في غزة برغم الألم سنخفي الدمعة ونظهر البسمة

بقلم: رمضان مصطفى طنبورة

لقد شاء قدر الله أن يعيش ما يزيد عن 2 مليون نسمة في قطاع غزة والذي تبلغ مساحته 365 كيلومتر مربع ويتعرضون لحصار غاشم منذ ما يزيد عن 10 سنوات وبرغم حجم الآلام والمعاناة الا انهم صابرون راضون بقضاء الله وقدرة ومصممون بثقافة الحياة والأمل على محاصرة ثقافة الموت والخراب.

ان الاحتلال الصهيوني الغاشم هو المسئول الاول عن كل معاناة شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج ويستهدف من حروبه المتكررة وحصاره والضغط على قياداته وبث الفرقة بينهم كي ينسوا وطنهم، وكي يصبح هدفهم الان الترقب الدائم لنيل متطلباته اليومية الحياتية والتي حرم منها عنوة من قبل العدو والقريب والجار والصديق.

وهو يترقب على مدار الساعة ....

وصول الكهرباء... وصول الماء...فتح المعبر...مساعدات الشئون الاجتماعية...مساعدات الجمعيات الخيرية...دخول مواد البناء واذا دخلت فلا يوجد ثمنها لمن يريد أن يبني مادمره الاحتلال...خصومات على رواتب الموظفين...زيادة البطالة ولا توجد فرص عمل للعاطلين عن العمل...زيادة أعداد الخريجين ولا وظائف لهم...مرضى لا يجدون الدواء...مستشفيات لاتوجد فيها كهرباء لتشغيل أجهزتها وأقسامها ومساعدات السولار من أهل الخير لا تكاد تذكر قياسا مع الكميات المطلوبة وتستعد وزارة الصحة للاعلان عن توقف الخدمات الصحية...شبكات الصرف الصحي تنذر بكوارث صحية لعدم توفر الكهرباء او السولار لتشغيل المولدات والبلديات تناشد العالم دون جدوى...فكرنا بالطاقة الشمسية كبديل لكنها مكلفة جدا ولا أحد يدعم بذلك...

في غزة خريجين كليات الطب والهندسة يناشدون بتوظيفهم مقابل الطعام والشراب...ومن يجد لهم فرصة عمل سائق على تاكسي يكون أبوزيد خاله...

في غزة يبيعون حلي زوجاتهم ان وجدوا ذلك بل يستدينون ان وجدوا من يداينهم كي يتهرب رب أسرتهم لطلب اللجوء في اوروبا ليصرف على أسرته فيغرق على شواطيء اليونان وايطاليا...

في غزة شباب وبنات يتمنون التحصن بما شرعه الله ولا يجدون تكاليف الزواج...

في غزة اسطوانات غاز الطبخ اذا فرغت تنتظر أسابيع حتى يعبئوا له نصف الاسطوانه وان عبأها كاملة يكون محظوظ...

في غزة اذا اراد السفر فيجي عليه ان يحجز للسفر ويحصل على فيشة تسجيل ياتيه الدور بعد أشهر وسنوات هذا اذا كان لديه مستندات ثبوتيه سواء للعلاج بتحويلة رسمية لان علاجة غير ممكن بغزة، او طالب لديه قبول في جامعات بالخارج أو مقيم لديه اقامة او فيزة زيارة للخارج أما دون ذلك فممنوع من السفر ومغادرة غزة.

في غزة منذ 4 سنوات ممنوعين من تأدية مناسك العمرة،،، والحج بالقرعة لمن سجلوا منذ 10 سنوات وأكثر ومنهم من ماتوا وهم يحلمون بتأدية فريضة الحج.

في غزة شعب عزيز وكريم ولكن الكثير يسب عليهم بسبب استمرار الانقسام بينما الشعب هو ضحية الانقسام والمماحكات التنظيمية.

برغم كل ما سبق والمخفي أعظم وكثير عما تعكسه تلك المعاناة من مشاكل أسرية ومنها اننشار حوادث القتل على سرقات خفيفة... فتقتل المرأة لسرقة سنسال...ويقتل صراف لسرقة بعض النقوذ...ويقع ضعيف النفس في شرك مستنقع العمالة مع العدو ليعمل ضد شعبه.

في غزة تزيد حملات الشرطة في ضبط كميات كبيرة من المخذرات التي زاد ترويجها في الاونة الاخيرة وبأسعار رمزية والسبب في ذلك الاحتلال وعملاءه من أجل تخريب أخلاق شباب غزة...

كل ما سردته هو قليل مما يعانيه أهل غزة.

ما هي جريمتهم؟؟؟!!!

انهم لم يستسلموا للمحتل الغاشم

ودافعوا عن شرف الامة ومقدساتها وضربت فيه المرأة الفلسطينية المثل الأعلى في التضحية والفداء وهي تودع ابنها وزوجها للتصدي للعدوان الصهيوني وتقول له اذهب ودافع عن شرف الامة وعن المسجد الاقصى المبارك وهي تعلم علم اليقين انها سترمل وييتم أبناءها...

أم جريمتهم لانهم وقعوا ضحية قادة تنظيماتهم المناضلة والمجاهدة والذين تمارس عليهم ضغوطات دولية من أجل منعهم أبسط حقوقهم والتنازل عن حقوق شعبهم الوطنية والتنازل عن أرضهم ومنح الشرعية للمحتل الدخيل على أرضنا وشعبنا الذين منحهم الاحتلال البريطاني الحق في فلسطين وهم ليسوا أصحاب الأرض... كانت شعارات قادتنا فلسطين من البحر الى النهر...والان غزة والضفة... والله أعلم السقف القادم... والآن الشعب يريد الكهرباء والدواء والطعام والشرب وتوفير العمل وفتح المعابر للسفر.

آهات أهل غزة أمانة في رقاب الملوك والرؤساء والأمراء والعلماء في أمتنا العربية والاسلامية فالتاريخ لا يرحم والله لم يغفل عن الظلم.

فمنا الصبر ومنكم الوفاء

والله أننا شعب عزيز ومكافح ومبدع

لو فتحتم له المجال

اللهم اني قد بلغت فاشهد.

بقلم/ د. رمضان طنبورة