برز اسم مروان البرغوثي على واجهات الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى وعلى أرض الواقع في الضفة أبان الانتفاضة الثانية واقترن اسمه بكتائب شهداء الأقصى وكان هو الوسيط بين تعليمات ياسر عرفات الممول الحقيقي لها وبين القاعدة الفتحاوية.
اعتقل مروان البرغوثي عندما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدن الضفة الغربية في وبتاريخ 15 / 4/ 2002 وفي ظل حصار مشدد على رئيس السلطة " ياسر عرفات " .
لائحة الاتهام الموجهة للبرغوثي :
ارتكاب 26 جريمة قتل والتواطؤ في القتل ومحاولات قتل والمشاركة في منظمة ارهابية وحيازة أسلحة ومتفجرات .
• الأحكام التي صدرت بحق مروان البرغوثي من سلطات الاحتلال :
خمس أحكام بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عام بتهمة القتل تم عزله في سجن هدريم ومن ثم تم نقله انفراديا ً في سجون بئر السبع.
• في داخل المعتقل يطلع مروان البرغوثي على جميع الصحف الإسرائيلية والعربية .
• تمكن من اجادة اللغة الإنجليزية والفرنسية .
• بالإضافة إلى تعلمه اللغة العبرية .
• مروان البرغوثي مؤمن ببرنامج أوسلو وعاد مع السلطة تحت غطاء اتفاق أوسلو .
• مروان يؤمن بأن التفاوض مع إسرائيل يجب أن لا يغفل سلاح المقاومة وعلى إسرائيل أن تتفاوض من خلال منطق المقاومة.
• شارك في اعداد وثيقة الأسرى .
• يلقى دعم من النائب والقيادي محمد دحلان
• قبل اعتقاله كان أمين سر لحركة فتح في الضفة الغربية .
• له قناعة أنه مؤهل كرئيس للسلطة الفلسطينية القادمة .
• تم تهميشة من مهام وحقائب المركزية من قبل عباس واللجنة المركزية رغم انه الحائز على اعلى الاصوات فيما يسمى المؤتمر السابع
بعد تلك المقدمة الموجزة عن مروان برغوثي والإعلام المرافق لتلك الظاهرة لقد اكتسب مروان البرغوثي قاعدة شعبية عريضة لبساطته وتواضعه ولتواجده في شارع الانتفاضة إلا أن بعض الكوادر الحركية تتحفظ على مروان البرغوثي كوجه يمكن أن يقود المسيرة الفلسطينية وشككت في دوره على قاعدة ولائه لتيار أوسلو .
التساؤلات:
هل مروان برغوثي يستطيع أن يحدث متغيرات لما نجمت عليها الأمور في قطاع غزة والضفة ؟؟؟
هل مروان برغوثي سيستطيع رأب الصدع والتفكك في أوساط حركة فتح وخاصة في أطرها وأجهزتها وبرنامجها السياسي ؟؟؟
هل خروج مروان البرغوثي من معتقله من خلال صفقة محررين سيكون بدون تعهدات وقناعات بأن مروان البرغوثي لن ينتهج نهج المقاومة وسينتهج نهج الرئيس الفلسطيني وكما يبدي وجهة نظرهم المحللين و وسائط إعلامية بأنه شريك مع النائب دحلان في مستقبل النظام السياسي القادم
للإجابة على تلك التساؤلات .
ليس سهلا ً أمام البرغوثي ان يتعامل مع اجابات واضحة لتلك التساؤلات للأسباب الأتية :
أن الوضع في الساحة الفلسطينية معقد أكثر مما تتناوله تقارير الأجهزة الاستخبارية العربية والغربية بدليل أن تلك التقارير لم تكن قادرة على وضع الحقائق بصورها الصحيحة عن قطاع غزة وردات الفعل للشعب الفلسطيني وردائه تقدير الموقف في عدوان اسرائيل على غزة عام 2014م
حركة فتح تحتاج أولا ً إلى توازن في برنامجها السياسي المنحاز تماما ً للخيار الأمريكي والإقليمي والذي ينتهج نهج القضاء على سلاح المقاومة وتبلور هذا التوجه من عدة قرارات اتخذها الرئيس بإلغاء سلاح الميليشيات في الضفة بدون التمييز بين سلاح الفلتان الأمني وسلاح المقاومة.
.
سيواجه مروان البرغوثي ساحات فصائلية تقودها العصبوية التنظيمية والقبلية والمناطقية والجغرافية ومنطق التشرذم في داخل حركة فتح أولا ً وفي الفصائل الأخرى ثانيا ً .
إذا نجحت الحسابات فلن يتسلم مروان البرغوثي قيادة فتح وقيادة السلطة إلا من خلال انتخابات ديمقراطية سواء في داخل حركة فتح أو على مستوى الشعب الفلسطيني و أعتقد قيادة منظمة التحرير لن تكون قادرة في مثل تلك الظروف على عقد المجلس الوطني الفلسطيني وليست قادرة في ظل حكومة التوافق المحدود في الضفة على فعل انتخابات رئاسية وتشريعية ، فالحركة تحتاج ‘إلى التناغم وأخذ الاعتبار لقواعدها وقياداتها بل إذا كان هناك مراهنة على مروان البرغوثي في اصلاح حركة فتح أولا ً القصة ليست قصة فرد وقدرات فرد بل بمقدار التالف والتعاون في برنامج مشترك مع القيادي محمد دحلان ولحل ازمات المشكلة في المعضلات القائمة وهي الفصل واهمال واقصاء لكم كبير من كوادر فتح و قواعد حركة فتح وأخذ قرارات مركزية تخص الحركة وتخص الشأن الوطني بدون الرجوع لهذه القاعدة العريضة وهناك مازال أمام حركة فتح اعادة النظر في قضية الانتماء واغفال النظام والأدبيات واعداد الكادر الفتحاوي .
