محللين: وثيقة حماس ليست استنساخ لبرنامج النقاط العشر

منذ إعلان حركة حماس أمس الاثنين، في الدوحة وثيقتها السياسية الجديدة لم يغلق باب التساؤلات والتكهنات حولها ليبرز التساؤل حول إن كانت وثيقة حماس تمثل برنامج النقاط العشر الخاص بحركة حماس مما يمهد لاستنساخ تجربة فتح؟ وهل يعد الميثاق تحولا فكريا جوهريا لدى الحركة؟ ومدى التعامل معها على الصعيد الداخلي الفلسطيني وإسرائيليا وعربيا ودوليا ؟ وحول السياق الزمني للوثيقة بالتزامن مع إجراءات الرئيس عباس ضد غزة وزيارته لواشنطن، هذا ما أجابت عليه "وكالة قدس نت للأنباء" في السطور القادمة.

يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، إن كانت وثيقة حماس "برنامج النقاط العشر" الخاص بحماس ما يمهد لاستنساخ تجربة فتح، "تعد هذه رؤية وجهد خاص بحركة حماس بعدما استوعبت التجربة الأكثر منها استنساخا لمواقف الآخرين وتأكيدا منها على تغير مواقفها وسياستها استجابة للواقع".

وحول إن كانت تحمل الوثيقة تغييرا جوهريا في فكر الحركة يشدد حبيب في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنها عملية مراجعة اقتضتها المتغيرات الراهنة للتعامل معها بشكل أكثر واقعية من التوقف فقط عند الشعارات التي لم تعد قادرة أي جهة على تحقيقها ".

وينفي حبيب أن يكون إعلان الوثيقة في هذا التوقيت بالذات استجابة للضغوط الخارجية وبمستقبل العملية السياسية التي تحاول إدارة "ترامب" اختراقها من خلال ما يشار إليه " المؤتمر الإقليمي".

وشدد على أن الوثيقة تم الإعلان عنها بعد جهد متواصل لأربع سنوات داخل المؤسسات التنظيمية للحركة وبعد إشراك حركة الإخوان المسلمين باعتبارها المرجعية الحقيقية .

وحول مدى التعامل مع الوثيقة في الوقت الراهن أكد حبيب، أنه من الصعب التعامل مع الوثيقة في الوقت الراهن على أنها مقبولة، مشددا أن الأمر له علاقة مباشرة بالتحولات القادمة والمواقف السياسية القادمة ومستقبل العملية ورؤية الأطراف لها.

ونوه إلى أن حركة حماس قد تكون شريكا في عملية سياسية لكن بالمقابل قد تكون بديلا للأطراف الفلسطينية الراهنة التي تعتبر في هذا الوقت بالذات تمثل الشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بإعلان الوثيقة في الدوحة على وجه التحديد يقول أن الأمر له علاقة بإقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والعلاقة الوطيدة بين الحركة وقطر.

من جهته يتفق الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجنى مع سابقه، بأن وثيقة حركة حماس ليست ببرنامج النقاط العشر لها، وإن كان هنالك بعض الانسجام بمسألة حدود الـ67 وعودة اللاجئين، مشددا على أنها "ثبتت على الثابت، ولعبت على المتغير" على حد قوله.

وتابع لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنها لم تتنازل عن فلسطين التاريخية وحق العودة ووضعت حدود الدولة الفلسطينية كما تراها بشكل واضح في إطار التكتيك السياسي والتوافق الوطني كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها كل الفصائل باستثناء حركة الجهاد الإسلامي.

وحول السياق الزمني للوثيقة يؤكد الدجني أن التوقيت مرتبط بإجراء إداري كما تحدث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، منوها إلى أن التزامن بين لقاء عباس- وترامب وإجراءات الرئيس عباس ضد غزة من الممكن أن يتسلح بها الرئيس عباس بالقول "أن الفلسطينيين موحدين على قرارات الشرعية الدولية بالقبول بدولة في حدود 67".

وحول مدى التعامل مع الوثيقة أكد أن الإسرائيليين استغلوا سابقا ما ورد من بنود تتعلق بقتل اليهود ومعاداة السامية ونجحوا في تحويلها لحركة إرهابية، لذلك بعد نضوج الحركة واستفادتها من أخطائها تحاول تشويه الميثاق حتى لا يكون له تداعيات ونتائج.

وشدد أنه على الصعيد الداخلي الفلسطيني إذا نظرت حركة فتح لها كنوع من التطابق في الرؤي السياسية من الممكن أن تؤدى لإنهاء الانقسام.

وتابع أما على الصعيد الدولي وعلى وجه التحديد أمريكا استبعد أن يحدث اختراق لوجود إسرائيل التي تعد أحد محددات السياسية الأمريكية في المنطقة لكنه استدرك بالقول أنه من المحتمل أن يحدث تغير أوربيا على المستوى القانوني بالاستناد للميثاق الجديد حال تصنيفها كحركة إرهابية.

وتوقع أن تقوم دول في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا بالتعاون مع الحركة والانفتاح عليها.

وقد أعلنت حركة حماس مساء أمس الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس المكونة من 42 بندا.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -