كلما توغلنا في بحور السياسة ،بقواربنا الفكرية المستقلة والمتحررة ... كلما اكتشفنا وقاحة الصورة بعمقها ،وقيعانها لعالم السياسة الهمجي...وإلا ما معنى أن تقوم أمريكا بضربة شرسة وخاطفة ،لسوريا ولنظام الأسد ،على وجه الخصوص عندما استهدفت البحرية الأمريكية بصواريخ توماهوك قاعدة الشعيرات العسكرية قرب حمص التي انطلقت منها الغارة على مدينة خان شيخون قرب إدلب والتي يعتقد أن قوات النظام استخدمت الأسلحة الكيماوية خلالها...وهنا تبرز عدة تساؤلات تبعا لتحليلات الموقف من وجهة نظري الخاصة...هل كانت الضربة الأمريكية ضد الأسد ، هي حقا ردا وثأرا على المجزرة التي ارتكبها النظام السوري ضد الأطفال الأبرياء عندما قام النظام باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا رغم ، أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري مثل تلك الأسلحة... فقد استخدم من قبل الغازات السامة ،والقنابل العنقودية ،وقنابل النابالم فأين كانت أمريكا أو غيرها إزاء مثل تلك الهجمات الشرسة التي مارسها النظام ضد معارضيه،والتي كم طالت الأبرياء من الشيوخ ِ والنساء ِ والأطفال ...؟!
وأين كانت أمريكا من الحروب الإسرائيلية التي شنتها على غزة ،ووسط استخدامها وتجريبها لمعظم الأسلحة المحرمة دوليا ،كما تُسمى من الجانب الإعلامي المضلل ...وأين هي أمريكا مما يحدث في بورما من مجازر ،وأين الدور الأمريكي كحامية للديار كما تزعم ،مما يحدث في اليمن والعراق وجميع بلاد العُرب أوطاني ...؟!إذا كانت تلك هي النظرة الأمريكية فعلى العرب والمسلمين السلام ...!! لكن الأمر غير ذلك تماما،
إذا الهدف من الضربة الأمريكية الأخيرة على سوريا ، ليس كما تزعم ،وإنما لترهيب روسيا ،وإيران كحلفاء استراتجيين لسوريا ،وهي عربدة من نوع ِ فريد ،واستعراض لقوة الرئيس الأمريكي دونالد جون ترامب ، وفرض الهيمنة الأمريكية على العالم أجمع، وكأنه يريد توصيل رسالة مفادها ...أنا هنا فهل من مبارز ...؟! وهي سياسة تطبيقية للمثل الشعبي المصري الشهير " اذبح لها القطة ليلة عرسها " وهو مثل دارج يبين فيه الرجل فحولته ،وقوته ..! وكذلك ما حدث في سوريا مؤخرا من ضرب مطارها العسكري هو أيضا سياسة تطبيقية للمثل الشعبي :" اضرب المربوط فيخاف الفالت " ...! وما أكثر المربوطين ،في بلاد العُرب أوطاني ،وكل العرب إخواني ...!
بقلم /حامد أبوعمرة