صحفيونا.. اقرعوا جدار الخزان

بقلم: وسام زغبر

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو أيار، ويتزامن هذا العام مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال بأمعائهم الخاوية، تصدر نقابة الصحفيين الفلسطينيين والكتل والتجمعات الصحفية بيانات الاستنكار والشجب والتنديد باستمرار الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة ضد الصحفيين الفلسطينيين سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 اعتماد الثالث من أيار، يوما عالميا لحرية الصحافة، لتسليط الضوء على الاعتداءات والانتهاكات التي تستهدف الصحفيين والحريات الإعلامية والدفاع عنها في كافة أنحاء العالم بما يعزز ثقافة حرية الرأي والتعبير.

وبالرغم على مرور قرابة ربع قرن على إقرار اليوم الأممي لحرية الصحافة، إلا أن الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما زالوا يتعرضون لانتهاكات جمة لحرية العمل الصحفي في مناطق متفرقة من دول العالم. حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 27 صحفياً فلسطينياً في سجونه وعدد منهم يتعرضون للاعتقال الإداري وقتل العشرات منهم، وإغلاق العديد من الإذاعات وقنوات التلفزة الفلسطينية والعربية والدولية والتشويش على البث الإذاعي والفضائي ورفض منح التراخيص اللازمة للعشرات من وسائل الإعلام المختلفة في تعدي واضح للحريات الإعلامية، فيما تتعرض عدة فضائيات عربية للحجب من الأقمار الاصطناعية العربية كشركتي النايلسات والعربسات بينما تعج القنوات الإسرائيلية في بث سمومها ضد كل ما هو فلسطيني ويتم استضافة مسؤولين ومتحدثين إسرائيليين على وسائل إعلام عربية إضافة إلى الزيارات المدانة لإعلاميين عرب لدولة الاحتلال.

وتتصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي بلغت منذ بداية العام الحالي 96 انتهاكاً، فيما وصل عدد الانتهاكات في العام المنصرم 383 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية في فلسطين ارتكب الاحتلال منها 249 اعتداء، في حين ارتكبت الأجهزة الأمنية في غزة والضفة 134 اعتداءا.

وأمام رصد هذه الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة التي يتعرض لها صحفيونا الأبطال في كشف زيف الاحتلال وعدوانه على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، يتطلب دعوة المجتمع الدولي والمؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية بممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن كافة الصحافيين المعتقلين ووقف سياسة الاعتقال الإداري، ووقف كافة اعتداءاته المستمرة والمتصاعدة ضد الحريات الإعلامية التي تطال المئات من الصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي اليوم العالمي لحرية الصحافة، يتعرض صحفيون فلسطينيون في وسائل إعلام محلية لانتهاكات كثيرة من أرباب العمل فمنهم من يتقاضى أجوراً متدنية وبعض منهم يعملون دون مقابل، فيما يتعرض العشرات من الصحفيين للفصل من العمل دون إعطاءهم أية حقوق، ودون أن تتكفل وزارة الإعلام الفلسطينية في الوقوف في وجه هذه الانتهاكات ونقابة الصحفيين الفلسطينيين في الدفاع عن حقوق العاملين في المؤسسات الصحفية والقيام بإجراءات صارمة ضد مرتكبي الانتهاكات.

ولا بد من الإشارة إلى أن الاحتلال يبقى احتلالا وسيدافع عن قراراته وإجراءاته العنصرية وسيواصل اعتداءاته وانتهاكاته للتغطية على جرائمه، ولكن ماذا نسمي الزج بصحفيينا وكتابنا ونشطاء التواصل الاجتماعي في سجون ومعتقلات الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وغزة على مواقفهم وأرائهم لقضايا عدة؟؟.

نطالب ليلا نهارا المؤسسات الدولية والحقوقية بحماية الصحفيين وضمان سلامتهم من بطش الاحتلال، فيما نحن الصحفيون وللأسف نتعرض ليلا نهارا للانتهاكات على أيدي أجهزتنا الأمنية الفلسطينية،

نطالب الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين العرب بالتدخل لوقف إجراءات الاحتلال ضد الصحفيين من منع السفر والتنقل بين شطري الوطن وسوى ذلك، فيما صحفيونا يمنعون من التنقل والسفر على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وغزة.

أقولها وبصوت عال، المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والحقوقية الدولية، والنقابات والاتحادات الصحفية الدولية والعربية لن تصغي لصحفيينا طالما ونحن منقسمون على أنفسنا في كل شيء حتى في نقابتنا، نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في مؤسساتنا الصحفية، وفي أطرنا وكتلنا وتجمعاتنا الإعلامية والصحفية، منقسمون حتى في الدفاع عن حقوقنا وعن مطالبنا العادلة.

والأمثلة كثيرة، ألا تكفي لقرع جدار الخزان؟!

بقلم/ وسام زغبر