معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها نسورنا البواسل في سجون الاحتلال ستشكل استنهاض لطاقات شعبنا الفلسطيني النضالية ، ومن واجبنا جميعا الوقوف إلى جانبهم ومناصرتهم وإسنادهم في هذه المعركة المفصلية التي يخوضونها ضد إجراءات السجان ، فقضية الأسرى قضية شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته ونسيجه ولا تخص فصيلاً بعينه فهي قضية شعبنا الأسير بكامله والذي يرزح تحت الاحتلال .
يتميز هذا الإضراب بمشاركة أكثر من ألف وثلاثمائة أسير فلسطيني وفي مقدمتهم عدد من رموز الحركة الأسيرة منهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات ، الذين يطرحون عدداً من المطالب المعيشية الحيوية كالعلاج الطبي والزيارات والعزل الإنفرادي والحقوق المباشرة، إلى جانب عدد من المطالب السياسية كالاعتقال الإداري.
إن خبرة الحركة الأسيرة، وتاريخها النضالي المجيد، وصلابة القادة وعموم الأسرى فضلاً عن وحدتهم، فهي توفر الأساس الموضوعي لبدء تحرك جدي ومؤثر، يعيد الاعتبار لقضية الأسرى بوصفها قضية حرية وحقوق إنسان، وجزءاً لا يتجزأ من حرية الشعب الفلسطيني، لكن النجاح في هذا الهدف يعتمد بشكل كبير على استنهاض الحركة الجماهيرية لنصرة الأسرى سواء في الوطن أو في الشتات.
فمن المهم جداً إبراز الأبعاد القانونية والسياسية والإنسانية لقضية الأسرى، فهؤلاء هم نسور حرية الشعب الفلسطيني، واعتقالهم هو قرار لا إنساني من قبل كيان لا يقيم أي اعتبار أو وزن للقانون الدولي أو حتى الإنساني، وهو جزء من العقاب الجماعي الذي يمارسه على أبناء شعبنا الفلسطيني، وفيما يلي بعض المؤشرات التي يمكن التركيز عليها للإضاءة على هذه الجوانب :
- يوجد في السجون الإسرائيلية حوالي سبعة آلاف أسير وأسيرة فلسطينية، والعدد مرشح للارتفاع دائماً بسبب حملات الاعتقال الجماعي.
- 600 أسير من هؤلاء هم معتقلون إداريون، أي دون تهم ودون محاكمة، واعتقالهم قابل للتجديد وهم في الغالب يعتقلون بسبب آرائهم ومواقفهم السياسية أو للاشتباه بانتمائهم لأحد الفصائل الوطنية الفلسطينية.
- بين الأسرى 700 حالة مرضية، بينهم 85 حالة صعبة جداً.
- من بين المعتقلين 30 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 25 سنة، اي ما قبل اتفاق أوسلو، والأسير نائل البرغوثي أمضى حتى الآن 37 عاماً في المعتقل وهو رقم قياسي على مستوى العالم.
- 500 أسيراً وأسيرة محكومون بالسجن المؤبد أو مدى الحياة.
- 300 من بين الأسرى هم أطفال وفتية دون سن الثامنة عشرة، وبعضهم حوكم لسنوات طويلة رغم ذلك، كما أن من بين هذا العدد 52 أسيرة.
- بين الأسرى 8 نواب منتخبين في المجلس التشريعي الفلسطيني، أحياناً تشن سلطات الاحتلال حملات اعتقال جماعية تطال نواب ووزراء حركة حماس ما يؤكد أن الاعتقالات سياسية وبقرار حكومي انتقامي.
ومن الملاحظ مما سبق عزيزي القارئ بأنه لا يوجد بيت في فلسطين لم يكن فيه أسير أو أسيرة، وتجاوز عدد حالات الاعتقال منذ الاحتلال عام 1967 المليون أسير وبإضرابهم الذين يخوضونه اليوم فإنهم يثبتون للعالم أجمع أنهم أقوى وأكبر من هذا السجن الذين يقبعون به وليثبتوا بإرادتهم أنهم سيهزمون بأمعائهم الخاوية الأسوار العالية .
بقلم/ أ. وسيم وني