قراءة محايدة لوثيقة حماس السياسية

بقلم: عدنان الصباح

تنبع أهمية هذه الوثيقة من المكانة التي يحتلها اصحابها في فلسطين والمنطقة وهو ما جعل الاهتمام بهذه الوثيقة عالميا اكثر من فلسطينيا او عربيا او اسلاميا وان كان الضجيج في العالمين العربي والاسلامي اعلى من غيره وبسبب من التجاذبات الغير منطقية ابدا في عالمنا فالجميع تقريبا وبلا استثناء وجد طريقه للهجوم على الوثيقة وعلى ما يبدو قبل ان يقرأها جيدا وبتاني كما تستحق وثيقة على هذه الدرجة من الاهمية لأهمية اصحابها واهمية المرحلة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية فمحور المقاومة الذي تقوده ايران صب جام غضبه على الوثيقة وبشكل لافت دون ان يجد بها ما هو ايجابي على الاطلاق وقد كان الاقسى في الهجوم قيادة حزب الله شركاء حماس بالأمس القريب متهمين حماس بالتنازل المطلق عن خيار المقاومة فما هي حقيقة هذه الوثيقة وماذا جاء بها وما هو الموقف الذي علينا ان نراه من خلالها واين تكمن ايجابياتها وسلبياتها وما هي النصائح المنطقية التي يجب علينا تقديمها بدل رمي حماس بحجارة من يحملون خطاياهم فمن كان منكم بلا خطيئة فليرم حماس بحجارته.

مقدمة الوثيقة:

تقول الوثيقة بالنص " فلسطين المقاومة التي ستظل متواصلة حتى إنجاز التحرير، وتحقيق العودة، وبناء الدولة ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس. فلسطين الشراكة الحقيقية بين الفلسطينيين بكل انتماءاتهم، من أجل بلوغ هدف التحرير السامي " اليس هذا النص هو نص فلسطيني وطني مقدس لا يختلف عليه اثنان في الشعب الفلسطيني ثم اليس ما ورد فيه تطور ايجابي جدا بالقول بفلسطين الشراكة الحقيقية بين الفلسطينيين بكل انتماءاتهم ولم تحدد حتى صنف او نوع هذه الانتماءات بل تركتها مطلقة ومفتوحة على مصراعيها بما يشمل اذن الانتماءات الدينية والفكرية والطائفية والسياسية وغيرها وهو هنا لم يتحدث عن جهة قائدة بل وحد وساوى بين الجميع بكلمة الشراكة الحقيقة ثم واين جاء التنازل وهي توضح بالمطلق وترفع من شان التحرير بتعبير بلوغ هدف التحرير السامي ثم يتابعون واصفين وثيقتهم بانها " تحفظ الصورة العامة، وتُبرز معالمَ الطريق، وتعزِّز أصولَ الوحدة الوطنية، والفهمَ المشترك للقضية، وترسم مبادئ العمل وحدود المرونة " وهنا ترسيخ لمفهوم العمل الوطني المشترك بالقول بتعزيز اصول الوحدة الوطنية وذكر كلمة الاصول هنا تعني التجذير للوحدة الوطنية لا مجرد شعار فضفاض اعتدنا على رفعه دون عناء التفكير بمضامينه.

تعريف الحركة:

عرفت الوثيقة الحركة لأول مرة بتعبيرات واضحة لا لبس فيها بقولها بان حركة حماس هي " هي حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني " لاحظوا القول الواضح بانها حركة مقاومة وطنية فلسطينية اسلامية وهنا قدمت المهمة الوطنية الفلسطينية على الصبغة الدينية دون ان تتراجع عن عمقها الاسلامي موضحة ذلك بان " مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها " فهي اذن لم تتراجع بل تقدمت خطوات الامام باتجاه الكل الفلسطيني وهو ما انتظره الجميع منهم ملغية بذلك الفصل الاخرق بين قوى وطنية وقوى اسلامية ليصبح الكل وطني بالتعبير كما هو بالفعل.

أرض فلسطين:

لا يوجد ابدا أي انتقاص من مكانة فلسطين ولا أي تغيير لخارطة الوطن ولا لحدوده ولا أي قبول على الاطلاق بانتقاص الوطن او تقسيمه او تجزئته ولا بالتنازل عن ملم واحد من تراب فلسطين وورد النص ما يلي " وهي أرضُ الشعب الفلسطيني ووطنُه. وإنَّ طردَ الشعب الفلسطيني وتشريدَه من أرضه، وإقامة كيانٍ صهيونيّ عليها، لا يلغي حقَّ الشعب الفلسطيني في كامل أرضه، ولا ينشىءُ أي حق للكيان الصهيوني الغاصب فيها " والنص هنا واضح لا يحتمل أي تفسير او تأويل فحق الشعب الفلسطيني حسب النص هو في كامل ارضه وان لا يوجد ي حق للكيان الصهيوني الغاصب فيها وهو هنا يمنع أي التباس بذلك مانعا حتى الفهم الملتبس فللكيان الصهيوني لا يوجد أي حق وليس كلمة حق فقط بفلسطين.

