قال مختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين، :"إن الإضراب الذي سيخوضه الأسرى الفلسطينيين في كافة سجون الإحتلال الإسرائيلي يوم 17 نيسان يحمل مطالب عديدة، لا تخص المضربين فحسب، أو الفصائل التي ينتمون إليها فقط، أو السجن المتواجدين فيه، وإنما هي مطالب للجميع وستعود بالفائدة على الكل داخل السجون بمن فيهم الأسيرات، في حال تحقيقها".
وأكد عبد الناصر فروانة المختص في شؤون الأسرى، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن نجاح الإضراب بحاجة إلى كثير من الأفعال على كافة الصعد والمستويات، وبحاجة إلى اصطفاف رسمي وشعبي، وجهد حقوقي وإعلامي .
وفي معرض رده على سؤال حول أهمية الإضراب فقال فروانة:" الإضراب عن الطعام هو امتداد لثقافة المقاومة وشكل من أشكال النضال السلمي ضد السجان، ورغم علم الأسرى بأن الإضرابات عن الطعام قد تؤدي إلى تدهور صحتهم، أو إلى موت بعضهم، إلا أنهم يصرون على اللجوء إليه رافعين شعار "نعم لألام الجوع، ولا وألف لا لآلام الركوع"، وذلك للذود عن كرامتهم، ومن أجل الدفاع عن حقوقهم ووضع حد للإجراءات القمعية التي ترتكب ضدهم. وهو خيار صعب وقاسي ويلجأ إليه الأسرى رغما عنهم كخيار لا بديل عنه، كلما شعروا بفشل الوسائل الأخرى والتي تقل ألما وقسوة.
وأضاف،أن اللجوء للإضراب المفتوح عن الطعام يعكس الحالة القاسية التي تمر بها الحركة الأسيرة، وحجم الانتهاكات والجرائم التي تقترفها إدارة السجون ضدهم، والظروف المأساوية التي تشهدها السجون والتي لم تعد تحتمل من قبل الأسرى، ولعل غياب وحدة الموقف والحال في مواجهة السجان منذ سنوات، وما نتج عنه من غياب للإضرابات الجماعية منذ العام 2012 يمنح هذا الإضراب زخما، كونه جماعي ومن المتوقع أن يبدأ بأكثر من ألف أسير.
إضراب و مواجهة السجان
وفيما يتعلق بمشاركة قيادات الحركة الأسيرة ومطالب الأسرى، أوضح فروانة أن فصائل عديدة ورموز كثيرة وقيادات متنوعة أعلنت مشاركتها في الإضراب. وهذا يشكل إضافة نوعية، فضلا عن أن القائد والنائب مروان البرغوثي هو من يقود هذا الإضراب وهو من أعلن عن انطلاق شرارته وأن حركة فتح كبرى الفصائل في السجون والتي تشكل أكثر من نصف الأسرى ستكون عصب الإضراب والمحرك الأساسي له.
وأوضح، أن الإضراب يحمل مطالب عديدة، لا تخص المضربين فحسب، أو الفصائل التي ينتمون إليها فقط، أو السجن المتواجدين فيه، وإنما هي مطالب للجميع وستعود بالفائدة على الكل داخل السجون بمن فيهم الأسيرات، في حال تحقيقها، لهذا قلنا من قبل أن من سيضربون عن الطعام سينوبون عن الجميع في مواجهة السجان وما سيحققونه من انتصار سينعكس على الكل. لذا أدعو كافة الأسرى للاستعداد للمشاركة في الإضراب ولو بشكل متدحرج وعلى دفعات وصولا إلى الإضراب الشامل في كافة السجون، فكلما اتسع الإضراب وزاد عدد المضربين، شكل ذلك ضغطا إضافيا على إدارة السجون.
المطلوب لإنجاح إضراب الأسرى
وعن العوامل التي يمكن أن تساهم بإنجاح إضراب الأسرى، قال فروانة :"هناك عوامل كثيرة مطلوب توفرها، داخل وخارج السجون، لإنجاح أي إضراب، لكن بتقديري الأهم في هذه الفترة جماعية الموقف ووحدة القرار داخل السجون وتوسيع دائرة المشاركة، سجونا وعددا، وصولا للإضراب الشامل في كافة السجون".
مواصلا حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أما على مستوى الخارج فنجاح الإضراب بحاجة إلى كثير من الأفعال على كافة الصعد والمستويات، وبحاجة إلى اصطفاف رسمي وشعبي، وجهد حقوقي وإعلامي. فالعامل الخارجي مهم وفي كثير من الأحيان كان هو العامل الحاسم. ودائما كان الأسرى - قبل كل خطوة كهذه - يراهنون على مساندة الشعب في الخارج، ووحدتهم وقوة إصرارهم في الداخل، مستندين في كل ذلك إلى واقعية مطالبهم وإنسانيتها.
شروط الحياة وكرامة الإنسان
وحول الرسالة التي سيتم توجيهها من وراء هذا الإضراب قال فروانة :" جميع المطالب التي أعلن عنها الأسرى، هي مطالب إنسانية تتعلق بشروط الحياة وكرامة الإنسان، وأن مجمل تلك المطالب هي حقوق كفلتها الاتفاقيات الدولية وتنصلت منها دولة الاحتلال التي تعتبر نفسها دولة فوق القانون حينما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين.
وأضاف، لذا فان الرسالة التي يحملها الإضراب هي أن دولة الاحتلال لا تحترم إنسانية الإنسان ولا تراعي مشاعره وكرامته ولا توفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة الإنسانية، وأن إدارة السجون تصادر أبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية.
وفي ختام حديثه، أوضح فروانة، أن عرض تلك المطالب الإنسانية يكشف عنجهية الاحتلال وعنصريته في تعامله مع الأسرى، ويفضح ممارساته القمعية وانتهاكاته الخطيرة لحقوقهم الإنسانية. فإضراب الأسرى هو بمثابة محاكمة إنسانية وأخلاقية وقانونية لدولة الاحتلال، ويقدم خلالها الضحايا من الفلسطينيين شهاداتهم أمام الرأي العام والمؤسسات الدولية التي من واجبها أن تنتصر لهم، وهذا لن يحدث إلا في حال تحركنا بشكل جدي وضغطنا بشكل فاعل ووقفنا بجانب الأسرى في خطوتهم النضالية بكل قوة.
