احمد دحبور واحد من الشّعراء الكبار الذين سيفتقدهم الشّعر العربيّ

بقلم: عباس الجمعة

احمد دحبور واحد من الشعراء الكبار تفقده فلسطين اشعاره لم تغب عن بيروت وفلسطين والوطن العربي فهو كان شاعر المقاومة، وشاعر الانتفاضة وشاعر فلسطين ، حيث اصبحت اشعاره مقالات ، فهو اليوم ينضم الى غسان كنفاني و محمود درويش والشاعر وتوفيق زياد وسميح القاسم ومعين بسيسو، يرحل ونحن بحاجة ماسة لنستوعب الطاقات والمواهب التي كان يتمتع بها احمد دحبور، صداقاته حيث لم يكن له عدو شخصي في أي وقت، كان انسانا متواضعا، وهو الرائد الذي لم يكن يهمه سوى الاخلاص لعمله ولقضيته، هل نتحدث عن تضحيته ام نتحدث عن عفة يده، كان يتحلى بالايمان والاخلاص والاستمرارية، فاحمد دحبور كان قضية وكان وطناً، بعد رحيل الشعراء العظام .

ومن موقعنا نقول ان احمد دحبور كان يعرف لماذا يكتب ولمن يكتب ولكنه كان يعرف ايضاً ان قيمة انتاج الثقافة العربية والفلسطينية باتقان تستحق بذل العطاء.

احمد دحبور فتح نافذة على القضية الفلسطينية، واستطاع اقامة علاقات نضالية ثابتة وناجحة مع كافة المثقفين ، كما كان كاتبا محترفاً، وكان في كتاباته شديدة الخصوصية والتمييز والاتقان، كان انتاجه على الصعيدين الاعلامي والثقافي متميزا بقوة الاقناع وحرارة العاطفة وعنف الالتزام، لقد جمع بين النضال والكتابة والثقافة.

لذلك نقول في رحيل احمد دحبور، بأنه كان يتمتع بقدرته النادرة على العمل، كان شاعرا كبيرا و مناضلاً، لقد حقق في كتاباته الاسطورة، ولن يتوقف رغم المرض فكان الثائر والمناضل والأديب والشاعر والناقد والروائي، وجميع هذه الصفات تجمعت في احمد دحبور، جمعته صداقة مع الشهداء القادة ابو العباس وطلعت يعقوب ، كما جمعته مع الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات كانت لحظات ود صافية، وعلاقات حميمة.

يرحل احمد دحبور في ذكرى الشهداء القادة كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار الذين أبدعوا في زرع الأفكار النضالية وكسب محبة الجميع، ورسموا طريق الثورة والنضال بدمائهم ، فكانت جذوة الحياة في عيني احمد دحبور تنظر الى عملية اغتيالهم، محملة بألف معنى ، وهو اليوم أغمض عينيه في ذكراهم .

امام كل ذلك فقد كانت اشعاره تهتم بالنضال الفلسطيني والعربي اضافة الى ما كان يصدره من أدبيات ، اضافة الى الصفات المعروفة أنه كان ديمقراطياً وواسع الثقافة غزير المعرفة بالقديم والجديد على السواء، وقد وظّف ثقافته وروحه الجميلة وموهبته لصالح شعره ، حيث تحول إلى شاعر فلسفي نخبوي والتصاق بشعبه وجمهوره، ولأنه يعلم أهمية أن تداول شعره الثوري، فاصبح قامة وطنية وثقافية وإنسانية عالية لا تضاهى

ختاما : على الرغم من قضاء حياته في المنافي وبعدها على ارض الوطن فلسطين ، ظل محافظاً على ثبات مواقفه الشعرية، وتحوّل شعره إلى صلة وصل بين جميع الفلسطينيين، سواء المشردين أو المنفيِين أو المتواجدين في أرض الوطن ومخيمات اللجوء، لأن كلماته كانت صفاء

اللغة وحرارة التجربة وصدق التعبير ،ووضوح الرؤية ما يدفع الجميع إلى الوقوف عندها ، والانجذاب إلى سحرها .

بقلم/ عباس الجمعة