توقّع نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، كسر وقف إطلاق النار على حدود قطاع غزة في أي وقت، لعدم وجود ضمانات جدية لاستمرار اتفاق وقف النار، وبسبب التهديد الاسرائيليي المستمر للقطاع.
وقال النخالة في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال" التابعة للجبهاد السلامي "قطاع غزة في حالة حرب دائمة، والحصار هو أحد أشكال هذه الحرب، والتهديدات المستمرة التي يطلقها قادة الكيان الصهيوني أيضاً هي عدوان يهدف إلى التهويل وإخافة السكان المدنيين، كل هذا بالتأكيد يجعل إمكانية انفجار الوضع، وشروع الكيان الصهيوني بالعدوان أمراً واردا وبنسبه كبيره". داعيا المقاومة إلى الجهوزية لمواجهة أي عدوان صهيوني."
وأكد النخالة على أن اغتيال الشهيد مازن فقها في قطاع غزة تم" بأيدٍ صهيونية مباشرة" ، واصفاً الاغتيال بأنه جريمة وشكل جديد من العدوان.
ودعا إلى الحذر والانتباه ووضع الإجراءات اللازمة لحماية رجال المقاومة، وأردف بالقول "في النهاية نحن سنقوم بما هو واجب لمقاومة الكيان الصهيوني مهما كانت التضحيات".
وتعقيبا على الوثيقة الجديدة لحركة حماس، والتي أظهرت فيها قبولها بدولة فلسطينية على حدود 1967، قال النخالة "حماس تعجّلت أمرها، فلم يقدم لنا أحد شيئا لنقبل به أو نرفضه، وإذا كانت لهذه المقاربة التي تقدم بها الأخوة في حماس أي جدوى، فكان الأجدر أن تكون جدوى لمبادرة السلام العربية التي تقدم بها وبشكل رسمي كل العرب مجتمعين، اعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات طبيعية معها، ورفضتها إسرائيل".
وانتقد النخالة، ما سماه "جهود السلطة الفلسطينية في إجهاض انتفاضة القدس" التي وصفها بأنها "ولدت في ظروف فلسطينية سيئة، ولم يتوفر عليها إجماع وطني"، مشدا على أن مشاركة حركة فتح في هذه الانتفاضة هو ضمانة أساسية لاستمرارها.
وقال النخالة، إن " كل محاولات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للسيطرة على سلاح المقاومة في قطاع غزة، ليس إلا مضيعة للوقت ولن يكتب لها النجاح"، مبينا أن حوارات المصالحة بين حركتي حماس وفتح غلب عليها سمة الهروب من مواجهة الحقيقة، مشددا على أن "المقاومة ليست في مواجهة مع السلطة، بل في معركة كبرى مع العدو الصهيوني، إحدى حلقاتها الإضراب الذي يخوضه الأسرى هذه الأيام في سجون الاحتلال".
وأشار النخالة إلى أن نتيجة اللقاءات والجهود التي بذلت في سبيل إنهاء الانقسام، لم تستند على أساس سياسي واضح ومحدد، ولذلك كانت النتيجة صفر كبير، مضيفا: "المبادرة القطرية وغيرها، لن يكون لها جدوى طالما بقينا بعيدين عن جوهر المشكلة، كل الوقت الذي أمضيناه في الحوارات، وأمضته فتح وحماس لوحدهما لن يوصل إلى نتيجة، طالما لم نعالج أصل المشكلة، ونتوافق على برنامج سياسي محدد وواضح، ووسائل تطبيق هذا البرنامج".
وقال " الجميع يتحدث عن وثيقة الأسرى، مثلاً، والتوافقات التي تحتويها وهي أقصى ما تم التوافق عليه سياسياً بين الفصائل التي وقعت عليها ، ورغم ذلك بقيت الأمور غامضة، وكذلك سيبقى كل شيء غامض مهما بذلنا من جهد، لأننا في الحقيقة كنا عندما نختلف نضع صياغات غامضة، وكل طرف يفسرها كما يريد، وعندما نفترق، كل طرف يفسر بطريقته الخاصة ما تم الاتفاق عليه".
وفيما يتعلق بالحديث عن اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني، أكد النخالة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي سترفضان هذا الاجتماع، لأن عقده في رام الله، حسب ما يخطط الرئيس محمود عباس، لن يغير شيئا، كونه سيمثل من هم موجودين به أصلاً، ولن يكون ممثلاً لكل الشعب الفلسطيني.
وأردف بالقول" التفاهمات حول عقد جلسة جديدة للمجلس الوطني، لم تكن تفاهمات جدية، الجميع كان يريد نجاح الاجتماع، ولا يتحمل طرف إفشال اللقاء الذي أتى بعد جهد كبير، الرئيس أبو مازن وافق على الاجتماع كرشوة للمعارضين لإسكاتهم، وبعد ذلك يعقد المجلس بالطريقة التي يريد، الجهاد وحماس سيرفضون هذا الاجتماع، وربما فصائل أخرى، لأنه لن يغير شيئا على أرض الواقع".
وفيما يتعلق باللقاء المرتقب بين الرئيس عباس وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال النخالة، إن" السلطة تعول على هذا اللقاء وتعتبره "إنجازاً"، في ظل انعدام خياراتها، "وهي تعرف أكثر من غيرها أن لا فائدة منه". مضيفاً أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة منحازة لإسرائيل ومن الغباء التعويل عليها.
وردا على سؤال، ما هو البديل للسلطة القائمة، أجاب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: "البديل للسلطة أو غير السلطة، هو العودة للشعب الفلسطيني وقواه السياسية، وخاصة بعد المسيرة الطويلة من المفاوضات التي لم توصل لشيء، إلا تكريس الاستيطان وضياع الأرض، وأن نعيد صياغة مشروعنا الوطني من جديد، ونفهم أن الصراع مع العدو الصهيوني يحتاج لإعادة ترميم المشروع الوطني إن لم يكن إعادة بنائه من جديد، الجميع يتحمل المسؤولية، ولكن السلطة بما أنها الجهة التي تتصدر الشرعية الفلسطينية أمام العالم، يقع على عاتقها المسؤولية الأكبر".
وفيما يتعلق بتحريض رئيس الحكومة الاسرائيلية على الأسرى ومطالبة الرئيس عباس بوقف مخصصاتهم المالية، قال النخالة "تصريحات نتنياهو ليست جديدة، وهذا هو جوهر موقف العدو الصهيوني، والهدف منه محاصرة المقاومة، وإيجاد شرخ كبير في وحدة الشعب الفلسطيني، وكذلك إجبار السلطة الفلسطينية على اعتبار الأسرى مجموعة من القتلة والمجرمين، ويجب أن يعاقبوا، بدل أن تحفظ بيوتهم وتُصان كرامتهم". معربا عن اعتقاده بأن السلطة لن تقبل على وقف مخصصات الأسرى أو التنكر لحقوقهم، لأنها تدرك مدى خطورة هذا الأمر ودلالاته، التي ستفقدها آخر ما تبقى لها من شرعية.
في حديثه عن الإضراب الجماعي الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، أكد النخالة أن هذا الإضراب هو رسالة هامة للشعب الفلسطيني بضرورة الوحدة، وتأكيد واضح على أن "معركتنا مع العدو الصهيوني لا تقف عند حدود دفاعنا عن لقمة العيش، وعن الظروف الحياتية، وإنما للمسألة أبعاد أخرى ليس أقلها أن هذا العدو يحاول أن يفقدنا حتى الأمل بالحرية."
