تشهد الارض الفلسطينية بكافة ربوعها سهولها وجبالها ... بكل اطيافها وانتماءاتها ومعتقداتها ... بكل مؤسساتها العامة والخاصة ... بكافة اماكن التواجد في الوطن والشتات والمنافي ومخيمات اللجوء ... ملحمة نضالية فلسطينية ... توحدت فيها الارادة ... وتعاظمت فيها الهامات ... واحتشدت وتوحدت المواقف دعما واسنادا وتلاحما مع اضراب اسرانا الابطال وهم في يومهم الحادي عشر لأضراب الكرامة والحرية ... والذي يمثل بالنسبة لأسرانا رسالة واضحة المعالم ... ومحددة الاهداف ... أولها رفض الاحتلال والاعتقال وسياساته المتمثلة بمجمل الانتهاكات بكافة اشكالها وثانيها الحق الكامل بالحرية والسيادة والاستقلال الوطني لكافة أبناء فلسطين على أرضهم وفي ظل سيادتهم ومن خلال دولتهم بعاصمتها القدس .
اضراب الكرامة ليس اختصارا او تحديدا لمطالب معيشية لأجل تحسين ظروف اعتقاليه ... بل اضراب يعبر برسالته ومضامينه وأهدافه عن رفض الاعتقال والاحتلال ومنع الحريات وفرض القيود والانتهاكات الانسانية والقانونية .
رفض كل ما يأتي من قبل الاحتلال وسياساته التعسفية ... وعبر سياسة السجان وانتهاكاته وممارساته اللاإنسانية وغير القانونية .
نعنت وصلف المحتل والذي يرفض الاستماع والمشاهدة ويحاول بكل السبل اغفال واخفاء الحقيقة ... وكأنه لا يسمع ولا يريد أن يعلم ... عن فحوى رسالة أسرانا وشعبنا والتي وصلت بمضامينها الانسانية والوطنية الى اخر الارض ... لأنها رسالة لا تحمل الكراهية والبغضاء ... رسالة سلام وعدل ومساواة ... رسالة تحمل بطياتها وفحواها أننا شعب يطالب بحريته واستقلاله ... وأن لدينا الالاف من ابناءنا وابطالنا الذين نعتز بهم ونفخر بنضالهم والذين يعيشون الأسر والقيد ... ويحرمون من ابسط المتطلبات الانسانية والحياتية ... أبطالنا يعتقلون بظروف اعتقاليه سيئة ويحرمون من أبسط الحقوق ... ولا يشاهدون عائلاتهم وأبناءهم ... ولا يعالجون بما تقتضيه القوانين ... ينقلون ... ويعزلون ... ويمنعون من الكثير رغم حقهم الطبيعي والذي أقرته كافة المواثيق والاعراف والقوانين .
الالاف من المناضلين من أسرى الحرية والكرامة والذين يقفون اليوم وقفة عزة وكرامة يساندهم ويلتف من حولهم كافة أبناء شعبهم يدعمون رسالتهم ... ويعلون بصوتهم ... ليسمعها القاصي والداني ... وحتى تصل الى اعلى المنابر والمؤسسات القانونية والانسانية ... هؤلاء الالاف من المناضلين الذين يرسلون برسالتهم عبر اضرابهم وأمعاءهم الخاوية ... انما يؤكدون على حقوقهم ... كما يؤكدون على واجباتكم واهدافكم التي وجدتم من أجلها ... وتحركتم عبر تلك الاهداف بالعديد من الدول والمناطق ... مطالبين اليوم بأن تأخذوا دوركم ... وأن تحرصوا على أداء رسالتكم ... وأن تعلوا بصوتكم مع صوتنا ... وأن تقولو كلمة الحق حتى يستمعوا الينا كل من صموا الاذان ... وحتى يشاهدنا من اغمضوا اعينهم ... ومن تستروا وراء القوانين لتنفيذها في منطقة دون اخرى ... ولا زالوا يتقاعسون في تنفيذ القوانين والاعراف والمواثيق ... بحق هذا المحتل الذي كشف عن وجهه الحقيقي منذ نشأته .... وعبر سنوات احتلاله ضد شعب بأكمله ... وها هو يمارس عنصريته وانتهاكاته بإهمال مطالب اسرانا وهذا ما بتطلب ممارسة الضغوط الدولية والعربية والشعبية حتى يتم الاستجابة لمطالب اسرانا .
بقلم/ وفيق زنداح