران الذين يهربون من منطقة لأخرى وهم يخرجون من جحورهم لتلتقطهم الأيادي النظيفة والشريفة والمؤمنه
الايادي المؤمنة بمصر وأمنها ووحدة ترابها وتماسك شعبها ... العيون الساهرة على أمن وسلامة الوطن المصري والتي ستلاحق هؤلاء القتلى المأجورين وتلحق بهم ما يستحقون من عقوبة نتيجة اجرامهم وارهابهم .
ضاق بالإرهاب والإرهابيين أن يشاهدوا مصر وقد تعافت من الكثير من أزماتها ... ليحاولوا من جديد ارباك الجبهة الداخلية ... ومحاولة تفكيك نسيج المجتمع المصري والذي رد على الارهاب والارهابيين بمناسبات عديده ... ليؤكد للجميع أن شعب مصر يتحدى الارهاب ... وسوف يقضي عليه بعزيمته وارادته القوية ... وأن ما يسعى الارهاب لتحقيقه من أهداف دنيئة لن يتحقق ... وسيبقى في عتمة الليل وظلمة عقولهم المريضة التي خابت لمرات عديدة ... والتي سوف يكون مصيرها الفشل الذريع.
أمام هذا اليوم الأسود والدماء الطاهرة التي سالت على ثرى الوطن المصري لا يسعني الا أن اتقدم بالعزاء والمواساة لأسر الضحايا ولشعب مصر العظيم ولقيادته السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وستبقى مصر العروبة ... مصر التحدي للإرهاب والإرهابيين ... مصر التي ستهزمهم وتنهي وجودهم ... وتثبت للجميع أن أرض الكنانة لا يعيش على أرضها ... الا كل مؤمن بالسلام والعدل والحرية .
ان ظاهرة الارهاب الاسود ومواجهتها ... ستبقى مهمة دولية تحشد فيها الطاقات والامكانيات بصورة كبيرة ومنظمة ... ومن خلال تنسيق وارادة قوية ... حتى تتم مواجهة الارهاب بصورة شاملة ... بكافة منطلقاته التكفيرية ... وبؤره الارهابية وحتى يتم تجفيف منابعه وقطع سبل تمويله وتحركه ... ان هذا الجهد الدولي والمطلوب لمواجهة الارهاب يتطلب خطابا دينيا متوازنا يواجه هذا الخلل في الخطاب التكفيري ... كما يتطلب خطابا اعلاميا لكشف زيف الارهاب ومنطلقاته التكفيرية .
الارهاب ظاهرة ستهزم وسيتم القضاء عليها ... وستصبح نقطة سوداء في تاريخ كل من قدم يد المساعدة لهؤلاء القتلى المأجورين ... والذي سيكون مصيرهم العار والفناء .

الكاتب / وفيق زنداح