أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية ان "صفقة التبادل مطروحة على الدوام على طاولة حركة حماس ومرهونة بتنفيذ الاحتلال لشروطها ."
وقال هنية خلال كلمته بمسيرات "نذير الغضب" التي نظمتها حركة حماس اليوم الثلاثاء في مختلف محافظات قطاع غزة: "إن صفقة تبادل الأسرى مطروحة على الدوام على طاولة حماس، لكن الصفقة مرهونة، بمدى استجابة الاحتلال الإسرائيلي، لشروط المقاومة الفلسطينية، وأن يدفع الاحتلال ثمن اجرامه بحق الأسرى الفلسطينيين".
ووعد هنية باستمرارية الدعم السياسي، والمقاوم، والإنساني، والقانوني، والشعبي، لكافة الأسرى في سجون الاحتلال، لا سيما المضربين عن الطعام.
وأضاف هنية ، "على العدو أن يدفع الثمن مقابل جنوده الأسرى"، مؤكداً على أن الملف مرتبط باستجابة الاحتلال لشروط المقاومة.
وشارك الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني، بمسيرات حاشدة بقطاع غزة، على امتداد شارع صلاح الدين، بدعوة من حركة حماس وهيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، وعدد من الفصائل الفلسطينية، رفضًا للحصار والسياسات المُمارسة بحق القطاع، ودعمًا للأسرى المضربين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتجمعت الحشود من محافظة رفح جنوبي القطاع حتى بلدة حانون شمالاً، على المفارق والمداخل الرئيسة للمحافظات والبلدات والمخيمات؛ رافعين لافتات كُتب عليها : "عباس لا يمثلني لأنه يُنسق مع الاحتلال ويُفرط بقضية الأسرى وشريك في الحصار، نعم لكسر الحصار، حقنا في الدواء والعلاج والكهرباء".
زيادة المعاناة
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان في المسيرة المركزية بمدينة غزة، : إنّ "أهالي القطاع ينتفضون اليوم ضد ما أسماه المؤامرة ضد غزة وتشديد الحصار والتضييق على الشعب الفلسطيني.
واتهم رضوان" الرئيس عباس بالعمل زيادة معاناة شعبنا في القطاع، عبر خصم الرواتب، وقطع الكهرباء والمستلزمات الصحية، والتحريض والوعيد"؛ قائلاً : "من يحاصر شعبنا ويلاحق المقاومة لن يمثل شعبنا ومن يتخلى عن المقاومة لا يمثل شعبنا".
وشدد على أنه لا يمكن تقديم أي أثمان سياسية جراء هذا الحصار؛ مُشددًا "إما رفع الحصار أو الانفجار، فاليوم يوم الغضب؛ غضب شعبنا على كل المتآمرين وعلى عباس الذي يتآمر على شعبنا وقضيتنا أن يرحل".
ووجه رضوان رسالة إلى الرئيس عباس أنه "لا يمكن التنازل عن الثوابت الفلسطينية، ونعم للتمسك بأرضنا،" مضيفاً "إن "عباس يحاصر شعبه ويعد نفسه للقاء ترامب، يقدم ثمناً باهظاً على حساب شعبنا بالتضييق عليه وافتعال الأزمات".
وبعث رسالة إلى الأسرى المضربين في سجون الاحتلال أن "قضيتهم على سلم أولويات المقاومة، وأنها ستبذل كل السبل والإمكانات لتحريرهم، مضيفاً "نقول للسجان لن تنكسر إرادة المقاومين وإرادة أسرانا حتى ينالوا حريتهم".
تجاوز الخطوط
من ناحيته، أكد القيادي بحركة حماس يوسف فرحات، خلال كلمته في المسيرة المركزية أمام مدخل مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أنهم خرجوا استنكارًا لإجراءات المتخذة بحق القطاع، والتي تجاوزت جميع الخطوط الإنسانية، "واليوم خرجنا لنقول لا تنازل عن ثوابتنا مقابل أي خدمة أساسية تقطع عن أبناء شعبنا".
وذكر أن الرئيس "عباس يُقدم تنازلات جديدة خلال زيارته للولايات المتحدة بدلًا من دعم أبناء شعبه وإسنادهم".
رفض الاملاءات الأمريكية
من جهته أكد القيادي في الجهاد الإسلامي درويش الغرابلي، خلال المسيرة المركزية في خان يونس، أن" الحصار المفروض على القطاع لم يكن لولا التمسك بالثوابت ورفضه للخضوع لسياسات الاحتلال وأعوانه؛ وسنبقى صامدين ولن نفرط أو نسلم ولن يغمد السلاح", مؤكداً أن الحصار سينقشع طالما أن في غزة شعب عصى على الانكسار".
وعبر الغرابلي عن رفضه الاملاءات التسعة المفروضة على الرئيس عباس من قبل البيت الأبيض؛ مُشدداً على رفضهم المطلق لكل سياسات الحصار والتضييق لن تُجدي نفعًا وسينقشع.
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس بمحافظة خان يونس حماد الرقب : إنّ "هذه الوقفة تأتي من أجل التأكيد على أن هذا الشعب يرفض الخضوع والاستسلام والخنوع".
وأضاف أن الرئيس "عباس يسير وحيداً تجاه الخيار الأمريكي، ويحلم بأن يكون رئيس للشعب الفلسطيني أمام ساحات البيت الأبيض"؛ مشيراً إلى أنه لا يمثل القضية الفلسطينية، ومن يمثلها هُم حملة البندقية من أبناء المقاومة".
وحذر الرقب من الاستمرار في محاصرة وخنق قطاع غزة، وأنهم سيستمروا في الحراك؛ مشددًا "نعد من يحاصرنا أننا سنرمي مرجل النار في أحضانهم، فنحن لا نحتمل بقاء الحصار"؛ كما أكد مُضي حركته في طريق تحرير الأسرى، وهذا عهد والتزام على عليهم، وندعو الجميع لمؤازرة الأسرى في إضرابهم عن الطعام.
أما عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شفيق البريم، فوجه رسالة للقيادة الفلسطينية التي تراهن على الحل الأمريكي للقضية الفلسطينية، أنهم واهمين؛ داعيًا إياهم للعودة لمقاومتهم ولوحدة شعبهم، فبهما نستطيع أن ننتصر".
الرئيس عباس يتفرد بالقرارات
بدوه، قال القيادي في حركة حماس عطا الله أبو السبح، خلال كلمته في مسيرة رفح: "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يمثلنا، لأنه لم يصن الأرض، وتنازل عن حق العودة، وترك المستوطنين يسرقون الأرض، والسكوت أدنى مراتب الرضا؛ كما أنه غّل يد المقاومة، وربط الاقتصاد الفلسطيني بالإسرائيلي، لهذا حُطم، والصناعات الوطنية أصبحت رهينة للإسرائيلية، وتحطمت أمال الشباب، في أن يكون لهم اقتصاد حر، وقتل ذلك من خلال اتفاقية باريس".
وتابع أن الرئيس "عباس شل حكومة التوافق الوطني، ويرى المقاومة عبث، وقضى على المجلس التشريعي، أول تجربة ديمقراطية حقيقية؛ مُخلص لما وقعه عليه في البيت الأبيض، مع شمعون بيرس؛ شعبنا يستحق قيادة غير هذه القيادة المُتنفذة".
