تعقيبا على احدث مستجدات ازمه الكهرباء: تجدد الازمه وتصريح ميلادينوف واختطاف الزق

بقلم: سهيله عمر

1. قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في تصريح صحفي: " الفئة الأفقر من الفلسطينيين في غزة هم الذين يدفعون ثمن الاستثناءات والامتيازات التي يتمتع بها البعض الآخر .أتابع بقلق شديد الوضع المتوتر في غزة، حيث تتكشف الآن أزمة الطاقة من جديد، وإصلاح شركة توزيع الكهرباء في غزة أمر ضروري، لتحسين تحصيل الإيرادات والشفافية، بما يتماشى مع المعايير الدولية. ومن الضروري أن تضمن سلطة الأمر الواقع في غزة تحسين معدلات الجباية، وأن يتم إرجاع العائدات التي يتم جمعها في غزة إلى السلطات الفلسطينية الشرعية، من أجل الحفاظ على تدفق الوقود والكهرباء. وينبغي للمجتمع الدولي أن يمول ويدعم هذا الإصلاح، فضلا عن الاستثمارات اللازمة في الحد من خسائر الكهرباء، وتحسين الشبكة في غزة، الا أنه لا يستطيع ذلك بمفرده، وهذا يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع تسهيل الحكومة الفلسطينية شراء الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة، في ظل ظروف تخفيف مؤقت، أو تخفيض كبير للضرائب ذات الصلة المفروضة على الوقود".

وتعقيبي الخاص، اعتقد ان ميلادينوف في تصريحه قدم اعترافا دوليا صريحا بوجود فشل في ادارة سلطه الطاقه وشركات الكهرباء مع تسليط الضوء على بعض مظاهر هذا الفشل الاداري. لكن اضيف الى تصريحه ان السبب الرئيسي لازمه الكهرباء ان قطاع الطاقه محتكر من مجموعه من المتنفذين الغير متخصصين بمجال هندسه القوى وهم يمارسون ديكتاتوريتهم وفسادهم بدون اي محاسبه. وفوق ذلك هم تحت حمايه الاجهزه الامنيه فلا يسمح للناس الاحتجاج على ازمه الكهرباء. في نطاق سياستهم، انهم يتعمدون اقصاء المتخصصين بمجال الطاقه خشيه وصولهم لمنصب عالي وقد كنت ابرز ضحاياهم حيث عملوا على منع عملي في سلطه الطاقه وشركات الكهرباء ومنذ عام 1998 مع انني حاصله على درجة الدكتوراه تخصص هندسة القوى وخبيره في مجال تكنلوجيا المعلومات. ارجو العوده لمقالي:"من فنون نهج الاقصاء الوظيفي في سلطه الطاقه وشركات الكهرباء في غزه" للتعرف على التفاصيل.


2. تم اختطاف القيادي محمود الزق من قبل مسلحين وتعذيبه ثم اطلاق سراحه بعد مطالبته بعدم الحديث في السياسه. وادكر اني قرات مطالب لعناصر لحركة حماس بمعاقبته على تعليقاته عن ازمه الكهرباء في صفحته وخلال استضافته في القنوات التلفزيونيه. والاغرب ان عمليه اختطافه تمت بعد تصريح ميلدينوف الذي يتبنى نفس رؤيه الزق بخصوص اسباب ازمه الكهرباء. ومن ثم اتوقع ان يكون السبب الرئيسي لاختطافه هو تعليقاته بخصوص ازمه الكهرباء. ولا ننسى استدعاء بعض قاده الشباب الحراكي على اثر ثورتهم على ازمه الكهرباء، وتم مطالبتهم ايضا بعدم قياده احتجاجات عن الازمه.

