مساعي إسرائيل لتهويد مدينة القدس

بقلم: عبد السلام فايز

منذ قيام دولة إسرائيل،  علمَ ساستُها أنّه لابدّ من طمس المعالم العربية لمدينة القدس،  حتى تصبحَ عاصمتهم الأبديّة،  و لتحقيق هذه المآرب استغلّوا عزلة الشعب الفلسطيني الذي راح يكافحهم بوسائل بدائيّة لا تسمن ولا تغني من جوع..

و لكي يهنأ الإسرائيليون في القدس فقد اتبعت إسرائيل خُططاً ممنهجة لتنفيذ مشروعِها الاحتلالي..

و أول بند من بنود هذه الخطط هو الاستيطان..

الاستيطان الذي يشكّل اليوم خطراً حقيقيّاً على هوية القدس، خاصّة أنّ إسرائيل لم تكتفِ فقط ببناء المستوطنات في القدس / بل راحت أيضاً تعمل على مضاعفة عدد المستوطنين هناك و تقليل نسبة السكّان العرب الذين يشكلون ثلث سكان القدس،  أي حوالي 220 ألف نسمة،. في حين أنّ عدد المستوطنين في القدس وحدها يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية و قطاع غزة،  وهذا دليلٌ واضحٌ أنّ إسرائيل تسعى لصبّ جُلّ إمكاناتها الاستيطانية في القدس..

ثم عمدت إسرائيل بعدها إلى مصادرة الدونمات الزراعية و الحدّ من التجمّعات الفلسطينية و إزالتها،  و عزل مدينة القدس عن ضواحيها ..

أمّا البند الثاني الذي عملت به إسرائيل ضمن خططها لتهويد مدينة القدس هو تهجير الفلسطينيين بشتّى الوسائل خارج حدود مدينة القدس، و الإعلان عن ذلك جهرةً بدون خوفٍ أو تردّد،  وجاء ذلك على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون الذي قال للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أنّ القدس هي ملك لليهود فقط دون غيرهم.

الكلام ذاته جاء أيضاً على لسان شمعون بيريز، الذي قال بأنّه يجب تهجير الفلسطينيين من القدس بكافة الإمكانات المتاحة.. 

ولم تكن إسرائيل لِتَتجرّأ على ذلك لولا المساندة الدولية التي  دفعتها إلى العربدة في مدينة القدس،  ولا سيّما من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية التي اعتبرت و على لسان مجلس الشيوخ الأمريكي أنّ القدس عاصمة أبديّة لإسرائيل مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح،  وهذا ما دفعَ غولدامائير إلى القول بأنه يجب ألا تتجاوز نسبة الفلسطينيين في القدس 22 بالمئة.

و البند الثالث في هذا السياق هو إصدار إسرائيل لعدّة قوانين ، كقانون التنظيم و التخطيط الذي مُنِعَ الفلسطينيون بموجبه من الإقامة في 40 بالمئة من مساحة القدس.

و كذلك قانون منع الأذان عبر مكبّرات الصوت في القدس، و الذي صدر في شهر نوفمبر 2016 بعد أن أقرّته لجنة وزارية إسرائيليّة..

و أخيراً عمد الإسرائيليون إلى اقتحام عدة مساجد في مدينة القدس و في مقدّمتها اقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة عدة مرات..

تلك هي مساعي إسرائيل لتهويد مدينة القدس..

مساعٍ واجهَها العربُ بالتنديد و الاستنكار الذي لم يلقَ إلا حفنةً من الاجتماعات في المحافل الدولية و التي لم تسمن ولم تُغنِ من جوع..

بقلم/ عبد السلام فايز