شعب فلسطين:

" لشعب الفلسطيني شعبٌ واحد، بكل أبنائه في الداخل والخارج، وبكل مكوّناته الدينية والثقافية والسياسية " هذا النص الى جانب النصوص التي سبقته والتي تعرف تعريفا لا لبس فيه من هم ابناء الشعب الفلسطيني الا ان هذا النص ياتي باهمية خاصة مطورا للفكر الديني والسياسي صعدا بفكر حماس وبالضرورة لفكر الاخوان المسلمين الى قمة الفهم الناضج والواعي للمواطنة والحياة المدنية بالقول بوضوح " بكل مكوناته الدينية والثقافية والسياسية " وقد يكون مناسبا اعتبار كلمة الدينية تجميل للوجه الا ان تعبير المكون الثقافي والسياسي تاكيد واضح ليس على قبول الاخر بل وعلى القبول بانه جزء اصيل من الصورة المشتركة وهنا تغييب واضح او الغاء للصورة احادية الجانب التي لا ترى سواها وتلغي الاخر البعيد وهنا ليس قبولا به كآخر بعيد بل قبولا به كمكون لنفس الصورة المشتركة والامر ايضا تطور يسبق الكثيرين من دعاة التنوير الفكري او الديمقراطية بلونهم على انهم محتكريها.

الاسلام وفلسطين:

واضح من كل النص ان حركة حماس لم تغير لونها كما يعتقد البعض بل هي قدمت رؤيا اكثر تقدمية ووضوح وقبول لفكرها الديني ملغية بذلك أي احتمالات لتصوير فكرها الديني بخلاف ذلك بقولها بمجمل البند التاسع " تؤمن حماس بأنَّ رسالة الإسلام جاءت بقيم الحق والعدل والحرية والكرامة، وتحريم الظلم بأشكاله كافة، وتجريم الظالم مهما كان دينه أو عرقه أو جنسه أو جنسيته؛ وأنَّ الإسلام ضدّ جميع أشكال التطرّف والتعصب الديني والعرقي والطائفي، وهو الدّينُ الذي يربّي أتباعه على ردّ العدوان والانتصار للمظلومين، ويحثّهم على البذل والعطاء والتضحية دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم وشعوبهم ومقدساتهم " وهو ما اردناه دوما من حماس ومن اصحاب الفكر الديني في فعله السياسي وهي الان تقدمه علنا وبكل الوضوح نافية عن الاسلام وفكره من خلالها صورة التطرف الاحمق او الارهاب او الظلامية عبر ايمانها بمطلق قيم الحق والعدل والحرية والكرامة كما جاء في النص.

القدس:

اعطيت من الوثيقة ما تستحق من ثبات الموقف وديمومته وعدم الانصياع او القبول باية التفافات على الحق العربي فيها مؤكدة على قداستها الاسلامية المسيحية مساوية بين المقدسات الاسلامية والمسيحية ومنوهة ايضا الى اهمية القدس انسانيا.

اللاجئون وحق العودة:

تورد الوثيقة البند الثالث عشر ما نصه " ترفض حماس كلّ المشروعات والمحاولات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين، ومشروعات الوطن البديل؛ وتؤكد أنَّ تعويضَ اللاجئين والنازحين الفلسطينيين عن الضرر الناتج عن تشريدهم واحتلال أرضهم هو حقّ ملازم لحق عودتهم، ويتم بعد تنفيذ هذا الحق، ولا يلغي حقّهم في العودة ولا ينتقص منه " واعتقد ان النص هنا يتحدث عن نفسه بما فيه من كل الوضوح والثبات على الموقف التاريخي للشعب الفلسطيني.

المشروع الصهيوني:

تقول الوثيقة البند الخامس عشر " المشروع الصهيوني لا يستهدف الشعب الفلسطيني فقط، بل هو عدوٌّ للأمَّة العربية والإسلامية، ويشكّل خطراً حقيقياً عليها، وتهديداً بالغاً لأمنها ومصالحها، كما أنّه معادٍ لتطلّعاتها في الوحدة والنهضة والتحرّر، وهو سبب رئيس لما تعانيه الأمة اليوم، ويشكّل المشروع الصهيوني، أيضاً، خطراً على الأمن والسّلم الدّوليَين، وعلى المجتمع الإنساني ومصالحه واستقراره " وهنا ايضا رؤية متقدمة لخطر المشروع الصهيوني ونظرة جديدة لطبيعة التحالفات الممكنة في العالم وتعابير حية وجديدة على التفكير السياسي بالتحدث عن الأمن والسلم الدوليين والمجتمع الانساني ومصالحه واستقراره وتتابع الوثيق بما هو اوضح البند السادس عشر " تؤكد حماس أنَّ الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم؛ وحماس لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنَّما تخوض صراعاً ضد الصهاينة المحتلين المعتدين؛ بينما قادة الاحتلال هم من يقومون باستخدام شعارات اليهود واليهودية في الصراع، ووصف كيانهم الغاصب بها " وهنا ببراعة تلقي حماس بالكرة في ملعب الاعداء وترد لهم التهمة مبررة وواضحة فانتم اذن اصحاب العنصرية الدينية وليس المسلمين والمسيحيين في فلسطين وخارجها من ابناء الشعب الفلسطيني وقواهم وقد يقول البعض ان هذه الشعارات قديمة وان دعاتها سبقوا حماس بعشرات السنين اليها وكان ذلك سيظل براءة اختراع لمن قالوا بذلك علما بان هذه الشعارات هي شعارات انسانية عظيمة ليس لاحد حق السبق بها ولا حق الملكية الحصرية فالعبرة ليس باختراع القول بل بالسلوك على الارض غدا.

البند السابع عشر ايضا ترد به حماس الصاع صاعين ليس للحركة الصهيونية واداتها اسرائيل فقط بل ولمجمل الامبريالية العالمية وهو ما غيبته الحركة الوطنية بل وحتى اليسارية عن خطابها السياسي منذ امد بعيد فينص البند السابع عشر على النص التالي " ترفض حماس اضطهاد أيّ إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي أو ديني أو طائفي، وترى أنَّ المشكلة اليهودية والعداء للسامية واضطهاد اليهود ظواهر ارتبطت أساساً بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم. وأنَّ الحركة الصهيونية التي تمكّنت من احتلال فلسطين برعاية القوى الغربية- هي النموذج الأخطر للاحتلال الاستيطاني، الذي زال عن معظم أرجاء العالم، والذي يجب أن يزول عن فلسطين " فالجريمة اذن ضد اليهود لم يكن العرب والمسلمين هم اصحابها بل حماة الصهيونية هم القتلة في ان معا فليتحملوا اذن هم نتائج جريمتهم لا شعبنا العربي الفلسطيني وارضه.

الموقف من الاحتلال والتسوية السياسية:

سأورد هنا جميع بنود هذه الفقرة لأهميتها ولما نالته من تعليقات وتحليلات فالبند الثامن عشر من الوثيقة يقول بوضوح " يُعدُّ منعدماً كلٌّ من تصريح "بلفور"، وصكّ الانتداب البريطاني على فلسطين، وقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، وكلّ ما ترتّب عليها أو ماثلها من قرارات وإجراءات؛ وإنَّ قيام "إسرائيل" باطلٌ من أساسه، وهو مناقضٌ لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ولإرادته وإرادة الأمة، ولحقوق الإنسان التي تكفلها المواثيق الدولية، وفي مقدّمتها حقّ تقرير المصير " وببساطة اسال هل هناك أي اعتراض على ما ورد في هذا البند الا اذا كان بيننا من يعترف بوعد بلفور او صك الانتداب او قرارات الامم المتحدة المنحازة بالمطلق ضد شعبنا وقضيته او ان هناك من يعتبر قيام اسرائيل حق يهودي لا يجوز عدم الاعتراف به على طريقة ولي عهد البحرين قدس سره.

البند التاسع عشر ينص على ما يلي " لا اعترافَ بشرعية الكيان الصهيوني؛ وإنَّ كلّ ما طرأ على أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطلٌ؛ فالحقوق لا تسقط بالتقادم "النص هنا حتى لم يورد كلمة اسرائيل بل ابقى على التعبير التاريخي للشعب الفلسطيني وثورته – الكيان الصهيوني – فما الجريمة في ذلك وهل هناك في قوى الثورة الفلسطينية فيما عدا حركة الجهاد الاسلامي من لا زال يستخدم هذا الشعار غير حماس.

