معركة الحرية والكرامة يوم الأسير الفلسطيني

بقلم: سامي إبراهيم فودة

أكتب بمداد قلمي وأطرز بأزيز الرصاص كلماتي إلى من غير التاريخ وصوب اللغة وأقلق مضاجع العدو وزرع الرعب قي قلوبهم وأضاء قرص الشمس في زمن الإذلال ومرغ جبروت الطواغيت في التراب وكسر القيد وهزموا الاحتلال,وجعل من ظلمة السجن منارة وقلعة للثائرين ومن قهر السجن وظلم السجان فرسانً تمتطي الخيول صوب القدس تدافع عن الأوطان,أكتب لكم يا صناع المجد وعشاق الحرية,تحية شموخ وإباء,تحية عز وكبرياء,تحية فخر وولاء لكم أنتم أسرانا وأسيراتنا الأوفياء,تنحني الهامات إكباراً وإجلالاً لكم وتشمخ النفوس الشريفة بصبركم وتبتهج الدنيا ومن عليها بشموخ عزتكم أيها الأسرى الشرفاء..
ها هم نسور الفضاء تحوم في عناء السماء وأسود القلاع الكاسرة في عرينها تزأر في مواجهة أعدائها بأمعائها الخاوية وسلاحها الرادع,ها هم رجال البندقية والشرف الرفيع يتسابقون نحو الميدان مندفعين نحو شرف التمثيل والمشاركة في معركة الحرية والكرامة,ليسجل التاريخ أسمائهم بأحرف من نور ونار في سجلات البطولة والشرف والإقدام,فقد شرع أكثر من (1300) أسير فلسطيني من رجالنا البواسل الصناديد إضراباً مفتوحاً عن الطعام صباح يوم الاثنين في سجون الاحتلال بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف في السابع عشر من نيسان من كل العام,فقد اخرج مئات الأسرى المناضلين القابعين في السجون الإسرائيلية(نفحة,وعسقلان,وجلبوع,وريمون,وهداريم,وبئر السبع)كافة الأطعمة الموجودة في غرفهم,وأعلنوا بدأ إضرابهم المفتوح عن الطعام بقيادة القائد الفتحاوي عضو اللجنة المركزية مروان البرغوتي"أبا القسام"رافعين شعار الحرية والكرامة.....
احتجاجاً على الإجراءات القمعية التي تمارس بحقهم,وقد جاءت هذه الخطوة النضالية رداً على سياسة العدو القمعية الذي ينتهجها ضد الأسرى وخاصة بعد عدة لقاءات فشلت فيها كل الحوارات والنقاشات مع ما يسمى إدارة مصلحة السجون بتحقيق مطالبهم,علماً قدموا الأسرى المناضلين مساء الأحد لمصلحة السجون الإسرائيلية قائمة بـ 7 مطالب رئيسية قبل شروعهم بخوض إضرابهم المفتوح عن الطعام ومن أبرزها حقهم بالزيارة وانتظامها,ورفض لسياسة الإهمال الطبي,وإنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري والسماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية،مطالبين إدارة مصلحة السجون بتحسين ظروف حياتهم الاعتقالية ووقف كافة أشكال الإجراءات التعسفية والقمعية التي تستهدف النيل من صمودهم وثباتهم...
وعلى الفور وكما كان هو متوقع فقد شرعت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية باتخاذ الإجراءات القمعية بحق الأسرى المضربين عن الطعام رداً على قيام الحركة الأسيرة بإضرابهم الجماعي لمواجهة خطوة الأسرة وإفشال اضرباهم,ومن هذه الخطوات التعسفية هو إقامة مستشفى ميداني في صحراء النقب لاستقبال الأسرى المضربين ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية الإسرائيلية واتبعتها بحمله تنقلات للأسرى المضربين ولقيادات الإضراب,حيث طالت في هذه الحملة كلاً من الأسيرين مروان البرغوثي وكريم يونس من سجن"هداريم"إلى عزل"الجلمة"ونقل الأسرى محمود أبو سرور وأنس جرادات وناصر عويس ومحمد زواهرة من سجن"نفحة"إلى عزل "أيلا"، بالإضافة إلى نقل 31 أسيراً من سجن "ريمون"إلى سجن"نفحه"كما تم مصادرة ممتلكات الأسرى المضربين والإبقاء على الملابس التي يرتدونها فقط لا غير وتم تحويل غرف الأسرى إلى زنازين عزل وحجب المحطات التلفزيونية المحلية والعربية ووسائل التواصل مع العالم الخارجي عنهم كعقاب جماعي لردعهم..
حيث دخل نضال معركة أسرانا البواسل داخل باستيلات العدو اليوم الثلاثاء إضراب الحرية والكرامة يومها الثاني على التوالي بمشاركة مئات الأسرى الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة وهم في تزايد من هذه المعركة,وتشديداً لإجراءات القمعية الصهيونية أقدمت إدارة مصلحة بإبلاغ السجون الصليب الأحمر بوقف زيارات الأسرى لعائلاتهم حتى شعاراً أخر كإجراء عقابي بحقهم.فانتفضت فلسطين والعواصم العربية والإسلامية وقوفاً كأشجار الزيتون والصنوبر الشامخ إلى جانب أسرانا البواسل دعماً وإسناداً لمواقفهم البطولية المشرفة في معركة الحرية والكرامة ومواجهة إدارة مصلحة سجون الاحتلال,حيث شاركت جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ودول العالم في مسيرات حاشدة في يوم الأسير الفلسطيني وتأكيد منها على الوقوف مع الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية معلنين تواصلهم وتضامنهم بالفعاليات التضامنية مع الأسرى والمضربين عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم العادلة وانتصارهم على الاحتلال في معركة الحرية والكرامة بإذن الله....
المجد للشهداء والحرية لأسرى الحرية ....
ستنتصر أمعائكم الخاوية على جرائم الاحتلال الزنيم...

بقلم الكاتب //سامي ابراهيم فودة
[email protected]