وتعقيبي الخاص: انا شخصيا اكن باعجاب للقيادي محمود الزق لانه اكثر القيادات صراحه وشجاعه في التعبير عن ازمات القطاع. وهو القيادي الوحيد الذي ارى انه قادر على ان يخمن المسئول عن اي ازمه نتعرض لها وان يواجه المسئول بالخلل الذي لديه، خاصه في ظل المناكفات لالقاء المسئوليه بين قيادات فتح وحماس. واذكر انني سالته مره:" الا تخشى ان تنتقد حركة حماس وانت تحت حكمها وقد تعتقلك في اي لحظه". فرد علي:" ان المناضل الذي يقرر النضال لا يهمه عواقب نضاله". لذا منه تعلمت الشجاعه في ابداء رايي. ولا افهم، محمود الزق هو اسير محرر اعتقل منذ كان عمره خمس عشره سنه اي قبل ما يكون هناك حماس او فتح او شعبيه، و كان محكوما بثلاث مؤبدات وقضى منهم خمس عشره سنه حتى خرج في صفقه تبادل اسرى، وابعد من فلسطين حوالي ثلاثين عاما ليناضل في بلاد الله من اجل فلسطين. فكيف له ان يتوقف عن الكلام عن السياسه وهي في دمه وكل تاريخه. فكفى اقصاءا وتهميشا للاخرين لتشعروهم انهم رهن اوامر اولي الامر.


3. بشرتنا شركة الكهرباء للتوزيع بتجدد ازمه الكهرباء مع ايقاف المحطه لعدم قدرتها على شراء وقود بعد اعاده فرض ضريبه البلو. وكالعاده تم اخفاء التفاصيل من البيان فيما يخص مقدار الاعفاء من ضريبه البلو واكتفت الشركة بذكر انهم كانوا يشترون الوقود عندما كان ياتي كمنح بحوالي 20 مليون شيكل شهريا لتشغيل مولدين، وبعد اعاده فرض ضريبه البلو فقد ارتفع السعر الى حوالي 50 مليون شيكل شهريا. ومن ثم اتوقع انه لا يوجد اي اعفاء من ضريبه البلو. فردت عليها سلطه طاقه الضفه ان الاموال التي يتم جبايتها يجب ان تحول لشراء الوقود بالكامل بغض النظر عن الضرائب المفروضه.


وتعقيبي الخاص: اتسائل اذا كان ما يتم جبايه بافضل الاحوال حوالي 40 مليون شيكل شهريا شامل استقطاعات رام الله من موظفي السلطه التي تبلغ حوالي 6 مليون شيكل شهريا. اي ان الجبايه بيد الشركه في افضل الاحوال هي حوالي 34 مليون شيكل شهريا. فكيف ممكن ان تغطي الشركه سعر الوقود مع ضريبه البلو الذي يقدر ب 50 مليون شيكل ؟؟ الحديث عن الفاقد الذي يصل ل 40 % وليس له فواتير رسميه هو امر اخر يتم معالجته على المدى الطويل. الكهرباء احتياج انساني، والمواضيع الانسانيه لا يمكن ان تحسم بالتعنت والتنصل من المسئوليه. ولو عملنا استبيان لمعرفه لماذا هاجر الشباب او يريد ان يهاجر او لا يريد العوده لغزه ستجد ان ازمه الكهرباء هي السبب الاول. اي ان ازمة الكهرباء نجحت في تهجيج اهل غزه، الامر الذي لن يستطع ان يصل له الاحتلال الا بترسانته المسلحه. وتخيلوا لو كان هناك ايضا ازمه اتصالات ونت سنجد ان اكثر من ثلثي الشعب قد هاجر. الحرمان من الكهرباء والاتصالات والنت هي احدث الاسلحه المستخدمه لقهر الشعوب. لذا ارجو من سلطه طاقة الضفه التخفيف عن الناس باعفاء الوقود من الضرائب. وان اصرت سلطة طاقة الضفه على فرض الضرائب، فاقترح انه مادام الوقود الذي يشترى كمنح من قطر وتركيا يكون بلا ضرائب، فالتدفع شركة الكهرباء للتوزيع اموال الجبايه لقطر او تركيا وتطلب منهم ان يشتروا الوقود من الضفه كمنحه وبهذا لن يفرض عليه ضرائب . او لتسلم حماس سلطه الطاقه وشركة الكهرباء للتوزيع لحكومه الوفاق فورا ولتطلب منها ان تتولي الجبايه ومشاريع الكهرباء وشراء وقود وحتما لن نسمع عن ضريبه بلو بعد ذلك وستبدا مشاريع الكهرباء فورا .

سهيله عمر
[email protected]