فل ينتظر المنتظرون: على ارصفة احلامهم وما تدبر لهم خيالاتهم المريضة، كم من الوقت لتسقط غزة وتعلن استسلامها وافلاسها ايضا ، كم من الوقت ليخرج الاطفال من والرضع من حفاظاتهم في مسيرة يطالبون بالحليب ن وكم من الوقت لتخرج امهات الشهداء وزوجاتهم واخواتهم ليصنعوا قبورا لهم بجانب من فقدوهم في معركة النضال والشرف والكرامة ومن اجل وطن ما زال يتردد اسمه مه الشهيق والزفير في ديمومة الحياة، فل ينتظر المنتظرون ، يقهقهون ويسكرون .. ويعربدون حينما يتسلل الى مسامعهم شاب القى بنفسه من الدور العاشر او أمراءه تحرق نفسها ، او ابن يتطاول على ابيه لعدم توفير له ما يلزم من مصاريف ، فل ينتظر المنتظرون متأملين وسعدا بان يتحقق حلمهم او جزء منه بأن يشاع الفلتان في غزة ويقتل الجار جاره وان يصطدم الصديق مع صديقه وابن العم مع ابناء عمومته ، فل ينتظر المنتظرون لحلم لن يكون حقيقة بل حلم يعكس نفسيتهم المريضة وفئويتهم ومنهاجيتهم التي تلاقت وتقاطعت مع احلام العدو بان تسقط غزة وترفع الراية البيضاء او يبتلعها البحر ،.
غزة ايقونة الفعل والتفاعل والعمق الوطني يريدونها بلا اسنان او اظافر او عضلاتها المفتولة التي ترعب رئيس السلطة والتي يحلم بها دائما كقدر يطبق على أنفاسه وعلى إمبراطورتيه الضيقة التي لا تتعدى حلمه ببعض المدن طريدا مطرودا مذ لولا عن مسقط رأسه صفد ، ولذلك يحسد اهل غزة لقوتهم الفولاذية وصبرهم وشكيمتهم وعنفوانهم .... انها تلك المرحلة الخطرة في اتفاق العار الموءود اوسلو الذي ذهبوا به بعيدا لكي تأكل الفئران سادة القوم وترقص على نغمات جراحهم .
قد يفهم البعض من عنوان هذا المقال اننا هواة التشرذم والانغلاق والدوائر الضيقة ونتمنى ان الفناء لجزء من الشعب او ابناء هذا الشعب ليسود جزء اخر وابناء اخر ، لا بإسادة التشرذم والانغلاق والانكفاء ، والاطماع وتبديل الحواكير بحواكير اخرى ..... وبسلبيات وتبديلها بسلبيات اخرى .... لا هذا ولا ذاك .... فالقصة تختلف وعناصرها ومشاهدها ... انها قصة اهل غزة بفتحاويتها الابطال وبشرقائها وقصة كل روح يكتب لها الولادة صبيحة كل يوم ... انها قصة ثقافة وطنية وبعمقها وابجدياتها منذ النكبة والمخيمات ونشاطات الاحزاب والتجربة القومية والوطنية التي اتى بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ونقلتها التجربة من جيل الى اخر ..... انها روح وعقلية وارادة وقوة فارس عودة ... عندما قال ابو عمار انه قائد الشعب الفلسطيني .... تلك العقلية وتلك الارادة المطلوب القضاء عليها بتحالف برنامج اوسلو وقمة هرمه مع الاحتلال وع دول اسست الكيان الصهيوني .
سيناريو قادم واملاءات ليست على حماس وحدها فالتسع القاتلات تطال كل اهل غزة والضفة والشتات وداخل فلسطين المحتلة ، يقول لي احد الالوية في سلطة رام الله اننا في واقع يساوي هذا الواقع الذي تعيشونه في غزة ولكن بشكل مختلف واليات مختلفة ، لو تعلمون ما هي ارشاداتهم في نشرتهم الداخلية الضيقة انها كارثة الكوارث ، ففي الضفة كل الانفاس مكتومة مرعوبة مغلقة ، تكاد تحسب عليك حركاتك وان تنهدت او ضحكت او تألمت ، ولكن في غزة تكاد الامور تأخذ هذه الايام المواجهة العلنية ، بدأت بالإقصاءات لرعيل مهم في حركة فتح ، وملاحقات في الضفة واختزال لقوى فتح الحية اما بالترهيب او السجن بالتوقيف سواء في سجون السلطة او الاحتلال وما اشبه اليوم بالبارحة عندما اعتقلت سلطات الاحتلال ابو الليل والنائبة جرار .
في غزة كلها حواريها وطرقاتها وسكانها وثقافتها تحت المجهر وتعكف جهات امنية دولية واقليمية واحتلالية للعبث في ثقافتها وسلوكيات ابنائها لليوم المنتظر مع تعمق ازماتها في الكهرباء والغاز والمرض والتعليم والفقر وقطع الرواتب واختزالها وتضييق الهواء عنها .... هذا اليوم المنتظر لتسقط غزة ... ومن جحيم الى جحيم اكبر .. واوسع تحت وعود بحل اقتصادي كما وعد مبعوث الرئيس الامريكي ترامب .... ولتتحول غزة كما اشاعوا قديما لسنغافورا ...
المشكلة يا سادة مشكلة وطن وحريات ومواطنة وتأتي كل تلك العقوبات على غزة ... ليس من اجل حماس وسيطرتها على غزة بالقوة او لانها من الاخوان او خيره القصة اعمق بكثير من ذلك .... فلو تنحت حماس والجهاد والشعبية وشرفاء فتح عن مصادر الحكم او التطلع اليه ..... ماذا سيحدث ..... ستباع قضية اللاجئين للإقطاع السياسي والكوش الممتلئة ..... وسيباع الوطن بأكمله تحت الحل الامني الاقتصادي .... وستلجم الافواه كما في الضفة ويعربد المعربدين كما في الضفة .......وتنتشر البزنسه التدمرية التي اعتادوا عليها ...... ومظاهر كثيره اهل غزة يعرفونها جيدا .......
سلوكيات عباس ومنجيته معروفة وتهديداته معروفه وما هو من ورائها لأبعاد سياسية وامنية ترنو الى هدم معبد الوطنية وحركة فتح في غزة وليس حماس ... فحماس لديها من القوة ان تحافظ على مكاسبها ولو بالحد الادنى في منظومة المقايضة التي يعرضها عباس ...... ولكن الحركة الوطنية في غزة وعلى رأسها حركة فتح .... فهي في قمة الاستهداف ، فالمطلوب القضاء على فتح والحركة الوطنية بوابتها وثقافتها ....... ولكن هل تسقط غزة .... لن تسقط وان اكل ابنائها صدف البحر .
بقلم/ سميح خلف