لن يتورط أمام حماس للقبول بعدة سيناريوهات وإن كانت التصريحات المتبادلة وزيادة حدتها يوما بعد يوم من كلا الطرفين، تعطي تصعيدا نحو تجذير النقاط الخلافية حول تسليم غزة والرواتب، وأزمات غزة لتدخل في جذور الاختلاف البرامجي وحول برنامج منظمة التحرير والتنسيق الأمني والاعتراف بإسرائيل والمبادرة العربية في كل الاحوال ،كما قلت أمام حماس خيارات متعددة من الإملاءات وليس التفاوض والنقاش الذي يحملها وفد عباس وخاصة بعد انسحاب فتوح وصيدم ويبقى الوفد ضفاوي بامتياز بمن لهم خلفية فئوية ويكرهون أبناء غزة ويتحكم في إدارة الملف لدى حماس بمقدار ما توظفه إقليميا ودوليا للرد على تلك الإملاءات....
السيناريو الأول:-قبول حماس بالحل كرزمة واحدة بما فيها كل موظفي غزة، وهي ليست قلقة من ذلك لأن لديها القوة على الأرض تستخدمها وقتما تشاء، فيمكن قبول حكومة وحدة وطنية،،لا تحمل ملفات سياسية...
السيناريو الثاني:-طرح مبدأ الكونفدرالية بناء على إقرار حكومة رامي الحمد الله،،و تحويل المحافظات إلى أقاليم...
السيناريو الثالث:-رفض الإملاءات وهذا يمكن أن يكون خيارا إذا توفرت قوة إقليمية ودولية لوجستية داعمة لذلك...
السيناريو الرابع:-دخول حماس بمواجهة وكسر العظم الذي يفرضها عباس بمواجهة مع الاحتلال تعيد ترتيب الأوراق في الساحة..
السيناريو الخامس:-عقد المجلس التشريعي وإسقاط شرعية عباس بعد مظاهرات مليونيه في غزة وهذا يعني أصبحت المعركة معركة صراع على الشرعيات وفي القاموس السياسي لها مفاهيم متعددة إقليميا ودوليا، وخاصة أن زيارة عباس التي يمكن أن تؤجل لترامب، يذهب وهو فاقد الشرعية ولا يسيطر على مناطق السلطة وانقسام في الضفة وغزة ويمكن لحماس أن تدمج أكثر من سيناريو في خيار واحد..
أعتقد أن هدف عباس الاستراتيجي بعد تفكيك الضفة وتلغيمها بالاستيطان قد يريد أن يفرض واقعا قبل رحيله بروابط مدن وتقاسم وظيفي مع الاحتلال ودولة في غزة، تمشيا مع سيناريوهات دولية وإقليمية وتنتهي قضية العودة واللاجئين بالتوطين والتعويض ونهاية البرنامج الوطني المعاصر..
عباس لا ينطق على الهوى فشروط مبعوث ترامب التي سميتها التسع القاتلات فلا فائدة من زيارته لترامب إلا بعد تحقيق تلك الشروط
وهنا حماس ممكن أن نثبت شرعيتها إقليميا ودوليا بعد تعديل ورقتها بإسقاط تلك الشرعية. وباتباع أكثر من سيناريو وخاصة السيناريو الخامس...
مبعوث ترامب تحدث عن حل اقتصادي وثقافي وبالتالي أمريكا قد تقبل بروابط مدن وتبادل وظيفي في الضفة واتصال بكونفدرالية مع دولة في غزة...أما بخصوص دحلان فأعتقد استقرائيا بأن لديه جاهزية وطنية إنسانية لمساعدة أهل غزة وإدارة مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية،،والعمل على حل الأزمات وهناك من يدعو دحلان للدخول في تلك المعادلات بين رام الله وغزة ولكنني لا أعتقد بأنه سيتورط في موقف يحسب عليه وطنيا وعاملا في تنفيذ سيناريو عباس الانفصالي ونهج حماس الحزبي واحتكارها للقرار في قطاع غزة بل مازالت رؤية دحلان إصلاح داخلي في فتح والحركة الوطنية وإصلاح النظام السياسي وتوحيد البرنامج بتوافق الحد الأدنى بين جميع القوى وإغلاق ملف أوسلو وإعلان الدولة على أراضي الضفة وغزة بناء على قرار الجمعية العامة ووقف التنسيق الأمني واستخدام كل أوراق القوة لنيل الاستقلال ووحدة ما تبقى من أرض الوطن وعليه قام دحلان بالموافقة على مبادرة الجهاد الإسلامي وحوار بيروت من أجل مؤتمر وطني يعقد في الخارج تشارك فيه كل القوى الفلسطينية وبصدد تجديد مؤسسات منظمة التحرير والاتفاق والتوافق على برنامج سياسي موحد لمواجهة المرحلة،،أعتقد هذه ثوابت دحلان الوطنية والتي تتنافى مع كل حملات التصعيد والتهديد الوعيد الذي رافق تهديدات عباس بأخذ إجراءات قاسية بحق غزة ومن المؤكد أن الحركة الوطنية الفلسطينية والبرنامج الوطني بالعمق الاستراتيجي هو المستهدف وليس حماس فقط بل كل المكون البشري والسياسي في غزة...
(سميح خلف)