"كان" تكشف تفاصيل جديدة حول حادثة تفجير مدرعة "البوما" في خان يونس

الحادث من أخطر الهجمات التي تستهدف قوات الجيش في جنوب القطاع (Getty Images).jpg

كشفت قناة "كان" العبرية، مساء الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول 2025، تفاصيل جديدة حول حادثة تفجير مدرعة "البوما" التي قتل فيها 7 جنود إسرائيليين بينهم ضابط في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت القناة في تقرير بعنوان :(نصف عام على كارثة مدرعة "البوما" التي قتل فيها 7 جنود بينهم ضابط جراء القاء عبوة ناسفة بد اخل المدرعة) بأن عائلات القتلى تدّعي أنه يتم إخفاء الحقيقة عنها، كما أفادت، بأن العائلات لم تتلق تقرير التحقيق، و"أن الحديث يدور عن كارثة قد تكون أيضا نتيجة تقصير".

وبحسب القناة ، قُتل هناك سبعة مقاتلين بعدما وصل أحد المسلحين إلى "مسافة صفر" من ناقلة الجند المدرعة من طراز "بوما" داخل خانيونس جنوب قطاع غزة، وأدخل عبوة ناسفة مباشرة إلى فتحة المقاتلين التي كانت مفتوحة.كانت الفتحة مفتوحة لأنها كانت معطّلة ولم يكن بالإمكان إغلاقها، فقام المقاتلون بربطها بحبل أبيض.

كما أن كاميرات الرؤية بزاوية 360 درجة، التي كان من المفترض أن تتيح رؤية اقتراب مسلح من الداخل، لم تكن تعمل.

وفقا للتقرير :"هناك أسباب إضافية لا تتعلق فقط بعطل في ناقلة الجند، لكن الجنود والقادة الميدانيين أبلغوا قادتهم بكل هذه المشاكل، ومع ذلك قال القادة إن مدرعات "بوما" صالحة ويمكن الدخول بها إلى المهمة، فأُرسلت إلى المهمة داخل خانيونس، وهناك وقعت الكارثة."

وحسب تقرير "كان" ، خلال الأشهر الأخيرة عمل الجيش الإسرائيلي على التحقيق، وأنهاه، وعرَضه على العائلات، لكنه يرفض إعطاءهم نسخة مكتوبة. وقالت إحدى أمهات الجنود السبعة الذين قُتلوا هناك: "سلّمتهم ابني حيا، وأريد أن أعرف ماذا حدث. ماذا تخفون عني؟ وثقت بهم، بالجيش. سلّمتهم ابنا من ذهب، فأين اختفوا؟ لقد نسونا" .

تفاصيل سابقة:

وقتل سبعة جنود إسرائيليين في انفجار استهدف ناقلة جند مدرعة من طراز "بوما" تابعة للجيش الإسرائيلي، في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، في واحدة من أعنف الضربات التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة، على ما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، يوم الأربعاء 25/06/2025.

ووقع الحادث مساء الثلاثاء 24/06/2025، حوالي الساعة 5:20، في منطقة خان يونس، وأسفر عن مقتل سبعة جنود من كتيبة الهندسة القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، على ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ووصفت وسائل إعلام عبرية الانفجار الذي دمّر ناقلة الجند المدرعة "بوما" في خان يونس، بأنه أخطر حادث تشهده الساحة الغزية منذ أكثر من عام، وتحديدا منذ 15 حزيران/يونيو 2024، عندما قتل ثمانية جنود من وحدة هندسية إثر إصابة ناقلة من طراز "نمر-E" بصاروخ مضاد للدبابات في رفح.

وتشير التحقيقات إلى أن مسلحين فلسطينيين تمكنوا من إلصاق عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة، قبل أن يفروا من المكان دون أن يتم رصدهم.

وأظهرت نتائج التحقيق الأولي أن العبوة الناسفة التي استهدفت ناقلة الجند المدرعة من طراز "بوما" انفجرت بشكل مباشر وألحقت بها أضرارا جسيمة، ما أدى إلى احتراقها بالكامل ومقتل جميع الجنود الذين كانوا بداخلها.

المدرعة كانت تشارك في هجوم بري ضمن عملية هجومية نفذها فريق القتال المشترك من كتيبة الهندسة 605، التابعة للواء 188 ضمن الفرقة 36، وذلك في إطار العمليات العسكرية الجارية في منطقة خان يونس.