البند العشرون يزيل أي لبس ايضا وكانه جاء ليمنع أي سوء فهم لدى من يبحثون عنه فهو ينص على ما يلي بكل التعبيرات القاطعة الواضحة قائلا " لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها. ومع ذلك — وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية — فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة " ما يورده الناقدون للوثيقة هنا هو الاستدراك بالقول بموافقة حماس على دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران مشترطة ذلك ايضا بان ترافقه العودة الكاملة لللاجئين والنازحين الى بيوتهم ومعتبرة قبولها بذلك كصيغة توافقية وطنية مشتركة وسؤالي بوضوح ما المعيب في ان تقبل حماس بالصيغة التوافقية الوطنية ام ان هذه الصيغة ليست كذلك ومن من القوى الفلسطينية اليوم فيما عدا الجهاد الاسلامي وحماس يرد على السنتهم او في أديباتهم حتى السرية منها تعابير عن التحرير الكامل فلماذا اذن يرفض البعض من حماس الاقتراب منهم ومن مشاريعهم وشعاراتهم.

قد اتفهم جيدا هجوم حزب الله وايران وحلفائهما على وثيقة حماس السياسية وقد يكون مقبولا هذا النقد لو جاء مثلا من حركة الجهاد الاسلامي اما ما عداهم فان الامر يصبح غير مفهوم على الاطلاق في ان ترفض من غيرك ان يقترب من موقفك ولو بقليل القليل فقد كان الاجدر بالجميع ان يعلنوا صراحة وعلنا ترحيبهم المطلق بكل خطوة الى الامام جاءت بها وثيقة حماس وان يركز ايضا على الثوابت التي لا زالت الوثيقة تصر عليها كمسلمات مطلقة لا يجوز التنازل عنها باي شكل من الاشكال.

البنود 21,22,23 واضحة بما لا يدع مجالا للشك برفض كل اشكال التنازل والتمسك بخيار المقاومة والجهاد كحق مشروع وواجب وشرف للشعب الفلسطيني والامة العربية وهي تورد بوضوح رفضها لكل اشكال التامر ولكل الاتفاقيات المقيدة والمنتقصة من حقوق شعبنا بما فيها اتفاقيات اوسلوا وملحقاتها ونتائجها.

المقاومة والتحرير:

النص الكامل لهذا البند جاء كما يلي حسب بنوده الثلاثة

" 24- إنَّ تحرير فلسطين واجب الشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وواجب الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة، وهو أيضاً مسؤولية إنسانية وفق مقتضيات الحق والعدل. وإنَّ دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر متكاملة متناغمة، لا تعارض بينها.

25- إنَّ مقاومة الاحتلال، بالوسائل والأساليب كافة، حقّ مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي القلب منها المقاومة المسلحة التي تعدُّ الخيارَ الاستراتيجي لحماية الثوابت واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني.

26- ترفض حماس المساس بالمقاومة وسلاحها، وتؤكد على حق شعبنا في تطوير وسائل المقاومة وآلياتها. وإنَّ إدارة المقاومة من حيثُ التصعيدُ أو التهدئة، أو من حيث تنوّعُ الوسائل والأساليب، يندرج كلّه ضمن عملية إدارة الصراع، وليس على حساب مبدأ المقاومة".

اين يكمن التنازل عن المقاومة وخيارها وعن المقاومة وسلاحها وعن الكفاح وادواته حتى يصيح الجميع ممن القوا بسلاجهم اصلا في وجه حماس تنازلتي عن السلاح وببساطة على من يرفض ان تتنازل حماس عن سلاحها ومن يرى في القاء السلاح من يد المقاومين جريمة لا تغتفر ان يسارع لالتقاط هذا السلاح فهي فرصته اذن للمقاومة حين تتنازل حماس يوما عن مقاومتها وادوات هذه المقاومة وقد تكون حماس مستعدة لان تهدي سلاحها لمن اراد المقاومة فليفعل ذلك من لا زال يؤمن بسلاح المقاومة وينتهز فرصة شغور الاكف القابضة على الزناد ليستبدلها بكفه.

النظام السياسي الفلسطيني:

شخصيا هذا رايي وهذه رؤيتي للنظام السياسي الفلسطيني وبشكل ادق واكثر وضوحا فان ما اتمناه للنظام السياسي لوطننا الاعظم فلسطين يقوم على ما يلي وسأورد البنود هنا مرقمة حسبما وردت في وثيقة حماس نفسها وبنفس الارقام:

27- دولة فلسطينية كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس ولا احلم ابدا بأكثر من ذلك لا انا ولا أي فلسطيني على وجه الارض وبشكل ادق فإننا قبلنا ونقبل باقل من ذلك بكثير جدا.

