حلمت أنا العبد الفقير أبو لسان منشار.. بعدما نمت في العصرية كمدا على رحيل الشاعر الصديق( احمد دحبور) أبو يسار ومن فبله شاعرالارض والنساء (عمر خليل) في آذار..
شفت اللهم اجعله خير... اني مرضت بعد اكتئاب ولم يسأل عني احد .. لا بنت ولا أخ ولا ولد... ولازميل عمر ولاسند ولا وزارة سقافة نفاق ولا صحافة مسح جوخ في جزر الواق واق ولا اتحاد كتاب مشلول أبدي و معاق ولا حتى وتد من مخاتيرالهيات أو وطنجية وسحيجة البلد..!! مع ان اصحا بي العيرة ومعارف الاهل والجيرة واصحاب المصالح وطلاب العون والمدد كانوا على بابي زي الزتون في اللمون ليس لهم عدد..!!
ياويلاه...كأني لم اقض عمري شاعرا عاشقا متصعلكا منذورا للوطن ولا مرب لاجيال أربع عقود من نكد الزمن..ولا كاتبا ساخرا صال وجال واتبهدل في غمار النت والفيس مقاتلا جريئا للاحتلات المتتالية الطافحة بالفساد والقهر والعفن..!!
بكيت من وحدتي وغربتي الزمان والمكان ما بكيت وقد دعوت ربي ..( اللهم لاتكلني لأحد سواك ... ولا تجعل بشرا أي بشر..حطابا كان او نصابا واسطة بيني وبينك ..اللهم اني ارجع اليك بسلام كما رجع عمر الخيام فان كنت ستعذبني في الاخرة فلا تعذبني في الدنيا..!! ) وما ان اكملت دعائي حتى فاضت روحي الى بارئها مع الشهادتين وانسلت من شرنقة الحياة سهلة كأنها فراشة لوز..!
غسلوني أي كلام وكفنوني وأنا في حالة استسلام تام وخدرسرمدى وهيام ... وحملوني ليصلى علي في مسجد الحارة عشرة على عجل والامام الامير مقطب الجبين غير راض عن المسجى لانه لم يكن من المريدين البررة المبشرين بالكبونة..!! ولم يكن كالجار المؤمن التقي الذي يستغل نفوذه في لجنة الزكاه..!!
اسرع سبعة من الشباب كي يتخلصوا من هذا الهم اللي اسمه توفيق.. وصوت فدعوس يقترب كانه يحتفل بالمناسبة فالقوني ككيس تبن في سيارة الدار الاخرة وحولي من الصبيان عشرين.. ينكت البعض منهم ويتحدث البعض الآخر عن عباس وحماس واخرون عن برشلونة وريال مدريد.. واولادي كلهم في حالة صمت يفكرون في معركة الميراث !!
وصلوا بي الى المقبرة الثانية حيث ترقد امي فلا وسع لي قرب قبر ابي .. كل قرية لها مقبرة لامجال لغريب ان يدفن فيها ..سخرت من العنصرية والتمييز حتى الموت...والضجيج والضحك من حولي ولا كانهم في جنازة الى ان صمت الجميع ولقنني شيخ الفتنة القطبي بلهجة المنتصر وهو الذي تمنى استتابتي كما فعل مع رفيق رحل ..!! فقد علمني و كرهني لاني لم اتخرج من بين يديه مريدا مطيعا بلا عي كما اراد و خذلته عندما نشأت ناصريا يساريا مريدا لغسان كنفاني وناظم حكمت وبابلو نيرودا ..!! فكفرني وشهر بي وبرفاقي من على المنابر ..!! ولم يحضر عزاء ابي الذي كان يصدقه ويثق به قائلا لحواريه (لا عزاء لكافر)..!! وبعد وقت ذهبت الى قبر ابي صارخا .. انهض يا ابي المغفل .. فشيخك الذي كفر وخون من يسكن مشروع ام قرص هو اول من سكن..!!
عاد المشيعين من حيث اتوا.. وتركوني وحيدا في ظلمتي ولم يدركو ان روحي تتابعهم كطائرة استطلاع وهم يتنفسون الصعداء وهبطت حيث نصب العزاء امام البيت العامرالذي شقيت وحفيت واقترضت واستدنت حتى بنيته.. وبدأ مع صلاة العصر يتوافد المعزون واولادي وبعض اقاربي يصطفون متصنعين الحزن ويتقبلون العزاء ..والمعزين الكارهين لسيرتي ووجودي يقولون (والله ابوكو كان حبيبنا الله يرحمه )..!! وعيونهم الكاذبة تقول الله يجحمه..!!ويشربون القهوة السادة مع التمراستكسابا ويتهامسون ويتضاحكون لا يسمعون تلاوة الشيخ الطبلاوي( يا أيتها النفس المطمئنة ....) وابتساماتهم الصفراء تفضح انيابهم..!!
حتى المدينين لي بمال من سنين صمتوا وغادروا..!!
في المساء علا الضجيج والصراخ بين الاولاد والبنات وامهم التي تقول لهم باكيةغاب القط ..العب يافار..!! وهي التي نشفت ريق القط وانتصرت دوما للفئران وتدخل الجيران قائلين عيب ياناس لسه الرجل مابات في القبر ليلة .. قولوا الله يرحمه..على ايش مستعجلين..!!
كانت روحي تنظر اليهم باندهاش وحسرة... وا اسفاه كأني لم ارب واعلم وانما كنت رصيدا اهبل.. لم اتعلم من تجارب استاذي (مفتاح) الذي خلف أطباء وطبيبات وقضي في بدروم البيت الذي بناه.. واستاذي (خليل ) الذي ربى بديمقراطية وفارقه الجميع فمات قهرا في المستشفى! ولم اتعلم من جاري ( أبو همام )الذي وزع وقسم الغنائم وهو حي!!
صحوت من حلمي على صوت احد ابنائي ينادي علي في منفاي الاختياري الصغير( يابا..جيت اطمن عليك) فوجئت فأنا لم أعهد هذا السؤال من قبل... نظرة عفوية الى تاريخ اليوم جعلتني ابتسم فاليوم كان اول ابريل !
عدت الى اجترار همومي الشخصية والبيتية والوطنية وقمت اشحن البطارية لان الكهربا ستقطع 4ساعات بأمر الحاكم الفصيل !
و الحمد لله على كل حال وهو حسبي ونعم الوكيل
توفيق الحاج