الناقلة من طراز "بوما" لا تحتوي على أنظمة حماية نشطة من نوع "معطف الريح"، وهو النظام الدفاعي المستخدم في ناقلات الجند الحديثة مثل "نمر"، والتي تنتشر في وحدات الجيش النظامية وتعتبر أكثر تطورا من حيث الحماية ضد التهديدات القريبة والمباشرة.

ووفقا لمصادر عسكرية، فإن الانفجار وقع خلال تقدم القوة نحو هدف ميداني، حين تم تفعيل العبوة التي يرجح أنها زرعت أو أُلصقت مسبقا على المدرعة. ونتيجة الانفجار الهائل، اشتعلت النيران في ناقلة الجند، لتتحول إلى كتلة من اللهب وسط ساحة المعركة.

الجنود المتبقون من القوة عملوا تحت نيران التهديدات المحتملة على مدار دقائق طويلة لمحاولة السيطرة على الحريق، مستخدمين وسائل الإطفاء اليدوية، إلى جانب فرق إطفاء خاصة أُرسلت على وجه السرعة إلى موقع الانفجار.

كما شاركت في جهود إخماد النيران جرافة مدرعة من طراز D-9، نفذت بروتوكول الطوارئ المتبع في مثل هذه الحالات، وقامت بسكب كميات كبيرة من الرمل على المدرعة المحترقة لتقليل ألسنة اللهب وتبريد الهيكل.

في المقابل، عادت مروحيات الإخلاء التي وصلت إلى الموقع خالية، بعدما تبيّن أن الجنود السبعة قد لقوا حتفهم على الفور داخل المدرعة نتيجة الانفجار والنيران الكثيفة، ما منع تنفيذ أي عمليات إنقاذ أو إجلاء طبي.

وسحبت ناقلة الجند المدرعة من طراز "بوما" إلى داخل إسرائيل، حيث خضعت لفحص تقني دقيق ضمن التحقيقات. في المقابل، لم يستبعد بعد احتمال أن يكون الحادث ناجمة عن إطلاق صاروخ من طراز آر بي جي من مسافة قريبة، استهدف المدرعة بشكل مباشر وأدى إلى تدميرها واحتراقها بالكامل.

وجري التحقيق في حينها لتحليل طبيعة الأضرار وآثار الانفجار، في محاولة لتحديد ما إذا كان مصدره عبوة ناسفة مزروعة أم هجوم مباشر بصاروخ مضاد للدبابات.

ويعد الحادث من أخطر الهجمات التي تستهدف قوات الجيش في جنوب القطاع منذ بدء العمليات العسكرية، وأثار الحادث مجددا تساؤلات حول ملاءمة استخدام هذا الطراز من المدرعات في مناطق القتال المكشوفة والمعرضة لعبوات ناسفة شديدة الانفجار، وحماية الطواقم الهندسية العاملة في الخطوط الأمامية.

وأعاد الحادث تسليط الضوء على المخاطر الكبيرة التي تواجهها وحدات الهندسة في الخطوط الأمامية، وعلى التحديات التي يفرضها القتال في بيئة حضرية مزروعة بالعبوات الناسفة، ما يستدعي مراجعة تكتيكية وعملية لاستخدام المركبات وتدابير الحماية في مثل هذه المهام عالية الخطورة.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة(حماس) في حينها بأن مقاتليها نفذوا كمينا مركبا باستهداف قوة إسرائيلية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في خان يونس.

ثم عادت القسام ونشرت تفاصيل إضافية الأربعاء 25/6/2025 أوضحت فيها أنها تمكنت من تدمير ناقلة جند إسرائيلية في خان يونس ما أدى لاحتراقها وطاقمها، ثم استهدفت ناقلة جند أخرى خلال الكمين المركّب مشيرة إلى أنّ عناصر القسام رصدوا هبوط الطيران المروحي لتنفيذ عمليات إجلاء استمرت عدة ساعات.

ونشرت كتائب القسام صورة لناقلة الجنود الإسرائيلية قبل استهدافها، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها "دمروا آلية عسكرية صهيونية من نوع ميركافا بعبوة برق في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس".

وتضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الضربات الدامية التي تلقاها الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 879 جنديا، في حصيلة ثقيلة تعكس شدة المعارك وتعقيد البيئة القتالية، خاصة في المناطق الجنوبية من قطاع غزة حيث تنتشر العبوات الناسفة والأسلحة المضادة للدروع بشكل مكثف.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس