إضراب الحرية والكرامة والعقلية الإسرائيلية

بقلم: سامي إبراهيم فودة

دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في معركة الحرية والكرامة إضرابهم المفتوح عن الطعام اليوم الأربعاء يومهم الثالث على التوالي بقيادة القائد الشجاع والمناضل الفذ والقائد الوطني الكبير مروان البرغوثي والذي بدأ في زنازين وسجون الاحتلال منذ يوم الاثنين الموافق17 ابريل 2017 ثابتين على مواقفهم عازمين على المضي في معركتهم ومتمسكين بحقوقهم الإنسانية المشروعة التي كفلتها كافة المواثيق والقوانين الدولية لهم,رغم كل الإجراءات التعسفية والقمعية الغير قانونية بحقهم في محاولة يائسة من قبل إدارة مصلحة السجون لنيل من إرادتهم وصمودهم وكسر إضرابهم وإفشاله....
فكثير ما نجد قديماً وحديثاً من قادة الاحتلال المجرمين في تصريحاتهم العدائية يطالبون فيها بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين وتأتي هذه المطالبات في إطار ممنهج وليست عفوية ضد الأسرى من تشويه صورتهم والإساءة لسمعتهم وتصويرهم أمام الرأي العالمي المغيب عن حقيقة الصورة بأنهم مجرمين قتلة وخارجين عن القانون,وقد رأينا على مدار سنوات الاحتلال الصورة الوضيعة لدويلة الكيان الصهيوني الزنيم وهو يقوم بالتحريض السافر والمفضوح على كافة الأصعدة والمستويات العالمية عبر منظومة إعلامية لا تتوقف عن محاربة شعبنا الفلسطيني وأسرانا البواسل القابعين خلف القضبان والأسلاك الشائكة,وبين الفنية والأخرى تجدهم يصورون شعبنا الفلسطيني بأنهم عبارة عن مجموعات إرهابية قتلة أيديهم ملطخة بالدماء الإسرائيليين الأبرياء والقانون لا يكفل لهم الحرية ومعاملتهم كأسرى حرب....
فمن خلال متابعتي لقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية وإضرابهم المفتوح عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية نجد الكثير من قادة الاحتلال الصهيوني يبثون سمومهم كالأفاعي على شعبنا ويتخبطون في تصريحاتهم اللعينة,فمنهم وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان في أول تصريح له رداً على قيام الحركة الوطنية الأسيرة بالشروع في إعلان إضرابهم الجماعي المفتوح عن الطعام نجده قد طلب من وزارة الصحة الإسرائيلية إعداد مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين من بين المعتقلين الفلسطينيين المضربين وسوف يتجاهل إضراب الأسرى ولن يتعامل مع إضرابهم حتى بعد 35 يوماً وأضاف أنه “سيتم تغذية المعتقلين، الذين قد يكون هناك خطر على حياتهم بسبب الإضراب، بشكل قسري، وفقًا لقانون أُقر في الكنيست (البرلمان) العام 2015، وأيدته المحكمة العليا العام الماضي....
كما نجد وزير الاستخبارات والنقل في الحكومة الإسرائيلية يسرائيل كاتس في تصريحات له قد طالب في أول يوم لإضراب الأسرى إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين ولا يختلف عنهم وزير الجيش الإسرائيلي افيغديو ليبرمان فقد طالب باعتماد سياسة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام,ويلمح ليبرمان في تصريحه إلى السياسية النازية التي تعاملت بها تاتشر آنذاك مع إضراب مناضلي الجيش الجمهوري الايرلندي عن الطعام عام 1981، حيث رفضت التفاوض معهم مطلقاً ما أدى إلى وفاة عشرة منهم، كان أولهم المناضل الايرلندي الشهير بوبي ساندز، الذي توفي داخل السجن البريطاني عن 27 عاماً بعد إضراب عن الطعام استمر 66 يوماً امتنع فيها عن تناول أي طعام....
من جهة أخرى هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسرى الفلسطينيين والمضربين عن الطعام واصفاً إياهم بأنهم ثلة من القتلة والمخربين واعتبر من جانبه أن دويلة الكيان المسخ هي الطرف العادل والأخلاقي أما الطرف الأخر غيرعادل وغير أخلاقي وقد هاجم صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لوصفها النائب الأسير مروان البرغوثي بالنائب البرلماني والقيادي فلسطيني".وقال: قرأت مقالاً نشر في صحيفة النيويورك تايمز،يعرض الإرهابي الكبير البرغوثي كأنه نائب برلماني وقائد,لم يكتفي عند هذا الحد من تصريحاته العدائية بل راح ينعت القيادي البرغوثي بأنه (زعيم سياسي) يشابه وصف بشار الأسد كأنه طبيب أطفال...
عاش نضال شعبنا الفلسطيني - الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل - والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار
بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة
[email protected]