ضبابية في موقف واشنطن تجاه ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

بعد شهرين ونصف الشهر على استقبال صديقه بنيامين نتانياهو، يلتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض على أمل إعادة إطلاق محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وكان عباس الذى التقى في رام الله العديد من المسئولين الأميركيين، من بينهم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو وجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، قال مؤخرا ان الادارة الاميركية الجديدة "جدية" في رغبتها بالتوصل الى "حل للقضية الفلسطينية".

بدوره المختص في الشأن الاسرائيلي شاكر شبات اشار إلى أن الانحياز الامريكي لإسرائيل واضح تماما حتى قبل مجيء ترامب للحكم، مؤكدا على عمق العلاقات الامريكية الاسرائيلية ولكن مع مجيء ترامب تعززت هذه العلاقات وتعمقت اكثر على اعتبار ان ترامب يعتبر من اكثر الرؤساء انحيازا لإسرائيل وهو الذي ابدى تعاطفه مع اسرائيل وانحيازه لمواقفها منذ انطلاق حملته الانتخابية، مضيفاً ان التعيينات التي قام بها ترامب لمستشارين في الشرق الاوسط والسفير الامريكي في اسرائيل كلها مؤشرات تؤكد هذ الامر.

ورأى شبات في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، ان عمق هذه العلاقات لا يمنع ان تنطلق الادارة الامريكية وفقا لمصالحها في منطقة الشرق الاوسط بمعنى ان مصالحها تتقاطع مع ضرورة التفتيش على حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي حتى وان كان هذا الحل لا يرتقي الى مستوى التطلعات الفلسطينية والمطالب الفلسطينية وسقفه اقل من سقف الخطط الامريكية السابقة، مردفا أن أمريكا لا يمكنها أن تتملص من دورها تجاه النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وحول ملف الاستيطان اوضح شبات انه حتى الان لم يصدر موقف واضح من قبل الادارة الامريكية حول تعاطيها مع هذا الامر حتى وان كان الامر واضحا انها لم تطلب من اسرائيل التوقف عن الاستيطان ولكن ما هو جاري على الارض الان بخصوص الاستيطان، لم يختلف كثيرا عن سياسة اسرائيل السابقة بخصوص الاستيطان مع الادارات الامريكية السابقة، مذكّرا ان نتنياهو قال اكثر من مرة انه لم يعرف بالضبط ما هو موقف الادارة الامريكية من عملية التوسع الاستيطاني وبناء مستوطنات جديدة.

وفي معرض رده على سؤال حول الحديث عما يبدو انه طلب من قبل الادارة الامريكية من اسرائيل من تحت الطاولة  ان لا يكون الاستيطان سريعا وعلنيا، قال شبات: ان هذا الامر قد يكون ممكنا حتى لا يتم احراج الادارة الامريكية اما الموقف المعلن فعليا هو موقف مؤيد للاستيطان وان الموقف واضح حين قال ترامب ان السلام ليس عقبة امام عملية الاستيطان، مؤكدا على ان هذا الامر يعني ضبابية واضحة في موقف الادارة الامريكية تجاه ملف حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وان لا تصور امريكي واضح من قبل الادارة الامريكية حتى اللحظة حول حل هذا الصراع.

وتابع شبات انه وعلى الرغم من ان الموقف الامريكي من اسرائيل هو موقف واضح ومعلن ومعروف وهو تاريخي وعميق لكن فلسطينيا الاستسلام لهذا الواقع يعني ان لا فائدة من أي لقاءات مع الادارة الامريكية وهذ الامر غير صحي لان امريكا لها قوة على الارض في مناطق النزاعات في العالم ولا يمكن لأي طرف في العالم ان يتخلى عن الموقف الامريكي، مبينا انه لا يمكن للفلسطينيين ان يكونوا خارج اطار المنظومة الدولية فاذا كان هناك موقف فلسطيني متمثل في ادارة الظهر للإدارة الامريكية نتيجة انحيازها للجانب الاسرائيلي لا يسجل هذا الامر نقاط قوة ولا انتصار للجانب الفلسطيني.

وبخصوص تقييم الامور حول اللقاء اوضح شبات، ان هذا الامر يأتي من خلال معرفة النتائج بعد اللقاء  فالأمر مرتبط بالاستماع الى الموقف الفلسطيني والموقف الامريكي بعد انتهاء اللقاء وما هو التصور الامريكي وايضا وضوح الرؤية حول نقاط الخلاف ونقاط الاتفاق.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -