احترام عقولنا تجربتنا وتاريخنا ... ثقافتنا وحضارتنا ... مسألة ضرورية وهامة يجب ان تكون بالأساس أحد منطلقات العاملين بالمجال السياسي والفصائلي ... والذين يحاولون وفق مفهوم مصالحهم وذاتيتهم بأخذنا يمينا ويسارا ... وتلقيننا دروسا ... وكأنها الحقيقة التي لا تقبل الجدل والنقاش ... لأجل تمرير رؤيتهم ومواقفهم ... والتي يحاولون فيها التأكيد والاصرار على أنهم ليسوا بالمخطئين ... بل وأنهم لا يحاسبون ... وأنهم فوق الشبهات والاخطاء ... وأن كل ما يقولونه ... ويفعلونه ... يمثل ناصية الحقيقة ... ورايتها المرفوعة .. التي لم تسقط أمام رواية أخرى ... كما أنها الرواية الصادقة المتجددة التي لا تسقط بالتقادم ... حتى وان امتلأت الارض والسماء بأخطائهم وسلبياتهم وتناقضاتهم .
هذه الحقيقة المرسلة من وجهة نظر اصحابها يجب تصديقها والعمل بها وبالأساس الاعتراف بها ... والا فان من لا يصدقها سيبقى يضل الطريق ... ولن يصل للحقيقة من وجهة نظرهم .
القضايا والازمات المتفاقمة والمتصاعدة وعلى رأسها الانقسام وتبعاته ورسائله الاعلامية ... وما يعكسه على القاعدة الجماهيرية من اضرار ...وتبعات... ودفع للأثمان ... وما يجري بحياة الناس من اعباء لا تعد ولا تحصى ... أوصل البعض الى حالة من التقاعس والبلادة وعدم المسؤولية والاستهتار بمصالح الناس .
وهذا ما يجعلنا أمام خيارين ... اما الموت البطيء والسكوت على ما نحن عليه ... واما الحديث واعلاء الصوت والدخول بحوار اعلامي عبر القلم والورق ووسائل التواصل ....وبما هو متاح من أثير وهواء لكي نوصل رسالة لا زالت تتجدد بمحتواها ومضامينها وأهدافها ... رسالة لا تحتاج الى انطلاق لمعرفة الجميع بها ... لكنها رسالة تعيد التذكير والذاكرة.... الى كل من فقدوا ذاكرتهم.... وغابت ضمائرهم ... ولم يعد بعقولهم ما يمكن أن يفكروا به لمصلحة هؤلاء الناس الذين يعتصرون بألآمهم ... ويحترقون بأعصابهم ... ويموتون انتحارا ومرضا وادمانا بفعل ظروفهم التي تقسوا عليهم ... والتي تحرمهم من انسانيتهم وأخلاقياتهم ... حتى اصبحنا وامسينا على افعال مشينة لم نعد نصدقها ... ولم يعد بمقدورنا أن نفكر انها بالإمكان يمكن أن تحدث على أرضنا ... من خلال هذا الكم من الجرائم الذي افقد القلة القليلة كل ما يميزنا ... وكنا نعتقد انه مفخرة لنا وثقافة نعتز بها ...وأخلاقيات نرفع بها رؤوسنا .
أصبحنا بأوضاع مأساوية الجميع يعرفها ... لكن وللأسف الشديد لا أحد يعمل على وقف هذا التيار الجارف الذي يحرق الكثير ولا يبقي على ما كنا نعتز به من أخلاقيات وسلوكيات متوازنة ... أبقت على هذه الارض وداخل هذا الشعب الكثير الكثير من المثل والاخلاقيات والعلاقات الانسانية والاجتماعية والتي وفرت كافة المتطلبات الحياتية والخدماتية والرعاية الواجبة لكافة الحلول الكفيلة بما يمكن أن يطرأ من أزمات يمكن أن يعيشها 2 مليون نسمة من أبناء فلسطين.... الذين يعيشون بنسبة عالية من البطالة ... وبتدني واضح في الخدمات وبأزمات متفاقمة ومتصاعدة نتيجة الانقسام الاسود التي عصف بنا ودمر أجمل ما في حياتنا ... وجعل من واقعنا سمفونية حزينة لم يطرب منها الا من حقد علينا ....وعادانا ....وأراد أن يقذف بنا في بحرنا .
عدونا والمحتل لأرضنا هوا صاحب المصلحة والمستفيد الوحيد من استمرار هذا الانقسام الذي أضر بحركة حماس كما حركة فتح كما الكل الفلسطيني .
وأمام الحقائق .... واستخلاصات التجربة .....وما سمعنا وشاهدنا من تصريحات ومؤتمرات وحوارات والردود عليها ... نستخلص من واقعنا التالي :-
ان حركة حماس تعجلت أمرها ....وحسمت موقفها ....لتخسر بأكثر..... مما ربحت ....على المدى القريب والبعيد
فلو كان لدى حماس المزيد من الصبر والحكمة لنالت بأكثر مما تريد..... ولجعلت من نفسها بجداره بصدارة الحكم والاعتراف ... لكنها أخطأت بسرعة قرارها .. واليوم تكرر الاخطاء.... ولا تتعلم من الدروس والاستخلاصات بإصرارها على حكم منطقة محكوم عليها بالحصار ... وعلى شعب يعاني الويلات والازمات .
نحن بحالة جثة هامدة لا روح فيها ... ولا صوت ولا حياة ... يتحدثون ... ويصرخون ... ليسمعوا أنفسهم دون أن يستمع اليهم أحد ... فالأمور لا تسير الى حيث نتمنى ونريد ... ولكنها تستمر الى حيث يريد الاعداء لنا... وعليه فما هو قادم اما ان تكون حماس أحد المستفيدين والشركاء الحقيقيين ... واما أكتر الخاسرين وهذا ما لا نتمناه على الاطلاق ....باعتبار أن حركة حماس جزء من شعبنا ونضالنا الوطني .
هناك الكثير من الحقائق التي لا يمكن أن تغطي بغربال ....كما لا يمكن شطبها من الذاكرة الوطنية ولا حتي من مسيرتنا الكفاحية الممتدة منذ عقود طويلة ....ومن تلك الحقائق أن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ....ولا يوجد من يمثلنا غيرها .....وأن السلطة الوطنية الفلسطينية جاءت بقرار المجلس المركزي ووفق اتفاقية ابرمت بين منظمة التحرير وحكومة الاحتلال ....وأن السلطة الوطنية بمكوناتها التنفيذية والتشريعية محكومة بقرار مرجعيتها منظمة التحرير بمؤسساتها المجلس الوطني ...المجلس المركزي واللجنة التنفيذية ....وأن كافة المحاولات والادعاءات لا تفيد في تصحيح أوضاعنا .....وتصويب مسار نضالنا ...وتعزيز ديمقراطيتنا وشراكتنا .....وهذه ما يجب أن يعرفه ويدركه الجميع .
الكاتب / وفيق زنداح