28- نظام سياسي يقوم على التعددية والخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية وقبول الآخر واعتماد الحوار بما يعزز وحدة الصف والعمل المشترك والكلمات هنا هي نسخ ولصق من الوثيقة وكلي ثقة ان عتاة اليسار في فلسطين والعالم لن يجدوا نصا اجمل من ذلك ليقدموا اجمل ما لديهم لجمهورهم.

29- كل الشعب الفلسطيني وبالمطلق مع منظمة التحرير عبر تطويرها واعادة بنائها على اسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني.

30- نعم لبناء المؤسسات والمرجعيات الوطنية الفلسطينية على اسس ديمقراطية سليمة وراسخة وفي مقدمتها الانتخابات الحرة والنزيهة وعلى قاعدة الشراكة الوطنية.

31- نعم لسلطة وطنية فلسطينية لخدمة الشعب الفلسطيني وحماية امنه وحقوقه ومشروعه الوطني.

32- نعم لاستقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم ارتهانه لجهات خارجية ونعم ايضا للمشاركة العربية والاسلامية كواجب ومسئولية عن تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

33- نعم لما ورد بالنص في الوثيقة قائلا " إنَّ مختلفَ مكوّنات المجتمع من شخصيات ورموز ووجهاء ومؤسسات المجتمع المدني، والتجمّعات الشبابية والطلابية والنقابية والنسائية، العاملة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية، هي روافد مهمّة لعملية البناء المجتمعي ولمشروع المقاومة والتحرير ".

34- نعم وأكثر للنص القائل " إن دور المرأة الفلسطينية أساس في بناء الحاضر والمستقبل، كما كان دائماً في صناعة التاريخ الفلسطيني، وهو دور محوري في مشروع المقاومة والتحرير وبناء النظام السياسي ".

وسؤالي باختصار اين مكامن الخلل فيما ورد اعلاه وهل تحوي برامج فصائل منظمة التحرير جميعا غير ذلك فعلى ماذا يمكننا الاعتراض في هذه النصوص وما حوته واين نختلف عليها وما هو سبب الخلاف الا اذا كنا فعلا لا نريد للأمور ان تكون كذلك وكانت كل الفصائل تتنكر لما ورد في أبياتها نفسها عبر التاريخ.

لا جديد ابدا في البندين الاخيرين وان كانا يوضحا بما لبس فيه صورة حماس حركة اسلامية تقدم الاسلام للعالم كما ينبغي له ان يكون.

الوثيقة اذن تجمع بين الثبات على موقف المقاومة وتنفتح على كل الخيارات الاخرى دون قبول أي تنازل عن الثوابت التي اعادت التأكيد عليها فيما يخص الوطن والشعب والقضية وهي تقدم حماس كحركة وطنية فاعلة وجزء اصيل من مكونات الثورة والشعب وهو ما اراده شعبنا دوما.

ان الاعتراض على الوثيقة نفسها ليس له ما يبرره من أي كان ولكن المطلوب نقل ما ورد في الوثيقة الى الارض الواقع فهي تصلح حقا الى وثيقة خلاص وطني تؤسس عمليا من خلال بنودها لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية فتعالوا اذن لننفذ ما ورد في الوثيقة ونعيد بناء مؤسساتنا جميعا في المنظمة والسلطة وتوحيدها على قاعدة الشراكة والديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة فان استطعنا فلحماس اجرين وان لا فللآخرين اجرين هما المحاولة والقبول وكشف صدق او عدم صدق نصوص الوثيقة وذلك بدل كيل الاتهامات التي لا اساس ولا مبرر لها اللهم الا اذا كنا لا نريد تطبيق الصحيح الذي نريد ونطالب به منذ امد مما جاء واضحا في نصوص هذه الوثيقة.

لنقبل الوثيقة اذن كأساس اولا للمصالحة ولنعلن ثانيا ان نعم اذن لكل المضامين والتطورات الايجابية الواردة في الوثيقة وعلى الجميع ان يقدم يده لحماس ليعينها لا ان يلعنها على الايجابي وكأن بالبعض يريدها ان تظل بعيدا عن كرمه ان جاز التعبير فمفردات الحرية والديمقراطية والمواطنة وحقوق المرأة والعدل وقبول الآخر والتعددية السياسية والثقافية وعدم الاقصاء هي مفردات حصرية ومحتكرة لا يجوز لحماس استخدامها ابدا.

بقلم/ عدنان الصباح