اليوم الوطني واسرى الحرية

بقلم: عباس الجمعة

يتجلى اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية ، مع اضراب الحركة الاسيرة في معركة الحرية والكرامة ، وليؤكد هذا الاضراب إن قضية الأسرى هي قصة نضال طويلة, في لوحة كفاحية بطولية رائعة, قدموا فيها سلسلة طويلة من الشهداء داخل المعتقلات وبعد تحريرهم ، وفي مقدمتهم فارس فلسطين القائد الاسير الامين العام محمد عباس ابو العباس الذي اغتيل في معتقلات الاحتلال الامريكي في العراق على ايدي المخبارات الصهيو امريكي ، ومانديلا فلسطين- الشهيد عمر القاسم، وابراهيم الراعي احد مناضلي الجبهة الشعبية ، والاسير القائد المحرر سمير القنطار والعديد من مناضلي الحركة الاسيرة المناضلة رغم اختلاف أطيافهم الفكرية والسياسية, فالاسرى هم كالجبال الراسخة يقودون نضالهم في مدرسة العطاء والنضال والتسامي فوق الجراح, فهم القابضين على جمر القضايا والمواقف الوطنية والقومية التحررية وفي مقدمتهم القادة مروان البرغوثي و احمد سعدات ، فهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية والحرية والكرامة والعز، ضد الفاشين النازيين ، مما يتطلب منا جميعًا مساندتهم بكل قوة والاحتجاج وابراز قضيتهم في كل المحافل المحلية والدولية، ويجب رفع جرائم الاحتلال الى محكمة الجنايات الدولية من اجل محاكمة الاحتلال على جرائمه .

من هنا نرى ان تزامن اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية مع معركة الحرية والكرامة للاسرى البواسل ، يدل على وعي عميق بمرارة اللحظة الراهنة، فلقد شكلت جبهة التحرير دورا رئيسا في نضال الحركة الاسيرة وما زالت ، وهي اليوم تؤكد على مواقفها وأهدافها بعد مسيرة طويلة من التضحيات ، مسيرة خاض مناضلوها تحت رايتها جميع المعارك الوطنية الى جانب كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية في سبيل تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.

في ظل هذه الظروف نقول ان رفاق الشهيد القائد ابو العباس وفي طليعتهم اسرى الجبهة شادي ابو شخيدم ووائل سمارة ومعتز الهيموني ووائل ابو شيخدم ورفاقهم يقفون جنبا الى جنب مع ابطال الحركة الاسيرة ليكتبوا مجد وتاريخ ناصع في حكايا الثورة وقصّة ملحمة وطنية اسمها معركة الحرية والكرامة ،حكاية لمسيرة النضال الوطني في هذه المرحلة، وليجسدوا مع ابطال انتفاضة القدس من شابات وشباب فلسطين دورهم الطليعي الثوري في مسيرة النضال الوطني والقومي الديمقراطي الثوري .

وامام كل ذلك نقول ان مناضلي جبهة التحرير الفلسطينية يتمسكون بوعي هويتهم النضالية، فكراً ثوريا ومنهجاً علمياً ديمقراطيا لا يعرف لون الحياد ،فهذه الجبهة التي تتقن كل مواقف قادتها العظام الشهداء طلعت يعقوب وابو العباس وابو احمد جلب ، ستواصل مسيرتها النضالية حتى الانتصار رغم كل الرياح التي تعصف بالساحة الفلسطينية .

ان جبهة التحرير الفلسطينية ربطت صيرورة النضال الوطني بمستقبل النضال القومي التقدمي على المستويين العربي والأممي ، إيماناً بالافكار الوطنية والقومية والأممية التوحيدية ، التي ضحى في سبيلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمناضلين عبر مسيرتهم الكفاحية التي تواصلت مع انطلاقة الجبهة ، وهاهم أبناء الجبهة ، يؤكدون اليوم لكل الشهداء الذين اخلصوا ، بوفائهم وعهدهم والتزامهم الثوري بالمبادئ والأهداف العظيمة التي انطلقت الجبهة في مسيرة النضال من أجل تحقيقها .

ومن هذا الموقع تقف الجبهة اليوم لتؤكد وفائها بيومها الوطني لقضية الاسيرات والاسرى والمعتقلين ، ولترفع الصوت والموقف من خلال معركة الحرية والكرامة بضرورة عرض قضية الاسرى الفلسطينيين على الامم المتحدة للكشف عن اساليب الاحتلال القمعية ضد الاسيرات والاسرى وحقوق الانسان التي يتجاهلها العالم المتمدن تجاه اعدل قضية جوهرية في العالم، ومطالبة المجتمع الدولي بما فيهم الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع, والأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان, واللجنة الدولية للصليب الأحمر, والهيئات الحقوقية والدولية بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والسياسية تجاه قضية الأسرى العادلة, والتدخل بشكل عاجل وفوري للضغط على كيان الاحتلال وإجباره على الافراج عن الاسرى دون قيد او شرط, ومحاسبته ومساءلته وملاحقته قضائيا على جرائمه المتواصلة والمتعمدة بحق الاسرى والشعب الفلسطيني.

ختاما : لا بد من القول ، ان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية الذي يتزامن مع معركة الحرية والوفاء ما هو الا تجسيدا نضاليا لما تمثله اللحظة الراهنة والمستقبل ، وبما تمتلكه من مساحة كبيرة في قلوب وعقول وذاكرة شعبنا ، وليكن السابع والعشرون من نيسان اليوم الوطني للجبهة أداة فعالة لها وزنها وشأنها في دعم الحركة الاسيرة المناضلة والنضال الوطني حتى تحرير الارض والانسان .

بقلم/ عباس الجمعة