الرئيس يمثلني....ويمثلنا جميعا

بقلم: وفيق زنداح

بعيدا عن عنتريات السياسة والمناكفة .....والتجاذبات واختلاق الأزمات وحتي لا يحدث في المجتمع حالة انفصام وانفصال ....وعملا بالشرعية الدستورية والتي جاءت عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخابات حرة ومباشرة ونزيهة شهد عليها الجميع ....لا يقبل الاجتهاد الخاطئ ....ولا التأويلات التي لا تستند الي الحقائق بمحاولة المساس بشرعية ثابتة وقائمة ما يحدد نهايتها انتخابات تشريعية جديدة ....وحتي تجري انتخابات قادمة ويذهب أصحاب حق الانتخاب لقول كلمتهم وتحديد ممثلهم الجديد .....او ربما تجديد ممثلهم الحالي من خلال ارادتهم الحرة ومشاركتهم الإيجابية .

لقد دخل قاموس السياسة بعض المصطلحات والمفردات مع ما يسمي بثورات الربيع العربي والتي جاءت وبالا وخيبات أمل للعديد من الشعوب التي حاول البعض من داخلهم أن يأخذهم الي مربعات الرفض غير المحسوب .....والي اعلاء بعض المصطلحات والمفردات التي كان لها أثر سلبي كلف الكثير ولا زالت نتائجه متواصلة ومستمرة تحت يافطة الديمقراطية وحرية الرأي وممارسة المعارضة لأساليبها لأجل تحقيق مصالحها على حساب مصالح الشعوب وتلك المجتمعات .

مثال ما قيل عبر سنوات من مصطلحات ومفردات لا تصب بصالح المجتمعات والشعوب ....لكنها تضر بدرجات عالية بمصالح الشعوب واستقرارها ومعدلات نموها .

لقد كان باستخدام بعض المصطلحات ما ولد الفوضى والإرهاب التكفيري وجعل من الفوضى الخلاقة ما يمكن أن يحدث حالة هدم كلي.... وتقسيم للشعوب والدول وانهاك للمقومات الاقتصادية والاجتماعية .....وتهجير الملايين من شعوب المنطقة .

تجربة شاهدنا كافة معالمها ومتغيراتها وما جري بداخلها وما نتج عنها ....كانت بأغلبيتها فوضي في بعض البلدان ما زالت قائمة وممتدة كما في الحالة اليمنية والسورية والعراقية .

ونحن اذ نستذكر مثل هذه الحالات لهذا النموذج الذي شاهدناه عبر السنوات الماضية يجعلنا نتوقف بصورة موضوعية ووطنية وديمقراطية أمام ما يصدر من بعض التصريحات واليافطات التي تسيء بأكثر مما تحقق لنا من نتائج إيجابية كما أنها تصيبنا بصدمة وطنية وديمقراطية كأننا لسنا نحن جميعا من انتخب الرئيس وأعطيناه تفويضا ليمارس كامل حقوقه ومسئولياته لأجل دحر الاحتلال ....وإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 .

الحالة الفلسطينية وما يميزها ....ويجعلها من الحالات الاستثنائية بكافة جوانبها والتي يفترض أن تجعل منا جميعا ملتفين وداعمين للرئيس ولسياساته ودبلوماسيته ضد الاحتلال ...على اعتبار أننا بمرحلة تحرر وطني ....وأننا أمام محتل متغطرس لا زال على غيه واستيطانه وممارساته التعسفية .

وبالتالي فالدخول في معترك مواجهة الذات وقلب الأولويات ...وافساد الخطوات ومحاولة التشكيك بالشرعيات نكون بذلك قد أخطأنا ....وأحدثنا بداخلنا الفشل ....كما نكون قد ساعدنا عدونا المحتل لأرضنا والذي لا يري في لقاءات وجولات الرئيس الا مصيبة وكشف لسياساته الحقيقية الذي عمل من خلالها على تضليل وخداع الرأي العام العالمي عبر سنوات طويلة .

كل ما يأتي من بعض التصريحات وبعض المفردات المستخدمة التي نخجل من تكرارها وقولها.... أنها في اطار المناكفات والتجاذبات وزيادة الفرقة وكلها تقوي من دعائم الاحتلال وركائز وجودة وممارساته الاستيطانية وحتي ممارساته ضد اسرانا في اضراب الكرامة .....ويجعل من الاحتلال حالة مستقرة وغير مكلفة الثمن .

أن نري الرئيس محمود عباس يصول ويجول بكافة أرجاء العالم .....ويستقبل استقبال رؤساء الدول وأخرها زيارته للولايات المتحدة فهذا فخر لنا جميعا كفلسطينيين .....وأن يرفع العلم الفلسطيني في البيت الأبيض نجاحا لقضيتنا ....واكراما لكافة أسرانا وشهدائنا وجرحانا ....وأن تكون قضيتنا على جدول أعمال السياسة الدولية فهذا دليل حق وحقوق يجب أن تعود ....وأن يصدر العشرات من القرارات الدولية من مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو دليل واضح على وقوف الشرعية الدولية مع قضيتنا العادلة .

فهل في كل هذه النجاحات ما يؤثر سلبا أم إيجابا ؟؟ .

كافة ردود الفعل السياسي والإعلامي من طرف المحتل الإسرائيلي يرفض كل هذا التقدم السياسي .....بل يزداد حقدا وكراهية لسياسة الاعتدال والمرونة التي أوصلت السياسة الفلسطينية الي مواقع متقدمة رغم صعوبة المعادلة الدولية ومصالحها .

بإمكاننا أن نضع سيناريو مختلف لحالة العلاقات الداخلية وأن يكون الجميع بموقف التأييد .....وأن نسقط من سياسة البعض منا كافة المناكفات والتجاذبات وأن يعتمد الجميع أننا أمام قضية وطن نريد أن ننهض به وأن نجعله المحرك للضمير الدولي ....والمحفز للمزيد من القرارات الدولية .

نريد أن يشعر الجميع بالأقوال والأفعال أن الرئيس محمود عباس يمثلنا جميعا مؤيدين ومعارضين .....وليس في هذا القول شيء غريب .....بل ان كافة الدول والشعوب وأخرها الولايات المتحدة قد انتخبت الرئيس ترامب وبعد ظهور النتائج خرج بعض الأمريكيين لرفض النتائج الا أنهم بعد أيام قليلة قد أصبحوا على ذات الموقف بأن ترامب يمثلهم .

المعارضة جزء من النظام السياسي ولم تكن في أي دولة من الدول عائق لتقدم الأوطان .....بل ان المعارضة الإيجابية وليس العدمية وجدت لتصويب التوجهات ودعمها وزيادة عوامل قوتها..... وهذا ما يجعلني أقول أن الرئيس يمثلني ....ويمثلنا جميعا.

بقلم/ وفيق زنداح