مروان برغوثي لماذا الصمت.. وماذا ينتظر ...؟؟
من دواعي الضروريات لهذه المرحلة أن تأتلف الأصوات المناضلة في الساحة الفلسطينية وطلائعها التي أبت إلا أن تقف موقف الوضوح إزاء الأحداث وإزاء المرحلة التي تمر بها قضية النضال الوطني الفلسطيني وأمام المخاطر والمنعطفات التي تحف بها من كل جانب.
إن قضية النضال الوطني الفلسطيني تحتاج في هذه المرحلة بالذات إلى مدرسة ياسر عرفات النضالية وابو جهاد وابو يوسف النجار وتحتاج لكوادرها ومثقفيها ومناضليها تحتاج إلى وقفة صريحة أمام شعبنا الفلسطيني أمام هذا التوهان وأمام اللغط في المفاهيم وعمليات التسويف في القضايا المركزية وصلب القضايا المحورية لحركة النضال الوطني الفلسطيني .
وباعتبار ان البرغوثي من مدرسة ياسر عرفات ورؤيتها وبرنامجها النضالي وباعتبارانه أحد الكوادر المركزية والقيادية التي دفعت الضريبة لمواقفها بأكثر من مؤبد في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ولذلك أخي مروان نحن بحاجة إليك وحركة فتح بحاجة إليك والشعب الفلسطيني والقوى المناضلة أيضا ، فما أحوجنا اليوم قبل الغد لهذا الصوت النضالي ليضع النقاط على الحروف أمام الشعب الفلسطيني حول قضايا متعددة تنظيمية وسياسية فأنت محل احترام ورعاية من شعبك الفلسطيني ليس تملقا ً لأخ محكوم عليه بأكثر من مؤبد ولكن هي الحقيقة والتقييم الفعلي لتاريخكم النضالي وجوهر ومعدن مبادئكم التي مضى عليها شهداء اللجنة المركزية وشهداء شعبنا فعندما تمت عملية الاغتيال البشعة للرئيس الرمز أبو عمار كان لها أهدافها للتحضير لإقلاب سياسي في الساحة الفلسطينية وهذا الانقلاب ما كان ليتم إلا بالعملية القذرة التي تمت باعتقالك في السجون الإسرائيلية وإخوة أيضا مناضلين وكوادر كذلك بين من استشهد وبين من أعتقل ولتوسيع الفضائيات أمام المنحرفين لنهج هذه الحركة ولنهج ياسر عرفات في التعامل مع الصراع .
الكوادر ينتظرون منك الكثير لأنك عودتهم على ذلك بطليعتك للعمل وتضحيتك فإلى متى الصمت وماذا تنتظر والساحة الفلسطينية تهب عليها الأعاصير وليس ككل مرة ولكن هذه المرة أحكم الطوق على شعبنا داخل الوطن وخارجه وبفراستك النضالية وبتجربتك تعرف إلى أين تتجه الرياح وفي هذه الأونة كلمتك لها معنى ولها مدلول وكثير من الإخوة لهم فيها انضباطيات والتزامات فليس بالكثير وأنت الذي حوكمت لعدالة قضيتك ولعدالة نضالك أكثر من مؤبد كما قلت فلم تطمح لأن تكون رئيس أو رئيس وزراء أو غيره أو غيره مثل من تربعوا على عرش المسئولية ولا يريدوا أن يتركوها إلا عندما يأخذ الله سره منهم وهذه هي معضلة ومشكلة واقعنا النضالي الفلسطيني فإلى أين يسيقون واقعنا الفلسطيني ( حصار – فقر – اجتياحات ) ولماذا كل ذلك ؟؟ ولماذا تلك الحركات والسيناريوهات المريبة لكي تسقط راية المقاومة والمقاومين وتسقط قضية الحقوق لشعبنا تحت ضغط رغيف الخبز والنظرة العصبوية ذات الوجه السياسي في الساحة الفلسطينية ؟؟.
مطلوب منك يا أخ مروان خطاب شامل يضع تصورك للمعضلات ووضع الحلول لها أمام المناضلين لكي لا يستمر اللغط ولكي لا يستمر الضغط على مصدر الألآم فهي سياسة قذرة تديرها تحركات ومأرب مشبوهة داخل ساحتنا الفلسطينية وخارجها .
الأخ مروان البرغوثي ومن داخل سجنك ومعتقلك الذي لا يقل عنه سجنا ً ومعتقلاً شعبك الفلسطيني الذي وضعوه في مهب الريح هو وقضيته الوطنية بحاجة إليك وأنت لست أول مناضل ولا أخره يدير ويبدي بوجهة نظره بوضوح من داخل المعتقل فهناك نلسون منديلا وكثير من المناضلين الذين لعبوا دورا هاما في المراحل المفصلية للشعوب .
بقلم / سميح خلف